حذرت الولاياتالمتحدة رعاياها في جميع أنحاء العالم من "احتمال حدوث عمليات انتقامية" بعد مقتل اثنين من قياديي تنظيم القاعدة في غارة جوية في اليمن. وجاء تحذير الخارجية الأمريكية بعد يوم واحد من مقتل اليمني الأمريكي المتطرف أنور العولقي الذي قال الرئيس باراك اوباما انه مسؤول العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. وقتل في الغارة نفسها الباكستاني الأمريكي سمير خان الذي كان محرر المجلة التي تصدر باللغة الانكليزية "اينسباير". وقالت الخارجية الأمريكية إن "مقتل العولقي الذي كان مدافعا مهما عن العنف باللغة الانكليزية، يمكن ان يدفع أشخاصا او مجموعات الى التحرك في اي مكان في العالم للانتقام لمقتله". وأضافت ان "العولقي وأعضاء آخرين في القاعدة دعوا في الماضي الى شن هجمات ضد الولاياتالمتحدة والمواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية". وذكرت وزارة الدفاع اليمنية إن العولقي قتل الجمعة في غارة جوية في محافظة مأرب التي ينشط فيها تنظيم القاعدة. وقال رجل جرح في الهجوم ان سبعة اشخاص قتلوا في هذا الهجوم. وأعلن قائد شرطة نيويورك ريموند كيلي الجمعة ان قوات الأمن في المدينة وضعت في حال استنفار للأسباب نفسها، موضحا ان أنصار العولقي قد يحاولوا الثأر له. وقال كيلي في بيان "نعلم انه كان للعولقي أنصار في الولاياتالمتحدة، بما في ذلك نيويورك. لهذا السبب نظل يقظين حيال امكان ان يقوم احد بالثأر لمقتله". وأشار إلى إن الأمام المرتبط بالقاعدة كان "يجند إرهابيين في الولاياتالمتحدة بشكل فاعل جدا". واصدر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أيضا تحذيرا من احتمال وقوع هجمات لأنصار العولقي الذي كانت الولاياتالمتحدة تطارده ورأى اوباما ان قتله يشكل "ضربة كبيرة" للإرهابيين. وتشتبه واشنطن خصوصا بان الإمام اليمني المتطرف كان على صلة بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي نفذ محاولة اعتداء في 25 كانون الاول/ديسمبر 2009 على متن طائرة أمريكية. والعولقي معروف أيضا بأنه كان يتراسل مع الكومندان الأمريكي نضال حسن الذي يشتبه في انه أطلق النار على قاعدة فورت هود في تكساس في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 موقعا 13 قتيلا. وقالت كيتي رايت الناطقة باسم مكتب التحقيقات الفدرالي ان "المذكرة تهدف إلى تعزيز القانون للإبقاء على درجة عالية من اليقظة". وذكرت صحيفة واشنطن بوست الجمعة إن قتل العولقي تم بموافقة من وزارة العدل الأمريكية وردت في وثيقة سرية. وقالت شبكة سي ان ان وواشنطن بوست ان العولقي قتل في غارة لطائرة بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الامريكية، في معلومات لم ينفها مسؤولون أمريكيون ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس. ورفض البيت الأبيض كشف تفاصيل العملية التي جرت بسرية تامة كما يحدث عادة في عمليات مكافحة الإرهاب. الا إن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى أكد لواشنطن بوست إن السي آي أيه ما كانت لتقتل مواطنا أميركيا بدون موافقة خطية من وزارة العدل. ويرى خبراء إن مقتل الأمام المتطرف يشكل ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي كان بمثابة زعيمه الروحي، لكن دون ان يكون لذلك تأثير بعيد المدى على قدرة التنظيم على التحرك وعلى ضرب أهداف في اليمن.