في البدء لابد من تقديم الاعتذارلأننا كنا مقصرين في زيارة القامة الأدبية السامقة عزيز النفس «المشقّر بالسحابة» «أبو مطر» الشاعر الذي يتجاوز شموخ جبل صبر في عزة نفسه وحديث ينفح بعبق تاريخ مع الأدب أكبر من تاريخ قلعة القاهرة،ويحمل في نفوسنا مواقف ومبادرات تفوق شجاعة وسيرة المظفر. تمتد علاقتي بأخي وصديقي وأبي ومعلمي محمد عبدالباري الفتيح لأكثر من«25»سنة،حيث كنت أحد الفائزين في المسابقة الشعرية التي أعلنها في وقتها العزيز عبدالحق «أبوعمار»أ مين صندوق مؤسسة الجمهورية في الوقت الحالي عندما كان مديراً للمركز الثقافي،فقد كنا قبلها نلتقي شبه أسبوعياً في اتحاد الأدباء بمقره الكائن سابقاً جوار مدرسة معاذ بن جبل مع العزيزعزالدين سعيد أحمد والأديب الشاعر علي المقري والقاص والصحفي عبدالكريم المرتضي وعبد الإله سلام وكوكبة من أدباء ومثقفي تعز ومبدعيها الشباب في وقتها مختار الضبيري وأحمد عثمان ومحمد القصيمي وأحمدجبارة وعبد الكريم مهدي وآخرون.. وكان الفتيح الاستثناء في حبه لرعاية ودعم الشباب ومواقفه وعزة نفسه وكبريائة وتواضعه ولغته وسيرته ووطنيته وتميزه الذي لايشبه أحد ولايشبهه أحد. وكنا نجلس سوياً مع المرحوم المقحفي في صباح كل يوم في المتحف الوطني لنرتشف من علمهما وغزارة مخزونهما من الأدب والتاريخ والفنون التي كانت تشدني في سنوات الطموح المتقدة كنت أتوق إلى شرف مجالسة الفتيح وكان يميزني في وصفه بمدح شعري وينصحني ويوجهني بحرص الأب،كون الأب هو الرجل الوحيد الذي يرفض أن يكون أي شخص أفضل منه باستثناء ولده،وكان هذا «شعورياً» وليس «وصفياً» لما كان قائماً. والفتيح سيرة من الوطنية والكفاح والعشق للأدب والخصوصية لتعز ومبادرات وتاريخ لايختزل،وقد كان رجلاً عظيماً أمينا وقدوة ومبدعاً وكريماً جداً يجود بما عنده رغم يسر الحال وينبذ البخل والبخلاء. رحمة الله تغشاك وإلى جنة الخلد..لقد عشت كريم النفس ومت واقفاً كالنخيل،وبقدرسيرتك العطرة وعظمتك في نفوسنا،فقد كان أخيار مجموعة الخير الحاج علي محمد سعيد والأستاذ عبد الجبار هائل وشوقي هائل محافظ تعز بقدر المسئولية وبقدرعطائك وحبك وعظمتك لدينا في مواقفهم بقيامهم بدور الجهات الحكومية الغائبة وبقدر إنسانيتهم غير المستغربة في مثل هكذا مواقف..ولاعزاء للمبدعين الذين يلاقون التجاهل حتى في حضور موكب الجنازة..وحسبنا الله ونعم الوكيل.