قبل بداية القصة: مرت حتى الآن أكثر من أسبوعين على قرار اتحاد كرة القدم بإيقاف عجلة الدوري العام لكرة القدم وجميع أنشطته حتى إشعار آخر لم يتم تحديده حتى هذه اللحظة. وعلى الرغم من أن الإجتماع الذي كان من المفترض أن يتم قبل أسابيع بين وزير الشباب معمر الأرياني وبين الشيخ أحمد صالح العيسي رئيس الاتحاد قد حدث فعلاً منذ أيام إلا أنه على ما يبدو لم ينبثق منه أي نتائج مأمولة وملموسة تعطي بوادر عودة النشاط الكروي إلى الواجهة بالرغم من الشغل الإعلامي الذي يبرزه طرف الوزارة بأن كل شيء قد تم الإتفاق عليه وأن الأزمة قد أنتهت في الوقت الذي لم يعلن فيه الاتحاد عن حقيقة ذلك. قرار الإتحاد العام لكرة القدم والذي على ما يبدو وتشير إليه المعطيات المعلنة بأنه كان قهرياً من قبل إدارة إتحاد الكرة بسبب الديون التي أصبح من الصعب على ميزانية الاتحاد ورئيسه تغطيتها نزل كالصاعقة على الجميع كونه كشف حالة الوهم التي حاول فيها وزير الشباب والرياضة أن يجعل الجميع يعيش في دوامتها منذ أول يوم عمل له في هذا المنصب من خلال طريقة البعزقة المستمرة لفلوس الوزارة هنا وهناك بصورة أعطت للجميع فكرة أن الوزارة أصبحت وبفعل ( ساحر ) تلعب بالفلوس لعب بفضل مصباح علاء الدين الذي يمتلكه الوزير أو هكذا خيل للمتابعين لأحوال ونشاطات الوزارة الذين استيقظوا على حقيقة أن الوزارة ( مفلسة ) وتعيش تحت طائلة الديون. القصة تقول: في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن يصلح الوزير ما أفسده بتصريحاته الخالية من المرونة, وكذا عدم جديته في التعامل معها. والتي أفرزت تناقضات كثيرة في تصريحاته تلك التي لم يعد متلقيها يثق ففي محتواها كثيراً, فإنه أعتمد على بعض جهال وجهلة يطمئنونه أنهم سيتكفلون بالإعلام وكأنهم أشتروه وهو في ملكهم الخاص ومن لا يتعامل مع تجميل الصورة ومغالطة الحقيقة سيهاجمونه ببذاءة تكشف ما هيتهم وهم إذا لم يعرف الوزير يجعلونه مادة أساسية للصحف والإعلام الذي من مهامه الأساسية البحث عن الحقيقة وتعرية الفساد والفاسدين فيلفتون إليه الأنظار والأقلام لأن ذلك هدفهم ليتكسبوا من خلاله لأنهم سيحملون مهمة الدفاع والتجميل والمهاجمة والسقوط. فالوزير على سبيل المثال ظهر بداية يعلن عن أن أي مديونيات سابقة على الوزارة ليس له دخل فيها, وبصورة أذهلت الجميع حينها, ليتدارك بعدها بتصريحات رنانة أخرى بأن المديونية الخاصة باتحاد القدم تبلغ فقط 70 مليون ريال فقط, صدقوا أو لا تصدقوا بأن التصريحات الرسمية أصبح يستخف بها لتذهب أدراج الرياح فيما بعد بتصريحات الوزارة نفسها أخيراً بأن الوزير توصل إلى سداد المديونية المعلن عنها من قبل اتحاد الكرة وهي أكثر من 700 مليون ريال وبأن الأزمة التي خلقها الوزير بنفسه قد أنتهت. دراما ركيكة ألف قصتها الوزير وأخرجها بهذه الصورة المهزوزة كان الهدف منها في الأصل هو ( البروبنجندا ) أو الدعاية الإعلامية التي سيكتسبها الوزير من فصول أحداثها. تناقضات أخرى: في الوقت الذي أعلن فيه الوزير في وقت سابق بعدم قدرته على تسديد ديون الوزارة لدى الغير, يفاجيء الجميع بسعيه إلى رفع ميزاتيات الاتحادات التي لا تخضع لاشراف وزارة الشباب والرياضة وهي في اطار مسئولياته المباشرة او غير المباشرة لتكون البداية بإتحاد شباب اليمن الذي أرتفعت ميزانيته بين ليلة وضحاها لأكثر من ( 200% ) لتصل إلى 30 مليون دفعة واحدة, طبعاً ميزانية كهذه لو دققنا فيها قليلاً سنجد أنها قد تساوي ميزانية عشرة اتحادات أخرى تحتاج إلى قليل من هذا الكرم الذي نزل على اتحاد لا تتوفر لدينا معلومات كافية عن نشاطاته التي تحتاج لرفع الميزانية السنوية له رغم ان له ميزانية باهضة يتسلمها من جهات أخرى وهو الاتحاد الذي قال الوزير في