انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي في ذكرى "ثورة 23 يوليو" أمس السبت، متسائلاً عن جدواهما، ومؤكداً أنهما لم "تجلبا للدولتين سوى الخراب والدمار". ودافع القذافي عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك الموجود في المستشفى منذ أبريل/نيسان، قائلاً: "مبارك رجل فقير ومتواضع ويحب شعبه ولا يستحق هذه البهدلة". وأضاف أن مبارك كان "يشحت من أجلكم. يأتي إليّ يشحت مني عبّارات من أجلكم (...) ويذهب للسعودية يشحت منها العبّارات، ويأتي يشحت مني في قاطرات القطار (...) ويشحتها من أي أحد آخر كله من أجلكم"، متسائلاً "هل سيركب هو في القاطرات؟ هل سيركب هو في العبّارات؟ بل لتركبوا فيها أنتم، هي لكم انتم، من أجلكم أنتم". وتابع أن مبارك الذي اضطر للتنحي تحت ضغط تظاهرات شعبية كبيرة "بدل ما يُكرم يُهان"، لكنه "لا يستحق هذه البهدلة"، مذكراً بأن الرئيس المصري السابق "كان معرضاً نفسه للخطر ليدافع عنكم ويموت من أجلكم، طيار يقاتل القوات الإسرائيلية وهي تهاجم مصر". وفي تطور آخر، هزت انفجارات عنيفة في ساعات مبكرة من اليوم الأحد وسط العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها الشرقية، بينما كانت طائرات تحلق في سماء المنطقة، كما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس"، وذلك غداة غارات لحلف شمال الأطلسي في المنطقة نفسها. وقال المراسل إنه سمع دوي انفجارين في محيط مقر إقامة العقيد معمر القذافي وسط طرابلس، تلتهما انفجارات أخرى في الضواحي الواقعة في شرق وجنوب شرق العاصمة. وعلى الإثر شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي والذي استهدفته غارات للحلف الأطلسي السبت. من جهته، قال التلفزيون الليبي في خبر عاجل "تتعرض منطقة عين زارة (الضاحية الشرقية للعاصمة) الآن لقصف استعماري صليبي"، وهي العبارة التي يستخدمها النظام لوصف الحلف الأطلسي. وسمع أمس السبت دوى انفجارين مماثلين في المنطقة نفسها والتي استهدفتها حتى الآن عشرات الغارات منذ بدء العملية العسكرية الدولية في ليبيا. وأكد الحلف الأطلسي السبت أنه شن سبع غارات على طرابلس، استهدفت جميعها منطقة واحدة، وأسفرت بحسب الحلف عن إصابة مركز قيادة وسيطرة.