أقر مجلس النواب اليوم الأربعاء استقطاع 10 ألف ريال عن كل عضو فيه مساهمة في تمويل علاج الفنان أيوب طارش. قرار المجلس جاء بمقترح تقدم به النائب سنان العجي، دعا من خلاله الالتفات إلى "تلك القامة الفنية الكبيرة التي أثرت المكتبة الفنية اليمنية بالأغاني والأناشيد الوطنية، مجسدا معاني الوحدة والجمهورية من خلال الكلمة واللحن الأصيل". ومقابل اعترض النائبين الإصلاحيين منصور الحنق وعارف الصبري، تفاعل المجلس مع مقترح العجي. ويرقد أيوب طارش عبسي وزوجته منذ 4 شهور بمستشفى الأردن بالعاصمة الأردنية عمان لمعاناته من الآلام في العمود الفقري واليد اليمني، وفقا لماقاله نجله رفعت ل(نيوزيمن). وأكد إن تحديات مالية كبيرة حالت دون إجراء عملية جراحية ثانية مطلوبة له. وحسب رفعت فإن أيوب خلال الأيام الأخيرة لم يعد يستطيع مسك العود لأكثر من 10 دقائق نتيجة ألآلام بيده اليمني. وفيما قال إنه قد يغادر المستشفى لعدم توفر المبالغ المالية المستحقة فقد ناشد رئيس الجمهورية التكفل بعلاجه. أيوب طارش ولد أيوب في قرية (المحربي)، سنة1362 ه/ 1942 عزلة (الأعبوس)، في محافظة تعز. رحل إلى مدينة عدن سنة 1373ه/1953م، ودرس فيها حتى حصل على الشهادة الثانوية من المعهد العلمي الإسلامي بعدن ومن أبرز شيوخه: العلامة المجتهد (محمد بن سالم البيحاني). بدا الغناء منذ الصبا، وكانت أولاها بعنوان: "بالله عليك وامسافر"، من لحنه، وكلمات أخيه (محمد بن طارش)، وقد لاقت هذه الأغنية صدى كبيرًا. عاد الى مدينة تعز ومنها إلى مدينة القاهرة سنة 1974م، للدارسة الحرة في معهد الموسيقى العربية لعامين. بعد عودته عمل في عدد من الوظائف؛ منها: موظف في شركة الطيران اليمنية إلى عام 1389ه/1969م، موظف في البنك اليمني للإنشاء والتعمير حتى سنة 1421ه/2001م. شكَّل مع الشاعر الراحل (عبدالله عبدالوهاب نعمان الفضول) ثنائيًّا فنيًّا، أنجحته قدرة الرجلين على انتقاء الكلمة وتطويعها، والتقريب بينها وبين الفصحى، واختيار القالب الموسيقي المناسب؛ فظهرت بسبب ذلك عدد من الروائع الغنائية؛ مثل: "لك أيامي"، و"طاب البلس"، و"مكانني ظمآن"، و"دق القاع"، و"قلبي يسائلني عليك"، غير أن أشهر عمل لهما على الإطلاق هو أنشودة "رددي أيتها الدنيا نشيدي" التي اختيرت نشيدًا وطنيًّا للجمهورية اليمنية، والتي كانت نشيد الشطر الجنوبي. حصل على عدد من الجوائز والأوسمة؛ منها: وسام (الفنون) من الدرجة الأولى سنة 1399ه/1979م، ودرع الثقافة سنة 1423ه/2003م. ويعدُّ مدرسة فنية قائمة بذاتها، جمعت بين الموروث بتطويره وتحسينه، وبين الإبداعات في مختلف الأغراض الإنسانية والفنية، واتجه في الآونة الأخيرة نحو التصوف كقيمة روحية ثرية؛ فأبدع في أغانٍ شتى؛ منها أغنية "ياربُّ بهم" و"جلاء القلب"، وغيرها. شارك في كثيرٍ من الأسابيع الثقافية اليمنية في تونس، وليبيا، ومصر، والإمارات، والسعودية، والعراق، والسودان.