• قبل ان يُسدل الستار مُعلناً عن نهايه مسرحيه طويله تُحاكي مأساة ماضي استمر لزُهاء الالف عام عاش مشاهد فصولها عشرات الاجيال وكادت ان تكون ابديه ، كان الاقتتال هو الايقاع المُرافق لتلك الأحداث على خلفية انهارالدماء . واجتمعت على خشبه واحده ، اجيال من الضحايا ومثلها من الجلادين كانت غريزه التملك والاستحواذ لديهم مرتكزه على إدعاءات باطلة تُفيد بالحق الآلهي واصطفئاهم به ، فعاثوا في الارض الفساد و نهبوا خيرات البلاد وسفكوا دماء العباد . وعندما أخذتهم العزة بألاثم ، اغرقوا اتباعهم بالجهل العارم وغرسوا في عقولهم ان العمل عيب والعلم سُخف وبانهم اسياد وماسواهم عبيد.... ونتيجة لتلك المبادىء الخاطئه ومع مرور الزمن تحولت تلك القطعان من الاتباع الى ادوات للقتل والنهب وحمايه سلطة ومُلك يتوارث عرشهُ سُلالة من القتله والمجرمين يدعون إنتسابهم لبيت سيد الانام النبي الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم .. في إدعاء لااصل له في التاريخ ولم يُثبته الدين ، بل ويعلم الجميع كيف ومتى ؟؟ بدأت هذه الفكره الشيطانيه ومن يقف ورائها .. والان وفي المشهد النهائي من الفصل الاخير لملهاة الحاضر ، والتي تجري احداثه في سفوح جبل صبر وضلال اشجار الضباب ، تبرز صور الحقد الازلي واضحه وصريحه للعيان، إذ تُحاول تلك القطعان المتوحشة القادمه من ظُلمة الكهوف ومُستنقعات الجهل بُكل ما اُتيت من قوه الخسة وعزيمة النذاله ، طيلة تسعة اُشهر ان تُدمر وتُحاصر وتكسر كبرياء الحالمه ،، ولكن هيهات ان تكسر مدينة رفدت كل بقعة باليمن بأيادي الخير والبناء وكانت ولا زالت حاملةً لمشاعل التنوير والعلم ، وهيهات ان يخمد عنفوان الحالمه التي كانت منبع الثورات مُشكلة من ابناءها الثوار قادة للتغير والثورة .. لذلك ستكون تعز هي المسرح المفتوح الذي سيُشاهد العالم على خشبته المشهد الاخير لإنتهاء مهزله عمرها اكثر من الف عام. هنا في تعز وهنا فقط سُتحاربون اخر حروبكم ، وهنا في تعز سيُسدل الستار عن نهاية مشاريعُكم الظلاميه السُلالية الطائفية الكهنوتية .. ولن يبقى علي خشبه المسرح ، إلا اولئك الرجال الذين هبوا لنصرالحالمه ودافعوا عنها باذلين ارواحهم رخيصه لسقاية جبالها ووديانها بدمائهم الزكيه الطاهرة .. رجال ليس في قلوبهم إلا حب الوطن ، وليس في عقولهم إلا مشروع الدوله المدنيه الحديثة ،، قدموا من كل جبالها وسهولها من اعماق وديان المقاطره ومن إطلالة أديم الساحرة ، ومن شاطي البحر الاحمرغربًا الى الجنديه شرقاً ، ومن اقصى الحجريه جنوباً الى المخلاف وشرعب شمالاً . مُشكلين سداً قويا لصد نيران الغُزاة ، وحصنا منيعاً لأيقاف مشاريعهُم الظلاميه .. لترفع بعدها تعز الستار من جديد على جمع كبير من الابطال تغمرهم اضواء الحريه والعزة والكرامة على خلفيه بيضاء لدوله مدنيه يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواحبات .... ساعتها سيقف الجميع احتراماً وإجلالاً لهذا الجيل من ابناء مدينة حملوا على عاتقهم مسئولية الخروج بالوطن الى برالامان وسيكتب التاريخ أسمائهم بالذهب الخالص وستُشع حروفهم بضياءً من النور .