أعلنت حركة "تمرّد" التونسية، أن هدفها الحالي هو حل المجلس الوطني التأسيسي الذي قالت إنه فقد شرعيته، فيما يستمر الجدل حول الدستور، وتصر حركة "النهضة" الإسلامية على تمرير "قانون العزل السياسي" الذي لقي انتقادات حادة داخلية وخارجية ومنها فرنسا التي يصل رئيسها فرانسوا هولاند اليوم إلى تونس في زيارة رسمية غير مسبوقة بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي . وقال محمد بنور، الناطق الرسمي باسم حركة "تمرّد" التونسية خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء، إن هدف الحركة الحالي هو حل المجلس الوطني التأسيسي الذي فقد شرعيته، مشيراً إلى أن الحركة تهدف أيضاً إلى "إسقاط الدستور التونسي الجديد المفخخ، والتمرّد على منظومة الإسلام السياسي الفاشل" . وأشار إلى أن ناشطي حركة "تمرّد" تمكنوا لغاية الآن من تجميع 176 ألف توقيع لمواطنين بمختلف محافظات البلاد أيدوا الأهداف المذكورة للحركة، باعتبار أنه من غير المعقول أن يبقى المجلس التأسيسي أكثر من سنة ونصف في صياغة دستور أخذ الكثير من "أموال الدولة ومن أعصاب الشعب" وأكد بنور أن حركة "تمرّد" ستدعو إلى تظاهرات عارمة لإسقاط المجلس التأسيسي بطريقة سلمية عندما يصل عدد التواقيع على عريضة سحب الثقة من المجلس التأسيسي إلى مليوني توقيع . واستبعد رئيس الحكومة التونسية التي تقودها حركة "النهضة" الإسلامية علي العريض في حوار مع "فرانس24" في وقت سابق انتقال احتجاجات المصريين ضد حكم الإخوان إلى تونس، مشيراً إلى أن الوضع السياسي في تونس أكثر توافقاً وشراكة . ويزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اليوم وغداً، تونس التي تمر بمرحلة انتقالية سياسية واجتماعية مضطربة، لكنها على حد قول باريس البلد "الذي يتمتع فيه الربيع العربي بأكبر فرص النجاح" . وتجري زيارة الدولة، هذه وهي الأخيرة من سلسلة زيارات قام بها الرئيس الفرنسي في المغرب العربي بعد الجزائر في ديسمبر 2012 والمغرب في إبريل، في سياق توترات إقليمية حادة تشهدها مصر وليبيا . وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لقناة "إي-تيلي" "لو أن هناك بلداً تتوافر فيه فرص نجاح ما سمي بالربيع العربي فإنه على الأرجح تونس" . وأضاف "إنه بلد ليس كبيراً ولديه مستوى تنمية مهم وتقاليد احترام المرأة فيه مهمة، وهو بلد لديه موارد اقتصادية، لكن يجب مساعدته" . وخلال زيارته سيوجه فرانسوا هولاند "رسالة تشجيع" لمجمل القوى السياسية التونسية، على ما افاد مقربون منه، لكنه يتوقع ان يمتنع عن التطرق لتحديد أي مهلة لأشغال المجلس الوطني التأسيسي المنتخب في أكتوبر 2011 . ويرافق الرئيس خلال الزيارة رفيقته فاليري تريرفايلر وعشرة وزراء لن يكون ضمنهم، وزير الداخلية مانويل فالس الذي أثار غضب حركة النهضة لأنه حذّر من تصاعد "الفاشية الاسلامية" غداة اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد .