من أحياء المنطقة الشمالية لمدينة تعز كانت البدايات للموهبة الصغيرة ( عيسى ) الذي يشعر ان الانطلاقة الأولى من الحارات وخوض التحدي في اطار ضيق كانت سبباً في نقله مباشرة إلى خوض مغامرة أكبر مع ( عميد ) قدمه سريعا إلى الجميع كواحد من مجموعة تبعث بالاطمئنان على مستقبل اسود القلعة الحمراء . عيسى باسم دبوان .. الظهور الرسمي الأول له في معشب النادي الأهلي ( ملعب الحاج القصوص ) بصورة منافس قدم ليثبت ذاته أمام فريق الاكاديمية للبراعم دون ال 12 عام ومدربهم ( شوقي محمد ) الذي شده أداء عيسى واستحسن امر استقدامه وصقل مهاراته في اطار أكثر مهنية والتواصل كان حاضرا مع مكتشف المواهب عبدالعزيز الشرعبي الذي حرص على نقل ( عيسى ) من مرحلة فريق حي الصديق إلى أخرى أكثر نضجاً وفائدة. ستة أشهر كانت كافية ليتفجر ( عيسى ) وليؤكد أن اختياره كان نابعا من قناعات تولدت جراء مستواه الذي تحسن بشكل تصاعدي وبات أحد أعمدة الفريق ممن يستحق الرهان والاعتماد عليه .. يتألق الموهبة السمراء كثيرا ويعطي كل ما لديه بسخاء ، مبتسم دائماً ، قوي وذكي وصاحب رؤية في تغيير اللعب والاتجاه والاندفاع بشكل إيجابي ومؤثر إلى الامام ، سريع ولماح وجيد في استخلاص الكرة والالتحام بذكاء ، مبدع في مركز الهجوم والجناح أيضاً ويجيد اللعب تحت الضغط و في المركز الذي يقترحه مدربه . لا يمكن تجاهل المواهب التي تقدم نفسها بصورة مبهرة ومشرقة ، وقولبة تلك النجوم في اطار رسمي ، النجاح حينها سيكون مرهون بإخراج كل دفين بداخلها حتى تتمكن من تحقيق جزء من احلامها التي ترسمها في كل مرحلة تشعر فيها بالرضا ويصاحب ذلك تقييم متواصل من المشرفين عليها في الجانب الفني وهكذا كانت رحلة عيسى بالغلالة الحمراء في هذه الفترة التي تكونت من خلالها شخصيته كلاعب محبوب ، مهذب ، ونجم يزداد بريقه مرة بعد أخرى ، يمكن اعتباره ( شوكولاتة ) الفريق الاصيلة التي تضح الطاقة وترفع الروح المعنوية للبقية . يختصر عيسى الزمن بفضل حسن استقباله لكل جديد يتلقاه فنياً ، ويعرف كيف يصنع الفارق في كل مرة يخوض فيها تجارب رسمية يبرع فيها كعادته ويسحر الجميع ممن يتابعه في الحصص التدريبية والمباريات أمام المنافسين من الفرق الأخرى أي كان الاسم ، مستقبل هذا النمر الأسمر سيكون حافلاً فالسنوات ستمر سريعاً وستظهر لنا الأيام عن قريب جوهرة ثمينة ستتجاوز مهامها بالفانلة الحمراء لتصل إلى الشعار الذي يسعى الجميع لخدمته ( المنتخب ) وهو أهل لتلك الثقة ، مثلما هو بحاجة ورفاقه إلى مزيد من الرعاية التي سيكون خلاصتها جيل ( أحمر ) سيأكل في طريقه الأخضر واليابس .
