" ثُلث السكان في العاصمة البريطانية لندنتقريبًا يعيشون في فقر مع انتماء غالبيتهم إلى أسر عاملة، مما يرسم صورة قاتمة للنمط المعيشي في المدينة والذي تأثر سلبًا بانكماش الأجور وارتفاع أسعار الإيجار."هذا ما خلص إليه تقرير حديث صادر عن معهد "نيو بوليسي" ونشرت نتائجه صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية والذي ذكر فيه أن نحو 1.2 مليون شخص من بينالفقراء في لندن ينتمون إلى أسر عاملة، بزيادة نسبتها 70% في العقد الماضي.وأضاف التقرير أن 20% من المواطنين في المملكة المتحدة يعيشون في فقر، قياسا ب 27% في لندن، مشيرًا إلى أن عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر قد تضاعف في ال 10 سنوات الأخيرة إلى 260 ألف طفل.ووجد التقرير أنّه وبالرغم من الرضا العام عن نظام الأجور المعيشية الوطني، فإنّ الخفض الذي خطط له وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن في الائتمان الضريبي في العمل في أبريل المقبل، سيؤثر على الأرجح على قرابة 640 ألف طفل في العاصمة البريطانية.وأوضح التقرير أن لندن تضم زهاء نصف الأسر التي تضررت جراء تحديد سقف الإعانات الممنوحة للأسر وجعلها قاصرة على 10.500 أسرة، من بينهم 2400 أسرة يفقدون أكثر من 100 جنيه إسترليني أسبوعيًا.ووجد التقرير أنه إذا ما تمّ خفض سقف تلك الإعانات وفق ما هو مُقرر، ستفقد تلك الأسر 58 جنيها استرلينيا أخرى أسبوعيًا وستضرر 20 ألف أسرة أخرى أيضا.وبالرغم من أن تفاقم أوضاع الفقر، تراجع معدل البطالة بين الأشخاص البالغين ، مسجلا الآن أدنى مستوياته من العام 2008، معبلوغ أعداد العاطلين أكثر من 300 ألف شخص.وأشار تقرير " نيو بوليسي" إلى أن عدد الأسر العاطلة يسجل أقل مستوياته في 20 عاما، مستقرًا الآن عند أقل من 10% من الأسر في سن العمل. ونتيجة لذلك، تراجعت أعداد طلبات الحصول على إعانات بطالة تراجعًا حادًا من أعلى مستوياتها قبل الركود )690 ألف إلى 525 ألف طلب( بوتيرة أسرع من باقي أنحاء المملكة المتحدة، بحسب التقرير.ورأى التقرير أن "تحسن آفاق التوظيف وحده لم يكن كافيًا لإخراج الأشخاص من دائرة الفقر نظرًا لعدم ارتفاع الأجور على النحو الكافي."وقال مبين حق، مدير مؤسسة " بوليسي أند جرانتس" اللندنية:" عدد قياسي من اللندنيين يعملون، لكن ليس لذلك سوى تأثير قليلعلى عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر في العاصمة. ويتقاضى أكثر من 2 مليون شخص دخولاً محدودة في لندن، مع انتماء عدد متزايد من هؤلاء إلى أسر عاملة. وفي الكثير من الحالات، لا يكفي الراتب، مما يترك الأشخاص يعانون ظروفًا معيشية سيئة."على صعيد متصل، لفت التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعملون في وظائف بأجور متدنية ارتفع للعام الخامس على التوالي في لندن مع وجود وظيفة واحدة تقريبا من بين كل خمس وظائف يقل راتبها عن الراتب الذي حدده نظام " الراتب المعيشي في لندن".وذكر التقرير أن عدد عقود العمل المؤقتة وكذا العقود غير التطوعية قد بلغ أعلى مستوياته في 10 سنوات.من ناحية أخرى، لفت التقرير إلى أن الإسكان هو المحرك الرئيسي للفقر والتشرد، موضحا أن قطاع التأجير الخاص يمثل مشكلة ناشئة يتعين أن تولي السلطات اهتماما عاجلا بها، مع عيش حوالي 860 ألف مؤجر في فقر في العاصمة البريطانية.وارتفعت الإيجارات بنسبة 19% في لندن خلال ال 5 أعوام الماضي، قياسا ب 11% في إنجلترا، علما بأن متوسط قيمة الإيجار الخاص في العاصمة البريطانية يستقر الآن عند 1600 استرليني شهريا ) أعلى من ضعف متوسط مثيله في إنجلترا والذي يبلغ 770 استرلينيا(.وأكد التقرير على أن بناء وحدات سكنية بأسعار في المتناول من الممكن أن يحل المشكلة، لكنه أشار إلى أن الحكومة البريطانية لم تنجح بعد في تحقيق المستويات المستهدفة من بناء الوحدات السكنية من هذا النوع.وفيما له صلة بالموضوع، أظهر التقرير أن عدد الأشخاص الذين يجدون بالكاد أماكن للنوم في لندن بلغ أعلى مستوياته منذ أن تم جمع البيانات – 7580 شخص. مصر العربية