كشفت مصادر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن، أمس الأحد، عن مفاوضات غير معلنة يقودها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، مع مختلف الأطراف الرئيسية في البلاد "لإطلاق مرحلة انتقالية جديدة تبدأ مع إقرار وثيقة الحوار الوطني" الشهر المقبل. وقالت هذه المصادر لصحيفة " الاتحاد " الاماراتية , إن "مفاوضات مكثفة يقودها الزياني وبن عمر مع مختلف الأطراف اليمنية لإطلاق مرحلة انتقالية بعيد إقرار وثيقة الحوار الوطني"، مشيرة إلى أن الهدف من المرحلة الانتقالية الجديدة "التحول من الدولة المركزية إلى الدولة الفيدرالية". وكان الزياني استقبل مؤخراً في الرياض أمين عام مؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، لبحث مستجدات الحوار الوطني الأخيرة في ظل تصعيد المعارضة الجنوبية الانفصالية، قبل أن يصل المبعوث الدولي بن عمر، الخميس، إلى صنعاء للقاء المعارضة الجنوبية التي تقاطع جلسات الحوار منذ 13 أغسطس، ما يهدد عملية الحوار برمتها وهي أهم خطوة في اتفاق مبادرة دول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة في اليمن. وذكرت المصادر أن الهدف من المرحلة الانتقالية الثانية "تحقيق انتقال تدريجي" من الدولة الواحدة المركزية إلى الدولة الفيدرالية، التي ستتكون من إقليمين رئيسيين، كل إقليم يتكون من ثلاث ولايات، مشيرة إلى أن الفترة الزمنية لهذه المرحلة الانتقالية "ستستمر سنوات". وقالت إنه سيتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة تشرف على التحول التدريجي إلى الفيدرالية، ستضم ممثلين عن حزب "المؤتمر الشعبي العام" وحلفائه، الذي يقوده الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، و"تكتل "اللقاء المشترك" وشركاؤه، و"الحراك الجنوبي"، وجماعة الحوثي الشيعية، إضافة إلى ممثلين عن مكونات الانتفاضة الشبابية التي اندلعت في 2011 وأجبرت صالح على التنحي، العام الماضي. ونقلت المصادر، التي التقت الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي السبت، عن الأخير أن الوضع في اليمن "حرج للغاية"، في ظل تعنت المعارضة الجنوبية التي تطالب بتعديل مسار الحوار الوطني إلى مفاوضات ندية بين الشمال والجنوب في دولة محايدة مقابل تعليق مقاطعتها للحوار انطلق في صنعاء في 18 مارس الفائت. وقالت إن الاتفاق على المرحلة الانتقالية الثانية "سيضمن تمديد ولاية" الرئيس عبدربه منصور هادي، التي تنتهي فبراير المقبل، بعد عامين على انتخابه رئيسا مؤقتا للبلاد خلفا لسلفه المخضرم ، علي عبد الله صالح .