مؤتمر صحفي انه لا يخضع لاشراف وسلطة الوزارة وبذلك فانه لا تنطبق عليه جميع اللوائح التي تنطبق على الاتحادات الاخرى وكل مافي الامر حسب ما نفهم ان الاتحاد الذي اسمه شباب اليمن يتبع الوزير معمر الارياني مباشرة وهو رئيسه منذ أعوام طويلة ولقصة إحتكاره لكرسي الاتحاد حكاية طويلة سنتناولها في موضوع آخر منذ أن بدأت حكاية تعيينه بدائرة الشباب بالمؤتمر بعد أن أعتزل الغناء والعزف وأختفت صورته من التلفزيون وهو يعزف المقطوعات الموسيقية قبل بث النشرة غير أنه الآن وزير وكان في وقت سابق وكيلا اول ثم نائبا للوزير فقد استطاع حينها ان يستخرج لاتحاده مبلغ جامد كدعم سنوي يصل الى عشرة ملايين, ثم صعد المبلغ مرة واحدة الى ثلاثين مليون بعد ان وصل الوزير الى كرسي الرجل الاول ليكون أول عمل يقوم به رفع ميزانية اتحاده ورغم هذه الميزانية الهائلة التي يحصل عليها الاتحاد الا ان الاخ الوزير يريد ان يقنعنا جميعا صحفيين ومتابعين وهيئة مكافحة فساد ودولة وحكومة ان الاتحاد لا يخضع للوزارة الشبابية والرياضية وهو اتحاد شبابي ولدية ميزانية لا تتسلمها عشرة اتحادات مرة واحدة ولا يريد ان يدخل اتحاده الانتخابات الخاصة بالاتحادات والتي سيصبح بموجب لائحتها خارج الاتحاد لارئيسا ولا عضوا لانها تمنع الجمع بين رئاسة او عضوية اي اتحاد وبين العمل كوزير او نائب او وكيل او مدير عام داخل الوزارة ولذلك يريد يأخذ الفلوس لاتحاده وفي نفس الوقت لايريد يدخل الاتحاد ضمن منظومة وزارة تدعمه بمبلغ ثلاثين مليون فأي اختراق هذا وأي فساد هذا الذي لا يريدونا ان نتحدث به واين الذين كانوا يتحدثون وينتقدون مسئولي الوزارة لانهم يجمعون بين اتحادات ومسئوليات في الوزارة أين اختفوا؟ ثم ما فائدة دعم ملاييني كبير يرفعه الوزير لاتحاد المشجعين الذي يديره شخص مقرب منه جدا ويعمل في مكتبه ولماذا رفع ميزانية الكشافة والمرشدات ومعروف للجميع ان نشاطهم ميت ولا يذكر هل لانه المسئول الاول للجمعية باعتباره الوزير وما خلفية ذلك بما حصل من رفع لميزانية حفل ايقاد الشعلة وتم ايقاف الشيك لدى الوزير السابق وتم تنفيذ الحفل بمبلغ زهيد جدا مقارنة بما كان مرصودا وجاهزا للصرف في الشيك الموقوف . مفاجآت ترقب الجميع أن يأتي الوزير ليبدأ عمله الأهم في السعي نحو تطوير الرياضة في هذا البلد الذي أخذ منه الفساد الكثير, وأرجعته الأزمات إلى الخلف كثيراً. فكان التركيز منهم على ما سيجود به الوزير من أجل ذلك, ليستغربوا من سعي الوزير نحو الإهتمام بالإعلام والصحافة وجلب الاضواء لتكون شغله الشاغل فبدأ في عقد لقاءات شهرية معهم, وكذا مؤتمرات صحفية وبصورة محبطة للشارع الرياضي الذي لم يجد حتى الآن أي خطوات ملموسة لما أنتظروه من القيادة الجديدة للوزارة سوى انه بدأ بتفجير مفاجآت أخرى بدأها بسرعة صرف مساعدة علاجية لحضرته تصل الى عشرة الآف دولار وهو في افضل صحة وعافية فيما غيره من الموظفين أو المدراء في الوزارة لا يحصلون على الف دولار ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء وبالتحديد إلى وزير الشباب الذي سبقه الزوكا سنجد أنه لم يستلم مساعدة علاجية ولا مائة دولار رغم ان ابنه اصيب بطلقات نارية وكاد يفقد الحياة واسعف الى الاردن للعلاج وظل هناك كثيرا ولم يصرف الزوكا تلك المساعدة , ليتجه وزيرنا الحالي التي أنفتحت شهيته للسفريات ولو حسبنا كم هي السفريات التي سافرها في خلال فترة قصيرة جدا بضعة اشهر لوجدناها كثيرة ولكم أن تحسبوا كم يصرف بدل سفر ونثريات للسفرية الواحدة. وقبل أيام سافر الى روسيا وحضر اجتماع خاص باللجان الاولمبية وهو لا يرأس اللجنة الأولمبية وليس عضوا فيها المهم سفر وبدل سفر, وهو الذي لم يمر عليه اسبوع من عودته من السعودية فيما لم يسافر ولم يحضر