اقتحم جيش الاحتلال، أمس، مدن الخليل ونابلس وجنين الفلسطينية بالضفة الغربية، فيما اعتقل فلسطينياً واحداً في الأخيرة منها . وقال مصدر أمني فلسطيني "إن قوات من الجيش داهمت بلدة نوبا بالخليل وجابت الشوارع والمساكن قبل أن تقيم حاجزاً على مدخل بلدة الفوار قبل الانسحاب" . وفي مدينة نابلس، قال المصدر إن جيش الاحتلال اقتحم مخيم بلاطة ومنطقة شارع القدس في الأحياء الجنوبية للمدينة وشن عمليات تفتيش وتحقيق ميداني مع عدد من الفلسطينيين قبل الانسحاب . كما توغلت قوات الاحتلال في مدينة جنين ونصبت حاجزاً عسكرياً على مفرق المنصورة قرب بلدة عرابة بين شارع جنين ونابلس، واعتقلت الشاب نادي سعد شلبك (20 عاماً) بعد إيقاف مركبته وتفتيشها قبل أن تنسحب من المكان . في غضون ذلك قال الباحث المختص بقضايا الأسرى في سجون الاحتلال، عبد الناصر فروانة، إن قوات الاحتلال سجلت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000 ولغاية الآن أكثر من 78 ألف حالة اعتقال، ولم تستثنِ أحداً من اعتقالاتها حيث شملت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني . وأوضح فروانة، في تقرير حديث وزعه أمس، أن من بين مجموع تلك الاعتقالات كان أكثر من 9 آلاف طفل دون الثامنة عشرة وأكثر من 950 مواطنة فلسطينية، وقرابة 60 نائباً ووزيراً سابقاً اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى، إضافة الى عشرات الصحافيين والأكاديميين ومئات القيادات السياسية والمهنية والاجتماعية . وبين فروانة أنه ليس كل من تعرض للاعتقال لا يزال في السجون، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز قرابة 5 آلاف أسير موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف في ظروف قاسية تفتقر للحد الأدنى من الحقوق الإنسانية التي تنص عليها الاتفاقات والمواثيق الدولية، في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي وتعريضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، ما يشكل خطراً على صحة وحياة الأسرى والأسيرات . وأشار إلى أن الأغلبية العظمى من المعتقلين ويشكلون ما نسبته 5 .83 في المئة هم من سكان الضفة الغربية، و7 .8 في المئة من سكان قطاع غزة، والباقي من القدس والأراضي المحتلة عام ،48 وهؤلاء جميعاً موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف . وعن الحالة الاجتماعية للمعتقلين، قال فروانة إن نسبة المتزوجين منهم بلغت 6 .29 في المئة من المجموع الكلي . وقال إن من بين الأسرى يوجد 234 طفلاً لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة وإن 51 طفلاً منهم تقل أعمارهم عن 16 عاماً، و15 أسيرة أقدمهن لينا الجربوني المعتقلة منذ ما يزيد عن 11 عاماً، و14 نائباً، إضافة إلى وزير سابق، و153 معتقلا ادارياً دون تهمة أو محاكمة، وأكثر من 25 أسيراً يخوضون إضراباً عن الطعام منذ فترات متفاوتة بعضهم منذ ما يزيد على الشهرين، إضافة لمئات الأسرى المرضى . وأضاف أن من بين الأسرى يوجد 537 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لمرات عدة . وذكر فروانة أن 103 أسرى من بين مجموع الأسرى، يُطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح "الأسرى القدامى" وهم أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو، بينهم 83 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، ومن بين هؤلاء أيضا 24 أسيراً مضى على اعتقالهم ما يزيد عن ربع قرن، ويعد الأسير كريم يونس المعتقل منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً أقدم الأسرى عموماً . وأشار فروانة الى أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 204 أسرى منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح و الرصاص الحي ضد الأسرى، إضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبي .