اعتادت المعدة خلال شهر رمضان على تناول وجبتين فقط هي الإفطار و السحور مما يجعل الجهاز الهضمي في حالة راحة, و فجأة مع أول أيام عيد الفطر يبدأ الكثيرون باتباع عادات غذائية سيئة بتناول كميات كبيرة من كعك العيد مما يصيب المعدة بالمشاكل و الإضطرابات.، ويعتبر الاضطراب المعوي من أكثر الحالات المرضية التي يتعرض لها الناس خلال فترة العيد. والذي غالباً ما يأتي نتيجة تناول أطعمة متنوعة وعديدة وبكميات كبيرة لا تتناسب مع بعضها البعض الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث الآلام والمضاعفات في المعدة والأمعاء، إضافة الى حالات مرضية أخرى كالتخمة والتي قد تنتج عن تناول كميات زائدة من الطعام. وهنا ينوه اختصاصي طب الاطفال في وزارة الصحة الاردنية ورئيس دائرة الاطفال في مستشفى البشير الدكتور سمير الفاعوري ان الإفراط في تناول الطعام يمثل 15% من حالات التسمم الغذائي نتيجة إقبال الكثيرين من الناس على التهام كميات كبيرة من الطعام. كما ان تناول كوب ماء دافئ، مع الليمون صباحا يساعد كثيراً، وبنسبة 30% من تقليل ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يؤدي الى تقليل مخاطر تناول الحلويات. وأوضح أن التسمم هو دخول اي مادة إلى جسم الإنسان، سواء طعاماً او غيره لا يستطيع الجسم ان يتعامل معها فسيولوجيا، وهذا هو ما يحدث نتيجة الإفراط في تناول الحلويات بكافة انواعها، او اي طعام آخر، حيث تمتلىء المعدة بهذا الطعام الى حد يزيد عن حاجتها، ويصعب التعامل معه بالشكل الطبيعي، الأمر الذي يسبب اضطراباً وخللاً في الجسم ينتج عنه إما نزلة معوية حادة، او حالة قيء وشرقان تسبب ضيقاً في الجهاز التنفسي، وقد يصل الأمر إلى الاختناق ثم الوفاة. عدم الاسراف وينصح الفاعوري بعدم الاسراف في تناول كميات كبيرة من الاطعمة الدسمة وبعض انواع الحلويات، لتجنب مضاعفات سلبية في الجهاز الهضمي، و بتناول اطعمة خفيفة وخاصة الشوربات والفواكه والخضار الطازجة ومشتقات الالبان، كما نصح بالتقليل من شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية، لانها تؤثر على معدة الانسان، كما انها تؤدي الى فقدان الشهية عند الإنسان . كما ينصح الأمهات وارباب الأسر بمتابعة ومراقبة اطفالهم من خلال توجيه النصائح لهم بعدم تناول كميات كبيرة من الاطعمة او الحلويات المختلفة، لان ذلك سيؤدي الى إضطراب في الجهاز الهضمي عند الاطفال، وفي بعض الحالات الى الاسهالات والتقيؤ والجفاف، كما ان تناول الطفل لبعض الاطعمة المكشوفة والملوثة قد تعرضه لحوادث التسمم الغذائي، بالاضافة الى ان اختلاط الطفل بالعيد مع الكثير من الاشخاص قد يعرضه للعدوى خاصة بالرشح والانفلونزا، هذا ايضا مع خطر استنشاق الاجزاء الصغيرة من الالعاب والتي قد تدخل الى القصبات الهوائية، فيما تؤكد إحصائيات المؤسسات المعنية ان نسبة التسمم الغذائي خاصة في الأعياد تصل إلى نحو40% من حالات التسمم العام. كيف نهيأ المعدة ويوضح الدكتور فوزي الشوبكي أستاذالتغذيه بالمركز القومي المصري للبحوث أنه خلال شهر رمضان يعتاد الجهاز الهضمي على تناول الطعام على وجبتين وحتى تبدأ المعدة في تغيير هذا النظام لابد من التدرج وهذا يتنافى تماما مع ما يحدث في العيد, حيث يبدأ الجميع في إلتهام الأنواع المتعددة من كعك العيد وملحقاته مما يعرض الجهاز الهضمي للارتباك ويعاني الشخص من عسر هضم, ويحذر من الإفراط في تناول الكعك لأنه يحتوي على ثلاثة مكونات رئيسية هي السكريات والسمن والدقيق وهي تمثل خطورة على الصحة إذا تم الإكثار منها, فزيادةنسبة السكرياتتشكل إجهادا كبيرا علي البنكرياس, وهو ما يؤثر سلبيا على أي شخص, وبالأخص مرضى السكر, أما عن زيادة الدهون فيتم تخزينها بالجسم في صورة شحوم وكوليسترول تترسب نتيجة أكسدتها على جدار الأوعية الدموية وتسبب مشاكل صحية منهااضطراب فى سكر الدم وتصلب الشرايين وارتفاع الضغط وكذلك زيادة العبء على القلب والكبد. وينصح د.الشوبكي بأن تكون وجبات العيد متوازنة وتحتوي على جميع العناصر الغذائية وألا نزيد عن ثلاث كعكات يوميا للشخص الطبيعي, حيث تحتوي الكعكة الواحدة والتي تزن50 جراما علي250 سعرا حراريا, علما بأن الشخص البالغ يحتاج إلى حوالي2000 سعر يوميا, أما مرضى السكر فيمكنهم تناول كميات محددة من الكعك, ولكن مع تنظيم مواعيد وجرعات الأدوية والأنسولين بمعرفة الطبيب,وينصح بضرورة تناول وجبة متوازنة تحتوي على الخضروات و الفاكهة الطازجة و الإكثار من الأطعمة المحتوية على الألياف كالخس والجرجير وغيرها حيث تمتص المواد الدهنية وتساعد علي تنظيم حركة القولون مع الحرص على ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا للمساعدة في التخلص من الدهون. أما مرضي الكبد فيجب عدم تناولهم الكعك لأن الكبد يكون غير قادر على إفراز مادة الصفراء التي يمكنها التعامل مع كميات الدهون الموجودة في الكعك, ويمكن عمل كعك بمواصفات صحية تصلح لمرضى الكبد أو الحالات المرضية الأخرى بحيث يراعى فيها إدخال مكونات إضافية لعجين الكعك مثل مبشور الجزر أو مبشور البرتقال حتى تقلل الحمل السعري وتقي من التأثيرات السلبية على الصحة.