رئيس اللجنة الأولمبية اليمنية عبدالرحمن الأكوع وعلى ما أعتقد بأن الوزير الأرياني هو نفسه الذي تسلم عشر تذاكر سفر مرة واحدة وقال في المؤتمر الصحفي طبيعي اخذ تذاكر فعلى ايش اسافر وهو على حق لكن بأن يأخذ تذكرة أو اثنتين أو ثلاث أو خمس كحد أقصى لكن عشر تذاكر .. مع العلم بأنه هو نفسه من يحصل على مهمات سفر داخلية بسهولة وبمبالغ كبيرة كسفرية ذمار وسفرية عدن .. الخ خلاصة قصة الديون: الحقيقة كان يعرفها الجميع ولم تكن مخفية لدى المتابع لأحوال الرياضة التي يديرها اتحاد الكرة. فمن ذا الذي لا يعرف أن الاتحاد كان يستغل العلاقات الإجتماعية لرئيسه كي يقوم بفتح دفتر ( نوته ) الدين والسلف للقيام بتنفيذ برامجه ونشاطه على النحو المطلوب وبصورة ناجحة تضمن استقرار ونمو وتطور الكرة في هذا البلد. من ذا الذي لا يعرف أن إتجاه القائمين في إدارة اتحاد الكرة على تطبيق سياسة كهذه في رسم وإنجاز مخططاتهم التي تحفظ وتصون وتضمن عدم التراجع والعودة خطوات إلى الوراء في ظل ظروف كان لها إسم ( الفساد ) الذي أصبح يوصف بالسوس الذي ظل ينخر بأعمدة وزارة الشباب ليجعلها أطلالاً لا يُرجى منها الكثير ليطل على أعمدتها خيوط العنكبوت الواهية التي لا يمكن التمسك والإعتماد عليها لإنشاء بنية وأساس متين لمستقبل رياضي قادم. هذا الفساد الذي خرج من أجل إيقافه شعباً بأكمله, وشباباً عرفوا ما يريدون قبل أن يقدموا على خطواتهم هذه لإجتثاث الفساد وقلع المفسدين الذين نهبوا خيرات هذا البلد, والذين يحاولون الآن ( وبغباء ) شديد تطبيق ما درسوه ويعرفوه دائماً من لبس عباءة النزاهة معتقدين أن محاولتهم التي دائماً ما كانت تنجح في السابق من الإستعانة بضعاف النفوس والضمائر الميتة, لتقوم بزغللة أعينهم المتلونة التي ما أن تمتليء بالألوف المعدودة حتى يبدأوا بمممارسة ما يتفنون بعمله من رص الكلمات والإستعانة بقاموس المفردات بحثاً عن كلمات الأمانة والإخلاص مقرونة بعبارات الفضيلة في محاولة لتكوين قصة نجاح أسطورية وطمس حقيقة فساد. وهو ما جعل مرض الفساد يستمر ويتفشى في الماضي وقد كانوا ناجحين في ذلك. الآن الوضع أختلف, والحقيقة لم يعد أحداً قادراً على إخفائها. فالخوف الذي كان سلاح المفسدين قد أختفى من قلوب الشعب, لتظهر الشجاعة سلاح يتمسكون ويستطيعون به من الخروج والبحث عمن أفسد هذا البلد سنوات وسنوات, ليجدوه ويقفوا أمامه صارخين بأعلى وصوت واحد ( أنتم فاسدون ), وفي مشهد لن يستطيع معه طالبي الرزق ولو تقمصوا وأتقنوا طريقة ( الحاوي ) أو تستروا وراء استعارات اسميه للاساءة للا خرين لانهم بذلك يفتحون ابواب النار على من يوهموه بانهم يخدمونه وهم يكشفونه ويستفزون من يراقبون المشهد الرياضي لا بالدفاع بل بالاساءات التي عمدوا فيها للكذب بحقيقة مزيفة تعطي الجلاد صفة الضحية والفاسد صفة النزاهة متبعين السياسة القديمة ( ضربني وبكى وسبقني وأشتكى ) كمحاولة أخيرة ( يائسة ) منهم في الحفاظ على المعلوم الذي أنكشفت عورته ولم يعد هناك سبيلا لستر تلك العورة التي إن نجحوا في طمس بعض معالمها فالرائحة المنبعثة من الفساد والمختلطة باللحم الميت تزكم الأنوف. ختام القصة: الدين يجب أن يسدد, وكرة القدم لابد تعود للملاعب وعلى الوزير إن أراد أن يخرج من دائرة الشك التي أدخلها فيه المقربون ممن جلبوا له المتاعب واستعداء الناس, إن كانوا هم فعلاً من أعطوه النصائح في النهج الذي يسير فيه, فليس أمامه سوى أن يقوم بإعطاء كل من له الحق حقه. فالمشوار أمامه طويل وإن لم يقف في وجه الفساد في بداية عمله فالأفضل أن ينسحب. وهمسة أخيره في أذن وزيرنا الشاب ( إنتبه من الذي بجوارك ممن يدعون البطولات وهم يفقدونك الشي الكثير ويستعدون الاخرين).. والحليم تكفيه الإشارة. "صحيفة الثورة"