بدأت القيادة الجديدة لمحافظة عدن تنفيذ إجراءات أمنية غير مسبوقة منذُ تحرير عدن في شهر يوليو الماضي، حيث نشرت دوريات منظمة على مداخل عدن، إضافة إلى تشديد الإجراءات الأمنية في نقاط التفتيش، وبالقرب من المرافق الحكومية الحيوية، وبدأت في تسلُّم المقرات الحكومية من المقاومة الشعبية. وتأتي هذه الإجراءات عقب سلسلة من الحوادث الأمنية التي شهدتها العاصمة عدن، وآخرها عملية استهداف محافظ عدن السابق اللواء جعفر محمد سعد. أولوية الأمن وتسعى القيادة المعيّنة حديثاً بقرار من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إلى إعطاء ورقة الأمن الأولوية، من خلال استعانتها بفصائل المقاومة داخل عدن والمحافظات المجاورة، وتعول القيادة الجديدة على علاقتها المتميزة بفصائل المقاومة، حيث استدعت المئات من عناصرها التي سبق أن دربتها خارج عدن خلال الفترة الماضية. وأكّد محافظ عدن عيدروس الزبيدي، أثناء مقابلته قيادات المقاومة في عدن والمحافظات المجاورة، أنّ ملف الأمن سيكون له الأولوية، وهذا يطلب تعاون الجميع على الوقوف بحزم ضد العناصر الإرهابية وبقايا ميليشيات الحوثي وصالح. وأشاد بما قدمته دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من أجل تحرير محافظة عدن والمحافظات اليمنية الأخرى من جماعة الحوثي وصالح الانقلابية، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تركت بصمات بيضاء وضحّت بدمائها وأموالها لتحرير عدن. جولات ميدانية ويقوم مدير شرطة عدن العميد شلال علي شائع، منذُ اليوم الأول لتعيينه، بجولات ميدانية وتفقدية لمراكز الشرطة والمرافق الحكومية، بهدف تفعيل أعمال مراكز الشرطة، وتقييم الأداء الأمني خلال الفترة السابقة، حيث زار مراكز الشرطة، ومبنى تلفزيون عدن وميناء عدن، ووجه بتشديد الإجراءات الأمنية في هذه المرافق الحيوية. دعم إماراتي واستمراراً لدعمها لتطبيع الحياة في عدن، زود التحالف العربي شرطة عدن خلال الأيام الماضية بدفعة جديدة من السيارات والآليات العسكرية التي ستسهم في دعم القيادة الجديدة لعدن ومساعيها لضبط الأمن والاستقرار في عدن. ووصل إلى ميناء الزيت في مدينة البريقا، على دفعات، عدد من السيارات الحديثة التي سيتم استخدامها دوريات أمنية وكذلك للتدخل السريع. المقاومة تؤيد في السياق، أعلنت قيادات المقاومة في عدن تأييدها المطلق للإجراءات الأمنية التي اتخذتها قيادة المحافظة الجديدة، ودعت كل أفراد المقاومة إلى التعاون معها، حيث بدأت بتسليم المقرات التي سيطرت عليها إلى قوات الأمن الرسمية، وكان أول مرفق يتم تسليمه هو مبنى محافظة عدن، حيث عقد فيه المحافظ الجديد أول لقاءاته مع السلطة المحلية والمسؤولين بعدن.