كشفت مصادر إخبارية مقربة من المعارضة عن حالة من التباين والانقسام تسود بين أوساط قيادات أحزاب المشترك بخصوص استئناف المبادرة الخليجية ، وقالت هذه المصادر أنه في حين نفى القيادي في اللقاء المشترك سلطان العتواني العرض ، ووصف في تصريح نقلته رويترز يوم الأربعاء الماضي ، بأن " أي محاولة جديدة للوساطة بأنها ميتة من البداية " قال قيادي آخر وهو حسن زيد في تصريحات صحافية نشرت أمس "نرحب بأي جهد خليجي يوفر مخرجاً سلمياً للأزمة"، وأعرب عن أمله في أن "يعمل الأشقاء في دول الخليج بالضغط على الرئيس للتوقيع على المبادرة الخليجية" . وقال العتواني الذي بدا أكثر حدة في تصريحاته الأخيرة تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية ، ودول مجلس التعاون الخليجي ، انه كان من الأفضل لمجلس التعاون الخليجي أن يكون أكثر شجاعة ، ويحدد من الذي رفض مبادرته وأوصل اليمن إلى الوضع الذي هي عليه الآن ، في إشارة إلى رفضه لموقف دول مجلس التعاون الخليجي الساعي إلى إيجاد مخرج للأزمة يرضي الطرفين، ورغبته في تبنيها موقفا داعما للمعارضة . وكانت وسائل الإعلام قد تحدثت في اليومين الماضيين عن مشادات كلامية ولهجة حادة تحدث بها الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني مع السفير الأمريكي بصنعاء ، خلال لقاء جمع الأخير مع قيادات أحزاب المشترك ، ودعاه إلى تحديد موقف واضح للولايات المتحدة مما يجري في اليمن ، وهو ما يعني دعوة العتواني للولايات المتحدة للوقوف مع أحزاب المشترك في سعيه لإسقاط النظام والوصول إلى السلطة . وتأتي هذه التباينات في مواقف أحزاب المشترك من استئناف المبادرة الخليجية ، ضمن سلسلة من المواقف المتضاربة لأحزاب المشترك تجاه العديد من مستجدات الأزمة الراهنة التي تعيشها بلادنا ، والتي ظهرت إلى السطح وبدأت وسائل إعلام بعض أحزاب المشترك تتناولها صراحة ، وخاصة منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين قوات الأمن وأولاد الأحمر ومجاميعهم المسلحة ، حيث رأت بعض قيادات المشترك أن هذه المواجهات أضرت بالثورة السلمية وحولتها عن مسارها ، فيما رأت قيادات أخرى أن حمل السلاح في وجه الدولة أصبح ضرورة ، خاصة بعد أن مر على انطلاق الثورة السلمية أكثر من 4 أشهر دون تحقيق نتيجة حقيقية ملموسة على أرض الواقع ، وهو ما تجسد بانتقال المواجهات المسلحة بين قوات الأمن ومسلحين ينتمون لأحزاب المشترك إلى مدينة تعز ، ومحاولة مسلحي المشترك اقتحام العديد من المؤسسات والمرافق الحكومية بقوة السلاح على غرار ما قام به أولاد الأحمر ومجاميعهم المسلحة في العاصمة صنعاء . وزادت حدة التباينات والخلافات بين قيادات المشترك بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة خلال أدائهم لصلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة وراح ضحيته 11 شخصا ، بالإضافة إلى إصابة رئيس الجمهورية و6 من أبرز القيادات في الدولة ، والذين يتلقون العلاج حاليا في المملكة العربية السعودية . ولم يكن بخاف على أحد أن قيام قوات الفرقة الأولى مدرع بالاعتداء على مجاميع شبابية من أحزاب المشترك خلال اعتصامهم أمام منزل نائب رئيس الجمهورية ، ومطالبتهم بتشكيل مجلس انتقالي ، ما هو إلا انعكاس وتجسيد واقعي لحجم الخلاف بين قيادات المشترك وحلفائهم خاصة أن قوات الفرقة التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر ظلت توفر الحماية للمعتصمين طوال أشهر . هذا بالإضافة إلى العديد من الشواهد الأخرى التي بات يدركها الجميع ، والتي تعكس حجم الانقسام وعدم الاتفاق بين قيادات أحزاب المشترك ، والتي أدت أحيانا إلى تقديم ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري لأحزاب المشترك لاستقالته ، ورفضه وبعض القيادات الأخرى مثل حسن زيد ومحمد المتوكل وآخرون المشاركة في الاجتماعات القيادية لأحزاب المشترك في أكثر من مرة . وتثير هذه التباينات والاختلافات التي تكررت بشكل لافت في الفترة الأخيرة ، والتي تعد طبيعية ومنطقية بحكم تعدد وتنوع وأحيانا تعارض المرجعيات الفكرية والأيدلوجيات السياسية للأحزاب التي تشكل تكتل اللقاء المشترك المعارض ، والذي يرمي بكل ثقله الآن من اجل إسقاط النظام والوصول إلى السلطة ، - تثير – لدى المتابعين والمهتمين والمعنيين بالشأن اليمني في الداخل والخارج توجسا وقلقا حقيقيا على مستقبل البلد في حال تمكنت أحزاب اللقاء المشترك من الوصول للسلطة وإدارة البلاد ، والمصير المجهول الذي ينتظر اليمن وشعبه حينها ، على اعتبار أن هناك الكثير من أمور الدولة التي قد يختلف عليها في إطار حزب واحد ، ما بالك في ظل عدة أحزاب ظهرت خلافاتها وتبايناتها على السطح وهي ما زالت في المعارضة .