ريو دي جانيرو – لم تفز البرازيل الأحد فحسب على فرنسا بنتيجة 3 – صفر وديا، بمدينة بورتو أليغري الواقعة جنوبي البلاد. فبهذا الفوز، أنهى منتخب "السامبا" عقدتين حولتا حياته إلى جحيم في الآونة الأخيرة، حيث انتصر على الفرنسيين، الأمر الذي لم يتمكن الفريق من فعله خلال آخر 21 عاما، وفاز على أحد أبطال العالم، وهو ما لم يفعله منذ أربع سنوات. كما عاد منتخب "السامبا" إلى اكتساب ثقة جماهيره، التي تركت مدرجات استاد أرينا غريميو بالتصفيق وصيحات التشجيع، الأمر الذي يختلف كثيرا عن صافرات الاستهجان التي كانت تطارد بها الفريق منذ فترة ليست بالقصيرة. جاء الفوز أمام فريق كان قد تحول إلى عقدة بعد أن أطاح به في نهائي مونديال فرنسا 1998 ودور الثمانية بمونديال ألمانيا 2006 في لحظة مناسبة لأبناء المدرب لويس فيليبي سكولاري، الذين يستهلون السبت المقبل أمام اليابان مشوارهم في بطولة كأس القارات، المحك الأكبر قبل مونديال 2014 ، الذي ستسعى فيه البرازيل إلى حصد لقبها العالمي السادس. وذكر موقع "لانسنيت" البرازيلي :"بعد 38 مباراة غير مريحة، عاد المنتخب البرازيلي أخيرا إلى الفوز على فريق توج بطلا للعالم"، مبديا سعادته على وجه الخصوص بأن "إنهاء العقدة" جاء أمام فرنسا: "لم يكن يمكن للضحية أن تكون أفضل". ورغم إقرار الموقع بأن أداء البرازيل في الفوز الذي تحقق بأهداف أوسكار وهيرنانيس ولوكاس من ضربة جزاء لم يكن "رائعا"، اعترف بأن "التحرر من عقدة مقلقة في آخر مباراة ودية قبل انطلاق كأس القارات له وزنه ، ويمنح مزيدا من الثقة لمواجهة منافسين من نفس مستوى الفرنسيين اعتبارا من الآن". كما اعترف موقع صحيفة (أو ستادو دي ساو باولو) بأن الفوز "يرفع المعنويات" قبل كأس القارات. وبعد استعراض التاريخ البرازيلي الحزين أمام منتخبات "الصفوة" منذ تشرين ثان/نوفمبر 2009 ، عندما فاز الفريق على إنكلترا 2/ صفر (هزيمتان أمام الأرجنتين ، وهزيمة أمام كل من هولنداوفرنساوألمانيا وإنكلترا ، وتعادل أمام البرتغال وهولندا وإيطاليا وإنكلترا)، اتفقت الصحيفة على أن الأداء "لم يقنع"، لكن رغم ذلك "غير الفوز وجه" المنتخب البرازيلي. وكان من بين أكثر المتحمسين لنتيجة اللقاء الودي ، الهداف المعتزل رونالدو الملقب ب"الظاهرة"، الذي اعتبر أن فرنسا في الفترة التي كان لا يزال يلعب فيها ، كانت فريقا عصيا على الهزيمة. وقال رونالدو عضو اللجنة المنظمة المحلية لمونديال 2014 :"شاهدت المباراة أمام إنجلترا (انتهت بالتعادل 2/2 يوم الثاني من حزيران/يونيو الجاري)، وشاهدت هذه المباراة ، وأصبحنا نرى منتخبا تنافسيا. علينا أن نضع في اعتبارنا معدل أعمار الفريق. إنهم لاعبون شبان ، يتمتعون بخبرة دولية محدودة". وقال الهداف الأول لبطولات كأس العالم :"يروق لي المنتخب كثيرا ، لقد بات يقدم وجها جديدا ، بمواجهة أي فريق بطريقة الند للند"، مضيفا "في هاتين المباراتين رأيت قدرا كبيرا من المهارة. لا زلنا بحاجة إلى ضبط بعض الأمور ، لكن المستوى راقني كثيرا. كان فوزا مهما".