تمكنت السفينة الفرنسية "الكرامة"، التي تشكل جزءا من "أسطول الحرية 2"، الذي يهدف إلى كسر الحصار على غزة، من مغادرة المياه الإقليمية اليونانية متوجهة إلى غزة لتكون بذلك أول سفينة تدخل المياه الدولية رغم الحظر الذي فرضته السلطات اليونانية هناك على مغادرة سفن النشطاء المؤيدين للفلسطينيين . وقال الناطق باسم حملة الزوارق الفرنسية سومر-اودفيل لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء إن زورق (الكرامة) تمكن من مغادرة المياه اليونانية في وقت مبكر أمس الثلاثاء وهو يتجه ببطء إلى غزة. وأضاف الناطق أنهم لم يتخلوا بعد عن الأمل في تمكن سفن أخرى من اللحاق بهم في أطار مساعي (أسطول الحرية) كسر الحصار وهو الأسطول الذي كان من المقرر ان يبحر باتجاه غزة الأسبوع الماضي قبل أن تعترضه عقبات عدة. من جهته قال النائب مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: ان السفينة الفرنسية تشق طريقها نحو غزة بعد ان نجحت في اختراق الحظر اليوناني الساعة الخامسة من فجر أمس مستفيدة من انشغال خفر السواحل اليونانيين بالسفن الثلاثة الأخرى التي مُنعت من الإبحار. وأضاف البرغوثي ان السفينة تضم على متنها طاقما من 9 اشخاص بينهم 6 متضامنين وان من بين المبحرين اولفي ايسانسينو المرشح السابق للرئاسة الفرنسية وعضو البرلمان الاوروبي نيقول نيلسون وممثلون عن العمال والنقابات وصحفي من صحيفة ليبراسيون. وكانت سفينة اخرى، الايرلندية "سيرشه"، قد تخلت عن مسعاها الأسبوع الماضي بعد إن قال المسؤولون عنها انها تعرضت لهجوم تخريبي أثناء رسوها في احد المرافئ في تركيا. اليونانية في وقت مبكر أمس الثلاثاء وهو يتجه ببطء إلى غزة. وقال سومر-اودفيل "حتى مساء أمس لم يتمكن رفاقنا اليونانيون على متن السفينة "جوليانو" من المغادرة، فقرر النشطاء على متن "الكرامة" الشروع في الإبحار ببطء" باتجاه غزة. وتابع قائلا "في الوقت الراهن لدينا سفينة واحدة تمكنت من خرق الحصار اليوناني ونأمل ان تلحق بها أخريات". وكان المنظمون للرحلة قد صرحوا بعد وقت قصير من أبحار المركب أمس بأنه سيكون "قبالة غزة خلال يوم او يومين". وكانت السفينتان الأميركية "اوداسيتي اوف هوب" والكندية "تحرير"، والتي تقل كلا منهما 50 ناشطا وبحارا، قد حاولتا الإبحار رغم الحظر الذي فرضته السلطات اليونانية الجمعة، ولكن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا السفينتين وأرجعوهما. كما تعرضت سفينتان أخريان لإضرار يقول المنظمون أنها نتيجة هجمات تخريبية إسرائيلية. وكان اكثر من 300 ناشط من 22 بلدا قد أعربوا عن اعتزامهم المشاركة في أسطول هذا العام بينهم العشرات ممن تجاوزوا منتصف العمر ومتقاعدون اميركيون واوروبيون. تجدر الإشارة إلى إن السلطات اليونانية منعت في الأيام الأخيرة سفن الأسطول من الانطلاق من موانئها باتجاه قطاع غزة ثلاث مرت في خطوة اعتبرها المنظمون رضوخا للضغوط الاسرائيلية. في هذه الأثناء جددت إسرائيل تهديدها باعتراض السفن التابعة لأسطول "الحرية 2" التي من المقرر أن تتوجه إلى غزة في إطار حملة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع. وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش إن إسرائيل مستعدة لاعتراض قافلة السفن. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أهارونوفيتش قوله خلال الاحتفال باستحداث لواء الساحل في الشرطة الإسرائيلية إن "الشرطة ومصلحة السجون في بلاده تراقبان هذه التطورات عن كثب". على صعيد متصل، أكدت مصادر رسمية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوكل إلى وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش مهمة تنسيق جميع أعمال الحكومة المتعلقة بالتعامل مع إمكانية وصول مئات النشطاء المؤيدين للفلسطينيين جوا إلى إسرائيل والتظاهر في مطار بن غوريون يوم الجمعة المقبل. ويأتي الإعلان ردا على تأكيدات بأن ناشطين أجانب يعتزمون التوجه بأعداد كبيرة إلى مطار بن غوريون في تل أبيب الجمعة المقبلة في مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ أكثر من ست سنوات. وكانت إسرائيل قد هاجمت في مايو 2010 أسطول الحرية 1 مما أدى إلى مقتل تسعة متضامنين أتراك وجرح العشرات من المتضامنين العرب والأجانب.