أدى ملايين اليمنيين اليوم صلاة "جمعة سلطان الخير والجوار الحميم" في الساحات والميادين العامة بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية. وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء قال فضيلة الشيخ جبري إبراهيم حسن:"في هذه الجمعة المباركة جمعة المجورة والجوار الذي له مكانته ، ينبغي ان يكون لها وقعها ومكانتها وقداستها بين يدي المؤمنين انطلاقا الأخوة الإسلامية التي قال عنها المصطفى عليه الصلاة السلام "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. " وأضاف :"لقد بين المصطفى عليه الصلاة والسلام حق الأخوة عندما قال" المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان ، يشد بعضه بعضا" ففي يوم الجمعة يكون التراحم بيننا والوفاء لإنسان فقدناه ورجل عظيم فقدته الأمة الإسلامية كلها وليس البلد العربي فقط، بل الأمة الإسلامية التي فقدت رجلا عظيما وأبا رحيما سلطان الخير الذي تولى إلى سلطان الله تبارك وتعالى، ونرجو الله ان ينتقل إلى رب رحيم وجوار كريم ومكان عظيم." ولفت الخطيب جبري إلى فضائل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه قائلا "والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر".. مبينا أن عشر ذي الحجة عظمها المولى عز وجل وبين فضلها المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال"ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله سبحانه من أيام الشعر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: عليه الصلاة والسلام ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يعد من ذلك بشيء. وتساءل قائلا :"يامن تقطعون الطريق أعملكم هذا صالح؟ إن كان صالحا ويرضيكم بين يدي الله وستكون لكم به الجنات فاستمروا ولا تطالبوا بغيره لأنكم في عمل صالح؟ إن كان هدى فاستمروا على الهدى؟ ما تعملونه من قصف المساكين وقتل الآمنين وإطلاق الصواريخ على المدن والحارات الآهلة بالسكان أهذا عمل صالح؟ هذا هو الحق الذين تلقون به ربكم؟ إن كان حقا فلماذا تطالبون بغيره؟ لماذا تطالبون بتركه؟ كيف تتركون الحق؟ فلتبقوا على الحق؟ إن لم يكن حقا فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وأضاف:"إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من أيام العمل الصالح، فما هو العمل الصالح يا ترى؟ قتل الأنفس والاعتداء على الأطفال ومهاجمة البيوت وقطع الطرقات ،هل هذا العمل الصالح؟ النبي يرشدنا هذه الأيام إلى العمل الصالح، إن كان الولد ليس على منهج الله وسنة رسوله فإنه غير صالح، ولذلك قال نوح عليه السلام "إن بني من أهلي" والله تعالى رد عليه "إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح "، فما بالكم بمن يقطع الطريق ويقتل الأنفس البريئة والآمنين ويفزع الناس ". وتابع:"من العمل الصالح يقول المولى جل وعلا "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"ولم يقل إلا من أمر بقطع الطريق وقتل الآمنين ولعن الناس والكذب والتزوير والافتراء على الناس، الله تعالى أرشدنا في القرآن الكريم إلى الخير، فمن كان مؤمنا بالله ويريد رضا الله، فان رضاه في كتابه ومنهج رسوله الذي قال له " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا. وتساءل خطيب الجمعة هل فعل الخير والتغيير والتصحيح هو قطع التعليم ومحاصرة طلاب العلم في أربطة العلوم الدينية والجامعات التي يدرس فيها الجميع؟ هل هذا هو فعل الخير؟ .. داعيا من يدعي إلى التغيير والتصحيح بقطع التعليم إلى مراجعة أنفسهم وأن يكونوا كما قال الله عز وجل "لا خير في كثير من نجواهم. وأردف:"يامن ينادي ويناشد هنا وهناك على أي شيء اجتمعتم ، اجتمعتم على قوله تعالى "وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ"، فلتكونوا عكس ذلك ، ليكن نجواكم كما قال الله " لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ".. مبينا أن حالة الناس اليوم يرثى لها من زيادة الفقر وانتشار المرض وقلت المستشفيات وذهب الدكاترة للساحات وتركوا الناس يقتلهم المرض، فليكن الجميع من يأمر بهذا