عبو المنتخب الوطني الأول لكرة القدم انتظامهم في التمارين اليومية منتصف الأسبوع الماضي وتحديداً يوم الاثنين 21/10/2013م حيث التحق اللاعبون بالمعسكر الداخلي المقام بالعاصمة صنعاء استعدادًا للمباراتين المقبلتين للمنتخب في إياب التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم آسيا 2015م حيث تنتظر الأحمر اليمني مواجهتان الأولى أمام المنتخب القطري ستقام في 15 نوفمبر وبعدها بأربعة أيام يلتقي في الثانية المنتخب البحريني يوم 19 من الشهر ذاته، وكما هو معروف فإن منتخبنا سيخوض المباراتين في دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة التي اختارها اتحادنا الكروي لتكون البديلة لاحتضان المباريات التي كان يفترض أن نلعبها على أرضنا ووسط جماهيرنا لكن الحظر الدولي المفروض على إقامة المباريات الدولية على الملاعب اليمنية حال دون ذلك؟! وهو وضع مستمر منذ مطلع العام 2011م وتسبب في حرمان الأندية والمنتخبات اليمنية من حقها في اللعب على أرضها وبين جماهيرها، ولا توجد أي مؤشرات باتجاه انتهاء هذا الوضع الجائر وقد يستمر الحظر على ملاعبنا إلى ما بعد كاس العالم 2014م بالبرازيل وربما إلى أبعد من ذلك. سيكون مطلوباً من لاعبي المنتخب في المواجهتين المنتظرتين أمام قطر والبحرين تحسين الصورة والسعي الحثيث لمصالحة الجماهير اليمنية والخروج بأقل الأضرار الممكنة باعتبار أننا قد خرجنا من دائرة المنافسة على أي من البطاقتين المؤهلتين عن المجموعة الآسيوية الرابعة التي تضم كلاً من اليمن وماليزيا والبحرين وقطر، ومع ذلك سيكون بوسع لاعبينا وجهازهم الفني تقديم الكثير في اللقاءين وبالتالي اللعب من دون أي ضغوطات عكس المنتخبين الشقيقين البحرين وقطر حيث يتصدر البحرين المجموعة بسبع نقاط وقطر ثانياً بست نقاط ثم ماليزيا ثالثاُ بأربع نقاط .. فيما يتذيل منتخبنا المركز الرابع والأخير بدون نقاط. ويتوقع أن يستعيد المنتخب خدمات عدد من نجومه الذين غابوا عنه في المباراة الأخيرة أمام قطر والتي خسرها في الدوحة (صفر/6) حيث ينتظر التحاق كل من حسين الغازي وعلاء الصاصي وأيمن الهاجري ومحمد فؤاد، مدير عبدربه والمدافع أحمد الصادق، في حال تماثله للشفاء من الإصابة التي تعرض لها أمام قطر. كان المدرب الوطني القدير سامي نعاش قد تحدث عن الكثير من العوامل والظروف الصعبة التي مر بها المنتخب وحالت دون توفر الإعداد الجيد له قبل مواجهة قطر وكانت من الأسباب التي أدت إلى تجرعه للخسارة الثقيلة، ومن ذلك أنه (أي النعاش) لم يتسلم فعلياً قيادة المنتخب إلا قبل عشرة أيام من موعد المباراة ( سيئة الذكر)، علماً أنه كان متواجداً خارج الوطن، يقضي إجازة طويلة واضطر الاتحاد إلى تكليف الاثيوبي ابراهام مبراتو مدرب منتخب تحت 23 سنة للإشراف على تدريبات المنتخب منذ دخوله المعسكر الداخلي بصنعاء في الخامس من سبتمبر وواجه مبراتو صعوبات عديدة منها تخلف عدد كبير من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم للمنتخب الأول. فاضطر الرجل إلى دعوة 15 لاعباً من لاعبي منتخب تحت 23 سنة لكي يغطوا غياب المتخلفين، كالمحترفين أو ممن تم اختيارهم ضمن المنتخب المدرسي، ولاحقاً الذين انضموا لمنتخب الشباب، وخرج النعاش حينها بتصريحات يعترض فيها على ضم اللاعبين ال 15 الذين استدعاهم مبراتو للضرورة، وعند التحاق الكابتن سامي نعاش بمعسكر المنتخب استبعد أولئك اللاعبين واعتمد على المجموعة التي اختارها هو، وخاض بهذه المباراة الودية الوحيدة أمام المنتخب العراقي التي جرت في بيروت وفاز بها العراق بصعوبة على منتخبنا (3/2) قبل توجه المنتخب إلى قطر لمواجهة العنابي. إذا كان الكابتن سامي قد تأخر عن الالتحاق بالمنتخب قبل مباراة قطر لظروف تواجده خارج الحدود، فإن تأخر النعاش أو تخلفه عن التواجد من أول يوم في المعسكر الجاري حالياً بصنعاء «غير مبرر» وكان لافتاً أن المدير الفني للاتحاد ومدرب منتخبنا تحت 23 سنة مبراتو هو الذي قاد التمارين اليومية التي تجرى على فترتين، صباحاً ومساءً، وكان الرجل في مقدمة المستقبلين للاعبين الذين التحقوا بالمعسكر ومعه مدير المنتخب «المغضوب عليه» عبدالوهاب الزرقة، فلماذا لم يحضر مدرب المنتخب للقيام بعمله؟ ثم لماذا لم يتم تعيين مساعد للمدرب بصورة رسمية مثلما حدث في باقي المنتخبات الأخرى : الناشئين، الشباب؟ وإلى متى سيستمر الأثيوبي المجتهد أبراهام مبراتو في تأدية دور المنقذ؟ آخر السطور وعلى ما تقدم فإن السكوت «التغاضي» عن مثل هذه الممارسات وغياب مبدأ الثواب والعقاب يجعل الأمور منفلتة ويفتح المجال لأطراف عديدة «لاعبين، إداريين، وحتى المدرب» للتقاعس إن لم يكن التهاون وغياب الانضباط في الحضور في المواعيد المحددة، وهي عوامل مؤثرة «إلى جانب عوامل أخرى» ينتج عنها اختلال في التهيئة والإعداد للمنتخب «أي منتخب» وهو يخوض استحقاقاً قارياً بحجم تصفيات كأس آسيا، ولعل ما حدث في الدوحة يوم 13 أكتوبر الجاري أكبر دليل على عدم تحمل المسؤولية من جميع الأطراف والمدرب في المقدمة.