أقول ذلك وأنا أتابع حال منتخبنا الكبير منذ رحل ستريشكو كبشاً مأسوفاً عليه للسقوط في ملاعب خليجي 20، كيف أصبح كرسي الإدارة الفنية فيه يحمل لوحة مؤقت أو كما كان يستخدم المرور في عدن قبل 1990م كلمة "زائر"، دلالة على أن من يجلس على ذلك الكرسي يظلُّ تحت رحمة التغيير بالعودة إلى حيث جاء وليس له أية صلاحية إلا صلاحية تسيير الأعمال مثله مثل الحكومات المستقيلة أو المقالة التي تنتظر التبديل.يمكنني القول إن الكرواتي يوري ستريشكو كان آخر الرجال المحترمين الجالسين على الدكة الفنية-البنش- لمنتخبنا الوطني بصفته كاملة الأهلية مديراً فنياً للمنتخب، بكامل صلاحياته متسلحاً بطاقمه المساعد المكون من مدرب مساعد ومدرب أحمال ومدرب حراس، إضافة إلى امتلاكه كلَّ الصلاحيات في الضمِّ والإقصاء وكذلك توفير المعسكرات الداخلية والخارجية المتعوب والمصروف عليها والمباريات الودية الكثيرة والقوية- وإن طلع أغلبها فشنك- إلا أنها بعددها وبالأسماء التي حملتها قد ميزت مدة عمل ستريشكو كما لم يتميز أحد جلس مكانه من قبله أو بعده. فبعد رحيل يوري جاء السنيني مؤقتاً لتصفيات 2014م، ثم بدون مبررات تم تكليفه بالناشئين ليحل مكانه النعاش كمؤقت آخر في كأس العرب قبل أن يحل الكارثة توم بعقد المتعة قصير المدى لمدة عام سقانا في نصفها أو أقل مر الخسارة 15 مرة ثم رحل غير مأسوف عليه بكل خزعبلاته وإخفاقاتها والأسف الوحيد على دولاراته التي حصدها من لحمنا الحي. واليوم يعود النعاش مدرباً للمنتخب مرة أخرى لا أدري رقمها ولكني متأكد أنها مؤقتة، لأن الاتحاد يبحث عن أجنبي مليح ورخيص وربما مطيع بالتأكيد ليس موجوداً في السوق (!!!)، وذلك أي عدم الاستقرار هو من إن لم يكن أكبر مشاكل منتخبنا الوطني الأول، لأن المدرب فيه مؤقت منقوص السيادة على قراره، وبالتالي فإنه غير ملوم على إخفاقاته لأن تدريب المنتخبات رؤية كما يعلم الجميع وتخطيط وسياسة ومنهج يحتاج إلى مدة زمنية طويلة. والأمر هنا ليس فيه أي تبرير لفشل المدرب الوطني مع المنتخب الوطني بقدر ما هو إدانة تتكرر بتكرار قبولهم العمل بقرار التكليف المباشر عبر "الألوه" من الشيخ (!!) وليس بعقد تدريبي واضح فيه حقوق وواجبات وضمانات تعطيهم صلاحيات كافية في عملهم وتضعهم أيضاً عرضة للحساب بشكل يمكِّن المدرب والاتحاد من التفرغ كلٌّ لإنجاز مهمته وليس للمطافحة كلٌّ بعد الآخر يبحث عن تفاصيل لا تقود غالباً إلا إلى الفشل. وإن عتبت على النعاش كثيراً نتيجة لسرعة انقياده لتوجيهات الشيخ- عمياني- في العمل من أي موقع، فإني أطالب الاتحاد اليمني لكرة القدم ممثلاً برئيسة أن يكون سامي آخر المؤقتين، وإن شئتم أول المتعاقدين رسمياً من المدربين الوطنيين لقيادة المنتخب، ولكن بعقد موقع في احتفال رسمي مثله مثل الخواجات، وبراتب محترم ولمدة زمنية معروفة يمنح فيها كل الصلاحيات في اختيار طاقمه المساعد، وفي كلِّ الاختيارات الأخرى المتعلقة بصلب عمله مع خضوعه لكافة الاشتراكات الاحترافية والرقابة الفنية. أنشدها فرصة لبداية حقيقية في حسن التعامل مع الكادر الوطني ستصب- لا شك- في صالح المنتخب مع النعاش أو غيره، كما أنها أولى مراحل العمل المقنن والترسيم بعيداً عن بورت مؤقت أو لوحة زائر!!.