ولان الاسطوانة مشروخة فلنحاول قراءة الارقام التالية المستقاة من التقارير الدولية الرصينة ومانشر منها عن يوم الاحتفال بمليار جائع ولنا فيها كيمنيين قصب السبق فبلادنا هي الاولى عربيا ولا خجل .. المهم انها الاولى !!!!! في ألاربعة العقود الاخيرة انحدر ملايين البشر تحت خط الفقر فبات الجوعى يمثلون ثلث العالم بزيادة مئة مليون انسان مقارنة بالعام الماضي. توقعت آخر تقديرات للأمم المتحدة ازدياد عدد سكان العالم من ستة مليارات نسمة حالياً إلى تسعة مليارات خلال عام 2050 أي سيزداد عدد الجياع بما يقارب النصف مقارنة بالوضع الحالي ستتركز معظم هذه الزيادة في الدول النامية وسيعيش أكثر من70 بالمئة من سكان العالم في المدن والمناطق الحضرية مقارنة بنسبة 49 بالمئة حالياً ما يعني ضرورة زيادة انتاج الغذاء لاطعام 2ر3 مليارات شخص اضافي في العالم في عام 2050. قال الفاو جاك ضيوف ورئيس برنامج الغذاء العالمي جوسيتي شيرين في التقرير السنوي حول امن الغذاء العالمي: "ليس هناك شعب في مأمن، ولكن كالعادة، فان الامم الفقيرة، والناس الفقراء، يعانون اكثر". وكشف التقرير الدولي ان قارة اسيا الى جانب جزر المحيط الهادي تضم النسبة الاكبر من الجياع في العالم حيث يتواجد فيها 642 مليون شخص. وتليها منطقة جنوب الصحراء في افريقيا التي يتواجد فيها 265 مليون شخص لا يحصلون على القدر الكافي من الغذاء. بسبب انتشار سوء التغذية لدى الاطفال فإن نسبة40 بالمئة من الأطفال يعانون من نقص الوزن في بنغلادش والهند فقط!. منظمة الاغذية والزراعة تؤكد ان الرقم الحالي من الجياع والذي تقدره بمليار شخص هو الاعلى منذ 1970 وان هذا الرقم في ازدياد مستمر حتى قبل الازمة الاقتصادية الحالية. التقارير اوردت ان معدل الفقر في دول أفريقيا جنوبي الصحراء أفقر مناطق العالم لم يتغير منذ ما يقرب من 25 عاما، وذلك وفق الإحصاءات المبنية على حد الفقر الجديد.. وهذا يعني أن 380 مليون نسمة في المنطقة كانوا يعيشون دون مستوى الفقر في 2005 بالمقارنة مع 200 مليون عام 1981، لكن الفقر تراجع في مناطق أخرى كالصين مثلا. اليمن الاولى ومصر الثانية في «تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2009» الذي تصدره الأممالمتحدةارقام مخيفة عن الفقر في اوطاننا العربية ومنها ان: عدد الفقراء في اليمن 13 مليونا من أصل 21 مليونا. في مصر 30 مليونا من أصل 73 مليون نسمة وفي سورية 5.50 مليون من أصل 18 مليونا في لبنان 1.10 مليون من أصل 4 ملايين الأردن 0.60 مليون من أصل 5.50. المغرب 11 مليونا من أصل 28 مليون نسمة تونس 2.30 مليون من أصل 9.65 مليون نسمة لقد اظهر التقرير تزايد عدد الفقراء في اليمن ومصر من بين الدول العربية، حيث وصل عدد الفقراء في اليمن كحد أعلى نحو 59.9 في المائة، ونحو41 في المائة في مصر من إجمالي عدد السكان، بينما وصلت 22 في المائة في موريتانيا، و2 في المائة في قطر والكويت. فيما كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أخيراً،( أن الغذاء في اليمن لا يزال بعيد المنال بالنسبة للفئات الأشد فقراً، كما أن أكثر من واحد من بين كل ثلاثة يمنيين يعانون من الجوع المزمن كما أن 21.8% من الأسر اليمنية تواجه انعداماً للأمن الغذائي ومن بينها 6.9% تعاني من الجوع الشديد.) ثراء وفقر عربي !! واذا كان الوطن العربي من الاختلال بين دول تملك الثروات وبلدان جائعة فان الامر وفق نظرة الخبراء الاقتصاديين يتطلب تحقيق مشروع اقتصادي تنموي يسهم بشكل مباشر في التصدي للفقر والبطالة التي يعاني منها الوطن العربي, مع اعادة توزيع الدخل .. وعلى سبيل المثال فان ((معدل دخل الفرد في قطر يصل الى 62905 دولارات سنويا بينما ينحدر دخل الفرد في موريتانيا الى 888 دولارا واليمن 936 دولارا سنويا, الفروقات الشاسعة بمعدلات دخل الفرد بين دولة واخرى في الوطن العربي تعكس مدى تكدس الثروة في بعض البلدان العربية, واختفاء الحدود الدنيا من مقومات الحياة في بلدان اخرى)) الخبراء يرون ان من بين اسباب الفقر في الوطن العربي : 1 الفساد: وهو الذي يزداد انتشارا 2 ظاهرة العسكرة فمتوسط إنفاق الفرد على الدفاع عالمياً 141 دولار، وفي الدول النامية 34 دولار، وفي الكويت 2019 دولار، وفي سلطنة عمان 1149 دولار للفرد. 3- انعدام العدالة الاجتماعية 4-البطالة وحسب التقرير فإن معدلات (الفقر العام )تراوح بين 28.6 في المائة و30 في المائة. كما أشار إلى أن إجمالي 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر، منوهاً إلى أن البطالة تعد من المصادر الرئيسة لانعدام الأمن الاقتصادي في معظم البلدان العربية. التقرير اشار الى أن اتجاهات البطالة ومعدلات نمو السكان تشير إلى أن البلدان العربية ستحتاج بحلول عام 2020 إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة وان البطالة بين النساء في البلدان العربية أعلى منها بين الرجال، وهي من المعدلات الأعلى في العالم على سبيل المثال فانهاتصل في بلد مثل الجزائر إلى 40%، أما معدلاتها في البلدان الأخرى فهي الأعلى في العالم. ولا فرص في الأفق، خصوصا أمام 65 مليون فقير عربي، أو نحو 63.2% من المجموع، وخصوصا في المناطق الريفية التي لا تزال الأكثر حرمانا. أن الفقر مرتبط بالبطالة ووجود قطاعات كبيرة من الناس عاطلين أو يعملون بأعمال غير منتجة والمردود لا يكفي مع عائلة كبيرة. وهو مربوط أيضاً بنظام التربية والتعليم التقليدي الذي كان يؤهل قطاعات كبيرة للعمل في دول ناشئة ولكن الآن يمكننا القول إن خريجي التعليم التقليدي هم الذين يشكلون بركة البطالة الرئيسية لأنهم في سوق العمل غير مؤهلين للتعامل مع الأسواق لذا يجب ربط مناهج التعليم باحتياجات السوق. ان ازمة الغذاء في الدول الفقيرة والازمة الاقتصادية العالمية تسببتا في تفاقم ازمة الجوع العالمية ليصل عدد الاشخاص الذين يفتقرون للتغذية الاساسية في العالم الى مليار انسان وهي كارثة انسانية في ظل وحشية العولمة واضطراب المناخ العالمي الذي سيؤدي الى تصحر مناطق كثيرة وحرمان البشر من مصادر الزراعة.