"أكون أو لا أكون.. ذلك هو السؤال" كانت عبارة من أشهر عبارات المناجاة على لسان الأديب الإنكليزي الأشهر وليام شكسبير، وذلك هو الشعار الذي يرفعه الأوحد أو المميز جوزيه مورينيو، كما يناديه أنصاره، أمام برشلونة في إياب كأس السوبر الإسبانية.. ليست مباراة أو لقب، وإنما هي استعادة كبرياء هزته خسارة 5 نقاط في الدوري الإسباني وخسارة ذهاب الكأس نفسها في كامب نو.. ماذا سيفعل المميز والذي يتعرض تميزه لأكبر كبوة في تاريخه؟ وتتعرض صورته لأعنف اهتزاز منذ بدأ ذياع صيته في عالم التدريب.. فكر المدرب البرتغالي المبني على سد الثغرات وتضييق الخناق على منافسيه للخروج سالما لم يعد يجدي، وإن كان نافعا فيما سبق فلقاء الكلاسيكو في كأس السوبر لا يحتمل ذلك ومثلما الفوز مطلوبا للحصول على الكأس فالأداء والشكل الهجومي مطلوب بشكل أكبر للدفاع عن الصيت والسمعة. وعلى الرغم من الشعارات والشكليات التي تنادي المدرب البرتغالي بالهجوم الكاسح، فهو لن يتخلى عن طريقته بالاعتماد على رأس حربة وحيد وهو اللاعب الأرجنتيني هيغواين، الذي هو بمثابة جزرة يجري خلفها الأرنب، هو مهمته أن يتحرك كثيرا فيخلخل دفاع برشلونة، ليأتي البرتغالي رونالدو والأرجنتيني أنخل دي ماريا من الأطراف ضامين إلى العمق لإحراز الأهداف. وتبدو المهمة أسهل نظريا لمورينيو لأنه يحتاج لهدف واحد ينهي به الموقعة بناء على خسارته في كامب نو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، الهدفين اللذين يسهلان مهمة الفريق الملكي في لقاء العودة. ويعتمد مورينيو أيضا على 10 مورينيو في الملعب بخلاف الحارس إيكر كاسياس، فهو دائما ما يضيق على لاعبيه في فكرة الإبداع، حيث يميل المدرب للتعامل مع اللاعبين كجنود في الملعب تنفذ تعليماته بالكامل، خاصة في النواحي الدفاعية، وهي أزمة الفريق الحقيقية فدفاع الميرينغي بقوامه الحالي، ليس قادرا على الإبداع، مثلما هو غير متقيد بالتعليمات، وهو ما يجعل مهمة برشلونة الهجومية سهلة دائما في اختراق العمق الأبيض بسهولة بفارق السرعة والمهارة لصالح البلوغرانا. وهذه المرة افتقد الميرينغي لجهود البرتغالي فابيو كوينتراو الموقوف لحصوله على البطاقة الحمراء خلال تواجده على مقاعد البدلاء، وسيحل محله البرازيلي مارسيلو، وهو الأمر الذي قد يصب في مصلحة الدفاع الملكي، لأن مارسيلو أسرع كثيرا من كوينتراو وبالتالي لن يتكرر سباق السرعة بشكله الذي حدث بين البرتغالي واللاعب الإسباني بيدرو والذي حسمه بيدرو بإحراز هدف في مرمى ريال مدريد. ويعود للفريق المدافع البرتغالي الآخر بيبي، العائد من إصابة غيبته عن لقاء الذهاب، وهو أمر آخر يصب في مصلحة الميرينغي، فاللاعب سيحل محل راؤول ألبيول الذي كان بوابة سهلة للاختراق في عمق دفاع ريال مدريد في مباراة الذهاب. نظريا الشكل الدفاعي لريال مدريد يبدو أكثر تماسكا، وقدرة على إيقاف ثلاثي برشلونة الهجومي المكون من بيدرو وسانشيز وميسي، وإذا كان مارسيلو بمعاونة راموس قادرين على إيقاف بيدرو ، فسانشيز قد يصبح عبئا على أربيلوا، الذي يعد ثغرة ثانية في دفاعات الأبيض، قد تضطر ألونسو للبقاء كثيرا في الخلف مما قد يضعف الارتداد الهجومي لريال مدريد، ولكن بعيدا عن ذلك فمهمة بيبي في إيقاف الساحر ميسي قد تطلب تضافر كافة الجهود في الخط الخلفي، وتبدأ المهمة من عند خضيرة. فمهمة خضيرة ستكون ألا يصل ميسي لمنطقة الجزاء، وهي مهمة صعبة على خضيرة الذي يعاني في سباق المهارة والقوة أيضا أمام ميسي، ولذلك فالعبئ قد يحمله كله بيبي، الذي قد يضطر لاستخدام القوة، الأمر الذي يجيده دائما، مما ينذر بوجود بطاقات حمراء في اللقاء. على الطرف الآخر يدرك فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة حجم مهمته، وسيلعب بنظرية الدوامة، التي يجيدها لاعبو برشلونة، دوامة عرضية من التمريرات التي تخلخل وتهز الدفاعات البيضاء، وترهقهم في مهمة البحث عن "من أين تأتي الكرة"، وسيكون سيسيك فابريغاس هو ورقة رابحة قد يتركها المدير الفني للشوط الثاني على أغلب تقدير، ليواصل مسيرة الخلخلة، ويكون عونا هجوميا بعد أن يستنفذ بيدرو طاقات مارسيلو فتبدأ خطوط ريال مدريد في دعمه فينفتح قلب الدفاع الأبيض، لتكون وقتها مهمة القادمين من الخلف! وما بين مهمة فيلانوفا التي تبدو صعبة نظريا، وأزمة مورينيو التي تظهر سهلة في ظاهرها، فمهمة الفريقان لن تبدأ هجوميا عكس المتوقع، ولكن البطل الحقيقي سيكون الدفاعات، فكل مدرب سيلعب على ثغرات الخصم لا أوراق قوته، وسيكون الفيصل في المباراة مدى تحمل بيكيه وماسكيرانو في صفوف الفريق الكتالوني، وقدرة بيبي ومارسيللو وأربيلوا على التماسك في الملكي!