الأمر الذي ارشد الله إليه" ا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ"، أو معروف وليس عنف أو تخريب أو فوضى. وحث خطيب الجمعة من يرسلون الصواريخ ويطلقون القذائف على التوبة إلى الله تعالى ومراقبة أنفسهم والخوف منه سبحانه وتعالى، فإنهم غدا بين يديه موقوفون، سيتخلى الجاه عنهم والأصحاب والقبائل والعشائر قال عز وجل "يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ، وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ، كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى ، نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ، تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ، وَجَمَعَ فَأَوْعَى. كما حثهم على الرجوع إلى كتاب الله الذي هو نجاة للأمة وكذا الحوار والنقاش وحل الخلافات ولا يجوز الانتظار إلى الحلول الآتية من الملحدين والكفار، فأمة الإسلام والقرآن لا تنتظر حلولا من الخارج ،أبناء اليمن الذي قال عنهم المصطفى عليه صلى الله وسلم "الإيمان يمان والحكمة يمانية" لا ينتظرون حلول للأزمة اليمنية من أي طرف كان. وتساءل قائلا:"يا أبناء اليمن هل ضيعتم الحكمة وأردتم بها الإيمان وتركتم الكل فلا إيمان ولا حكمة؟ أين إيمانكم أليس في كتاب الله حل الإشكاليات للأمة الإسلامية؟ لماذا نطلب الحل من غيرنا والحل بين أيدينا في كتاب الله ومنهج رسول الله الذي وفى وكفى وانزل الله عليه الله عز وجل قوله " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا." وذكر بأن العمل الصالح في هذه الأيام مضاعف ومكانته عاليه، العمل الصالح ان تعد الأضحية في هذه العش، وإذا كان لك أضحية فامتنع عن قص أظفارك وحلق شعرك ولتكون متشبها بالحجيج في بيت الله والتأسي بهم حتى يكتب الله لك الأجر والثواب والنبي عليه الصلاة والسلام يقول" ما تقرب إلى الله عز وجل بشيء في يوم النحر من إراقة دم وان الدم ليقع عند الله بمكان قبل ان يقع من الأرض، وإنها تأتي يوم القيامة بأشعارها وأظفارها، فطيبوا بها نفسا. واعتبر أن تصفية القلوب والمصافحة والتسامح بين الإخوان والجيران والعفو عن من ظلم أو أساء من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب العباد بها إلى الله تعالى في هذه الأيام .. مؤكد على ضرورة أن يتسامح ويتقارب الجميع للخروج من هذه الأزمة بحلول ترضي الجميع .. داعيا إلى نبذ التفرق والعصيان والاختلاف والفوضى وتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح والحفاظ على الأرواح البريئة والممتلكات العامة والخاصة والمنشآت الحكومية. وتناول خطيب الجمعة المناسبات التي تمر بها الأمة خلال هذه الأيام ومنها العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وفريضة الحج ومناسبة الفقيد الراحل سلطان بن عبدالعزيز سلطان الخير وغيرها من المناسبات التي ينبغي على المسلمين استشعارها في حياتهم ودينهم ودنياهم. ونوه بالمواقف الطيبة والإيجابية للمملكة العربية السعودية الشقيقة ووقوفها مع الحق والحقيقة، ومع هدي الرسول المصطفى في دولة قامت على التوحيد من أول يوم، دولة تطلب وحدة الأمة وتباركها .. مترحما على روح فقيد الأمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي عمل طيلة عمره على خدمة الأمة ، سائلا الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته. وقال:"نشكر كل الأخوة في كل مكان الذين يقفون مع الحق والإيمان ولا نشكر لهم نحن فيشكرهم الله الغفور الشكور الذي يعلم ما مدى الأعمال التي يقدمونها والأعمال التي يقومون بها للوصول إلى راحة وامن واستقرار الحجاج واستقرار بلدتهم وأمنها، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله هكذا قال البشير والسراج المنير محمد صلى الله عليه وسلم. وطالب من علماء الأمة عموما واليمن على وجه الخصوص بالرجوع إلى المرجعية الدينية كتاب الله ومنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم والتحاور في كل الخلافات انطلاقا منهما وحل كافة الإشكاليات والقضاء على الآفات والأسقام والبلايا والفساد والانحراف بإيمان وصبر وصدق ويقين وعزيمة.