قالت مديرة مكتب اليمن بالبنك الدولي، تانيا ميير، إن اليمن يقف عند مفترق طرق، مؤكدة أن البنك سيكون مستعداً للتحول نحو التعافي واعادة الاعمار في البلاد في حال استقرت الاوضاع وبدأت عملية السلام. وأضافت ميير في مقابلة نشرت على موقع البنك الدولي إن "التطورات السياسية التي شهدتها البلاد مؤخراً يمكن أن تشكل نقطة تحول في الصراع وأن تمهد الطريق نحو السلام"، في إشارة إلى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي. وأوضحت ميير أن الهدف الشامل لمجموعة البنك الدولي يتمثل في مساندة الشعب اليمني والحفاظ على المؤسسات التي تخدمه، مع التركيز أولا على؛ تقديم الخدمات الأساسية وتحسين رأس المال البشري؛ وثانياً؛ الأمن الغذائي، والقدرة على الصمود، وفرص كسب العيش. وتابعت مييرك "أما في صميم العلاقة بين العمل الإنساني والتنمية، فسيظل الحفاظ على المؤسسات هدفاً أساسياً لبرنامج المؤسسة الدولية للتنمية عبر المسارين". وأردفت ميير قائلة: "ويساورنا القلق بشكل خاص إزاء تأثير الحرب في أوكرانيا في وقت كانت فيه حالة انعدام الأمن الغذائي تتدهور سريعاً بالفعل، وكنا نستكشف خيارات تعجيل الدعم وزيادته". وأكدت ميير أنه "مع تفاقم أزمة الغذاء، وانتشار سوء التغذية في اليمن، لا يمكن للإجراءات التدخلية قصيرة الأجل وحدها أن توفر حلولاً مستدامة، وللمساعدة في كسر حلقة الاعتماد على المعونات، سيقوم البنك الدولي بتجربة نهج مبتكر قائم على "استمرارية المساندة" بحيث يجمع بين الإجراءات التدخلية قصيرة ومتوسطة الأجل في المناطق التي يكون فيها انعدام الأمن الغذائي هو الأعلى على القائمة:. وأفادت مديرة مكتب اليمن بالبنك الدولي، تانيا ميير، أنه سيتم إرساء برنامج البنك في اليمن "على أسس قابلة للتطوير من خلال تصميم مشروع يتسم بالمرونة، والاستجابة للصدمات، والقابلية للتكيف"، مضيفة: "وسيتم تعديل هذه الأسس استناداً إلى ما يستجد من التطورات على أرض الواقع، وتوسيع نطاقها كلما توفرت موارد إضافية. وستُعطى الأولوية للنُهج المتكاملة متعددة القطاعات، وحزم الإجراءات التدخلية ذات الأهداف الجغرافية لتحقيق أقصى قدر من التأثير". وكشفت تانيا ميير أن البنك الدولي صرف في اليمن بين عامي 2017 و2021، ما مجموعه 2.1 مليار دولار، بزيادة قدرها خمسة أضعاف مقارنة بفترة السنوات الخمس السابقة. وقالت ميير: "يعكس برنامجنا الذي تبلغ قيمته 2.8 مليار دولار استثمار البنك الدولي في الحفاظ على أصول التنمية في اليمن، ويجدد آمالنا في مستقبل أفضل لجيل من الشباب اليمني ممن نشأوا في ظل الحرب لكنهم سيلعبون دورا رئيسياً في التعافي. ومن خلال زيادة دعمنا في هذا المنعطف الحرج، فإننا نؤكد التزامنا الثابت تجاه الشعب اليمني والمؤسسات التي تخدمه". وعما اذا كانت إستراتيجية البنك الجديدة تأخذ القطاع الخاص في الاعتبار، قالت ميير: "القطاع الخاص يلعب دوراً حاسماً في آفاق القدرة على الصمود والنمو والتعافي في اليمن"، مؤكدة أن القطاع الخاص اليمني أظهر قدرة ملحوظة على الصمود في السنوات الأخيرة، على الرغم من مواجهة تحديات كبيرة ناجمة عن الصراع.