وأعيد شاهين (82 عاما) إلى مصر في 17 يوليو بعد أن أمضى فترة علاج طويلة في باريس خضع خلالها لجراحة عانى بعدها من نزيف بالمخ أفضى إلى غيبوبة. وقال مكتب المخرج السينمائي المصري يوسف شاهين يوم الأحد إن شاهين توفي عن 82 عاما بعد ستة أسابيع أمضاها في غيبوبة. وكان شاهين الذي يشتهر بسلسلة أفلامه المرتبطة بمدينة الإسكندرية أصيب بنزيف في المخ في يونيو حزيران وأمضى عدة أسابيع في مستشفى في باريس قبل عودته الى القاهرة قبل عشرة أيام. وكانت آخر أفلام شاهين فيلم (هي فوضى) والذي عرض في دور السينما في وقت سابق من العام الحالي الا أن تلميذه المخرج السينمائي خالد يوسف أكمل إخراج الفيلم لمرض شاهين. وكان المخرج والمنتج المصري المولود في 1926 في الإسكندرية حصل العام 1997 على السعفة الذهبية لمهرجان "كان" على مجمل أعماله. وتميزت أفلام شاهين التي بدأها بفيلم "بابا أمين" في مطلع الخمسينات بأن غالبيتها حملت بعدا سياسيا وعبرت عن هموم المواطن المصري والصراع الاجتماعي القائم في مصر طوال تجربته مثل أفلام «الأرض» و«الناصر صلاح الدين» و«العصفور» عن هزيمة 1967، وصولا إلى آخر أفلامه "هي فوضى" الذي ينتقد فيه بشكل لاذع الفساد في مصر رغم الملاحظات الفنية التي سجلها النقاد عليه. وحصل شاهين على الكثير من الجوائز والأوسمة المصرية، ويعد من أبرز المخرجين المصريين والعرب، واستطاع أن يؤسس أوسع مدرسة سينمائية في تاريخ السينما العربية. وقد تتلمذ على يديه العديد من المخرجين الذين رفدوا السينما المصرية بأفلام تعتبر من أهم الأفلام، ومن هؤلاء المخرجين يسري نصر الله والراحل رضوان الكاشف وعلي بد رخان وخالد الحجر وخالد يوسف ومجدي احمد علي وعماد البهات. وعمل شاهين أكثر من أربعة أعوام خارج مصر من 1964 إلى 1968 إثر خلافات له مع بعض رموز النظام المصري، وقام خلالها بإخراج عدة أفلام من بينها فيلم «بياع الخواتم» للمطربة اللبنانية فيروز. وعاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي مؤلف رواية الأرض التي حولها شاهين إلى فيلم بنفس الاسم بعد عام من عودته إلى مصر. يشار إلى أن شاهين كان معارضا لنظام الرئيس حسني مبارك وكذلك لجماعات الإسلام السياسي. وندد باستمرار بالرقابة والتطرف. وقال الناقد السينمائي طارق الشناوي إن شاهين وضع نهجا يسير عليها المخرجون المصريون. ونقت وكالة رويترز عن الشناوي قوله: «كان الأستاذ. عند ما ترى أسماء أولئك الذين عملوا معه.. يمكنك القول أن عمالقة السينما المصرية تخرجوا من أكاديمية يوسف شاهين.. طيلة 60 عاما كان أضخم عنوان في السينما المصرية وظل يتنفس السينما حتى آخر لحظة.. عاش يوسف شاهين من أجل السينما فقط.» وقال الناقد أحمد يوسف إن السينما المصرية من دون يوسف شاهين فقدت الكثير من اللمسات الخاصة وفقدت إسهامها في السينما العالمية. وأشار إلى أنه كان جزءا من سياق كانت السينما المصرية تبحث فيه عن ذاتها. وأشادت المخرجة المصرية أسماء البكري بشاهين بوصفه مخرجا ونشطا. وقالت "لقد لعب دورا كبيرا في السينما وحقق انتشارا للسينما المصرية في الخارج." وأضافت "نحن تلاميذه.. أحببناه لأننا أيدنا مواقفه دوما." في إشارة إلى تعاطف شاهين مع الحركات المعارضة