كشفت معلومات تناقلتها مصادر إعلامية و ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، عن بعض ما دار خلف كواليس مفاوضات مسقط، بشأن الأزمة اليمنية. و تشير المعلومات، إلى رسالة من المبعوث الأممي، اسماعيل ولد الشيخ، لبعض السفراء المهتمين بالأزمة اليمنية، يشرح تدابيره بخصوص مفاوضات مسقط و تقييمه للوضع. و مما ورد في تفاصيل الرسالة المتداولة، أن ولد الشيخ قبل توجهه إلى جدة, عقد اجتماعات خلال يومين مع أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في مسقط. و أشارت أن ولد الشيخ حاول إقناعهم بتطوير العشر النقاط التي سلموها له سابقاً. و اعتبر ولد الشيخ في مراسلته أن هذا ضرورياً للاستجابة لمخاوف الرياض بأن الالتزامات بتنفيذ القرار 2216 ما تزال غير كافية و فشلت بالاعتراف بشرعية الحكومة. و كشف أن أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وافقوا على صياغة جديدة للحل الخاص بقرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص بوضوح تام على أن أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ملتزمون بكامل التطبيقات الخاصة بالقرار. باستثناء المادة التي تنص على انتهاك السيادة اليمنية و أيضاً تلك المتعلقة بالعقوبات. و أشار أن الوثيقة الجديدة المتفق عليها في مسقط، تتضمن الموافقة على عودة الحكومة الحالية لفترة ستين يوماً خلالها سيتم تشكيل حكومة وحده وطنية جديدة. و أشار أن وفد المؤتمر و أنصار الله، وافقوا أيضاً على إزالة أي علاقة بين مكافحة الإرهاب و الحدود السعودية و التي عارضتها الحكومة اليمنية بشدة. كما تشير رسالة ولد الشيخ، أن الوفدين وافقا على أن ألا يكون بشكل إلزامي على المجتمع الدولي إعادة الإعمار كما في النص السابق والذي عارضته السعودية بشكل خاص و دول مجلس التعاون الخليجي حتى لا يتم تفسيره كنوع من التعويض الإجباري. و أوضح أن كلاً من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام استجابا بإيجابية ومرونة كبيرة. و كشف أن اجتماعاته في مسقط كانت مع أنصار الله وضباط استخبارات سعوديين و حضرها ممثلين عن الولاياتالمتحدة و المملكة المتحدة, و سلطنة عمان. و كشف أن المناقشات ركزت على احتمالية بناء معايير جالبة للثقة مثل الانسحاب من المناطق الحدودية مقابل الوقف التام للعمليات الجوية و اتفاقيات قد توقف العمليات العسكرية بداخل السعودية. و اعتبر أن هذه كانت هي المرة الأولى التي كان فيها أنصار الله منفتحين لمناقشة اتفاق محدود و محدد جغرافيا، مع تأكيدات متكررة أن عودة الرئيس هادي ليس مقبولاً. موضحا أنهم أعربوا عن انفتاح تجاه عودة الحكومة لفترة محدودة. و نوه إلى أن السفير الأمريكي "مات تايلر" استمر بإعلامه بشكل منتظم عن محتوى هذه النقاشات. ما عده مفيدا جداً. و لفت إلى أنه و مع أن المسئولين الأمريكيين كانوا مصابين بخيبة أمل كون السعودية قد أرسلت ممثلين ذو رتب صغيرة نسبياً، إلا أنهم مازالوا يشعروا أن الاجتماعات ايجابية و ودية إلى حد كبير. و طريقة جيدة للسعودية لاستطلاع نوايا أنصار الله. و كشف أن أنصار الله و السعودية وافقوا أن يكون هناك مزيد من الاجتماعات، آمل ولد الشيخ أن تكون بتمثيل رفيع المستوى من الجانب السعودي، بالرغم من انه لم يتم تحديد أي مواعيد. و اعتبر و بأسف بالغ أن الاجتماعات تسلط القليل من الضوء على إستراتيجية السعودية في الصراع، أو استعدادها لدعم تسوية تتم عن طريق التفاوض في المستقبل القريب. و قال: كانت الاجتماعات في مسقط تتأثر جداً بالطبع بالتطورات العسكرية الحاصلة في اليمن. و أضاف: التحالف لم يستطع أن يحقق أي تقدم ملحوظ منذ نجاحهم في عدن و أبين و شبوة في شهر أغسطس. و تابع: تعز ما زالت في نزاع مستمر، و هناك تقارير بأن أنصار الله استطاعوا أن يستعيدوا بعض المناطق التي خسروها في الأسبوع الماضي. و كشف أن صعوبات التحالف تستمر شمالاً. مشيرا إلى أنه اقترح بأن الهجوم على صنعاء سيكون أكثر صعوبة، و إجهادا وقد تستغرق وقت أكبر من ما توقعوه سابقاً. و بخصوص عدم الاستقرار والعنف الذي انتشر في عدن بعد سيطرة التحالف عليها. اعتبر أن ذلك سيكون بدون شك مقلق. و قال: مقاتلي الحراك الجنوبي يبدون عدم موافقتهم لمطالب الحكومة اليمنية بالتحرك شمالاً. معتبرا أن ذلك جعل التحالف يعتمد كلياً على القوات الأرضية المتضمنة لكل من الإصلاح و الجماعات السلفية وجماعات مرتبطة بالقاعدة, و التي تتردد الإمارات العربية المتحدة في دعمها. و اعتبر ولد الشيخ في رسالته إلى السفراء أن مناقشاته في مسقط, أوجدت فرصة قوية للحصول على اتفاقيه سلام, و تجنب مواجهة عنيفة في صنعاء للأسباب التالية: 1- الوثيقة المراجعة أقوى بكثير من سابقتها و تتضمن تنازلات جادة من قبل أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، و سيكون صعباً جداً في هذه المرحلة دفعهم لتقديم تنازلات أكثر. 2- التطور البطيء للحكومة اليمنية وقواتها في تعز ومأرب قد توفر أيضاً فرصة للمناقشات. 3- انعدام الأمن المستمر في عدن وانعدام القانون والظهور المستمر والمتزايد للقاعدة في إقليم عدن عقب السيطرة على المدينة من قبل قوات التحالف والحكومة اليمنية بدأت تثير القلق للإمارات العربية المتحدة وبعض دوائر المملكة العربية السعودية. و خلص ولد الشيخ في رسالته إلى ضرورة التحرك نحو جولة جديدة من المحادثات المباشرة. و قال: مر شهران ونصف منذ محادثاتنا الأولى في جنيف. مضيفا: تنقلاتي الأخيرة وصلت إلى نقطة أصبحت نوعاً ما تعاملية مع المبعوث الخاص حيث أنني استحوذ على وثيقة من جهة معينة وابحث عن تعليقات وقبول للوثيقة من الجهة الأخرى. و تابع: أنا لا اعتقد انه بالإمكان المحافظة على هذا الوضع و اقترح بان نبدأ التحرك نحو مرحلة إستراتيجية أفضل. و أقترح عقد الجولة الأولى من المحادثات في سلطنة عمان كخيار أول, كونها مقبولة من قبل العمانيين و الأحزاب الأخرى, خصوصاً السعودية، و الخيار الثاني المقترح هو دولة الكويت.