جاء قرار أمناء سر دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم الذي عُقد امس بالمملكة السعودية، بتكليف الاتحاد الكويتي لكرة القدم باستضافة بطولة خليجي 23 لكرة القدم، بمنزلة الصدمة لعدد كبير من الجماهير الكويتية، بينما أدخل القرار ذاته السعادة الغامرة والفرحة العارمة إلى قلوب البعض منهم. ومن المؤكد أن الكويت رغم إمكانياتها الهائلة، وقدرتها على استضافة ابرز الأحداث العالمية، وذلك بالاعتماد على سواعد أبنائها من دون اللجوء إلى لجان تنظيم أجنبية، ستعاني أشد المعاناة في استضافة العرس الخليجي.
القريب من الرياضة الكويتية، على علم تام بأن المنشآت الرياضية في الوقت الراهن متهالكة، وبالكاد تستضيف الأحداث المحلية، خصوصاً أن مدرجات عدد كبير من الملعب باتت تمثل خطر داهم على حياة الجماهير.
ولعل التقرير الصادم الصادر عن اللجنة المخولة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالتفتيش على الملاعب لاستضافة البطولات القارية، قد أكدت قبل عامين وجود شروخ في مدرجات محمد الحمد بنادي القادسية، ومن ثم استبعدت الملعب من إقامة المباريات القارية عليه، خير دليل على ما تعانيه المنشئات في الوقت الراهن.
الاتحاد الكويتي لكرة القدم تقع على كاهله مسؤولية ضخمة، فهو مطالب بتوفير ملعبين لاستضافة مباريات البطولة، وأربعة ملاعب على أقل تقدير للتدريبات، وهو الأمر الذي سيجعله يسابق الزمن من أجل تجهيز هذه الملاعب.
وبعيداً عن الملاعب، فأن الاتحاد مطالب أيضاً بإقناع الحكومة الكويتية الممثلة في الهيئة العامة للشباب والرياضة باستضافة التظاهرة الخليجية، علماً بأن الهيئة كانت قد أصدرت بياناً الأسبوع الماضي أكدت خلالها عدم موافقتها على الاستضافة!.
الساعات القليلة المقبلة ستشهد العديد من الأحداث المتلاحقة، ما بين الموافقة على استضافة البطولة ورفضها، ولذلك فكل الاحتمالات واردة في هذا الشأن، لا سيما أن العلاقة بين الاتحاد والهيئة العامة في الوقت الراهن تبدو على غير ما يرام، وفقاً للتصريحات الإعلامية المتبادلة.
وثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة حالياً مفادها، هل الاتحاد الكويتي قادر على استضافة البطولة بالفعل؟ وهل سيحصل على موافقة الحكومة؟ وهل سيتم تغيير أرضيات الملاعب وفقاً للأخبار المسربة من الاتحاد ل أمس، وأخيراً ماذا سيكون رد الاتحاد في حال تلقيه قرار رسمي بالرفض؟.
الأيام وحدها قادرة على الإجابة على هذه الأسئلة، فالاتحاد الكويتي سيكون شعارها في الفترة المقبلة "أكون أو لا أكون"!.