لم يكن من قبيل المصادفة أن تأتي انفراجة عملاق الكرة الإنجليزية ليفربول وعودته لمنصات التتويج بعد 6 سنوات عجاف على يد أسطورته التاريخية كيني دالجليش الذي قاده أمس للفوز بلقبه الثامن في كأس رابطة المحترفين (كارلينج) علي حساب كارديف سيتي بركلات الترجيح في النهائي الذي استضافة ملعب ويمبلي الجديد أمام أنظار قرابة 90 ألف متفرج . كيني دالجليش الذي ولد في مدينة جلاسجو الإسكتلندية في الرابع من شهر مارس عام 1951 بدأ مسيرته الكروية في مرحلة الناشئين والشباب في العملاق سلتيك في الفترة من 1968 و حتى 1977 قبل أن ينتقل إلي ليفربول ليخلف النجم الكبير كيفين كيجان الذي أختار الرحيل للدوري الألماني صحبة فريق هامبورج عام 1977 ليتمكن مع زملاءه في "الريدز" من السيطرة علي مقاليد الأمور محلياً و أوربياً مع المدرب الكبير بوب باسيلي . مسيرة ناجحة كلاعب منذ أن وطأت أقدامه ملعب أنفيلد رود وحتى رحيله منه في الثاني و العشرين من شهر فبراير عام 1991 بعد 14 عاماً لأسباب قيل أنها نفسية, حقق دالجليش مع ليفربول بطولات و إنجازات و أرقام يحسده عليها كل أقرانه في إنجلترا و خارجها, حيث لعب مع الفريق الأحمر 62 مباراة في موسمه الأول و سجل 31 هدفاً منها هدف الفوز علي كلوب بروج البلجيكي في نهائي بطولة أوربا أبطال الدوري عام 1978 ونجح خلال مسيرته كلاعب في إحراز 118 هدف في 355 لقاء خاضها مع فريقه في الفترة من 1977 و حتى عام 1990 و حقق كلاعب 13 لقب خلال هذه الفترة بواقع 5 ألقاب في الدوري و 4 في كأس الإتحاد الإنجليزي و 3 في دوري الأبطال الأوربي و لقب في السوبر الأوربي عام 1978 . علي خطي شانكلي و باسيلي بعد العملاقين بيل شانكلي و بوب باسيلي أفضل و أنجح من تولي قيادة "الريدز" منذ تأسيسه عام 1892 علي يد جون هولدينج, تولي كيني دالجليش القيادة الفنية للفريق عام 1985 خلفاً لجو فاجان الذي لم يحقق أي نجاح يُذكر, وتمكن في أول موسم له كمدير فني ولاعب في نفس الوقت من إحراز الدوري و الكأس وظل في منصبه حتى عام 1991 محققاً 6 بطولات متنوعة, قبل أن يتخذ قراره بالرحيل إلي بلاكبيرن بسبب الظروف النفسية السيئة التي مر بها عقب سقوط 96 قتيلاً و 170 جريحاً من جماهير ناديه في لقاء ملعب هيلسبره في الدور قبل النهائي لكأس الإتحاد الإنجليزي عام 1989 بين ليفربول و نوتنجهام فورست. عودة للحب القديم بالرغم من بعض النجاحات التي حققها ليفربول مع بعض المدربين الإنجليز و الأجانب منذ رحيل كيني عام 1991 و فوزه بالعديد من الألقاب كلقب كأس الإتحاد عام 1992 مع جراهام سونيس وثلاثية كأس الإتحاد و رابطة المحترفين و كأس الإتحاد الأوربي مع الفرنسي جيرار أوليه في الفترة من 1998 و حتى 2004 التي تكلفت خلالها خزينة النادي أموال تربو علي 60 مليون جنية إسترليني و كذلك عودة الفريق للفوز بدوري الأبطال الأوربي مع الأسباني رفائيل بينيتيز عام 2005 علي حساب الميلان الإيطالي في النهائي التاريخي الذي شهده ملعب أتاتورك في تركيا, رغم كل هذا ظلت قلوب جماهير "الريدز" معلقة بهذا الرجل الذي خاض عدة تجارب أخري مع بلاكبيرن روفرز في الفترة من 1991 و حتى 1995 وقادة للقب "البريمير ليج" موسم 1994/1995 قبل أن يشد الرحال إلي نيوكاسيل لمدة موسم ومنه إلي فريقه القديم سلتيك عام 2000 . نتائج ليفربول المخيبة مع روي هوجسون و تراجعه للمركز الثاني عشر في دوري الموسم الماضي عقب خسارته أمام بلاكبيرن (1- 3) في الجولة الثامنة عشرة دفعت إدارة النادي لإعادة الأسطورة مجدداً لتولي المهمة في الثامن من يناير عام 2011 بعد نحو 10 سنوات من رحيله و رغم خسارة ليفربول أول لقاءين له أمام مانشستر يونايتد في الدور الثالث لكأس الإتحاد في اليوم التالي لعودة دالجليش وبلاكبول بهدف لهدفين في الجولة التاسعة عشرة للدوري, تحسنت النتائج بشكل واضح وأنهي الدوري في المركز السابع برصيد 58 نقطة و حقق نتائج رائعة مع الكبار منها الفوز علي تشيلسي بهدف في الجولة 26 و مانشستر يونايتد (3- 1) في الجولة 29 و مانشستر سيتي ونيوكاسيل (3- 0) في الجولتين 32 و 35. أول الغيث قطرة تراجع نتائج "الريدز" نسبياً في الدوري هذا الموسم مع مدربه التاريخي و احتلال الفريق المركز السابع في المسابقة بعد مضي 26 جولة, عوضها الفريق بمردود أفضل في كأس الرابطة التي أحرز لقبها بعد أن أطاح بتشيلسي و مانشستر سيتي في طريقه للنهائي و هو يمضي بنجاح في بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي التي تجاوز خلالها مانشستر يونايتد في دور ال 32 ثم حقق أكبر فوز في دور الستة عشر علي برايتون و بلغ دور الثمانية و بات أقوي المرشحين لإحراز اللقب و كلها مؤشرات تؤكد اقتراب هذا الفريق العملاق من استعادة الأرض المفقودة و التربع مجدداً علي عرش الكرة الإنجليزية و الأوربية مع مدربه الكبير. "كووورة"