لم تكتف ما تسمى بالقيادات التاريخية للجنوب في جر الحراك الى مربع خلافاتها وصراعها القديم الجديد على السلطة وماتتسبب به ذلك من جمود في نمو الحراك ودورانه في حلقة مفرغة، بل انها تصر على توجيه طعنات متتالية له وهو في ذروة حماسه وقمة نشاطه الميداني،ما يعرضه لنكسات متتالية،ورغم ذلك ما تزال تلك القيادات تتجاهل حقيقة أنها أصبحت نقطة الضعف الأخطر في جسد الحراك،وقد تكون سبباً في القضاء عليه نهائيا،ما يؤكد أنها نكبة الحراك الحقيقية. -هذه الحقيقة أكدتها التطورات الاخيرة المتمثلة في لقاء بيروت وفعالية 21فبراير ،فلم تستمر فرحة أنصار الحراك بعد نشر صورة تؤكد انعقاد لقاء طال انتظاره بين علي ناصر وحسن باعوم والبيض، سوى ساعات قليلة ،فاللقاء يعني تجاوز تلك القيادات لخلافاتها وتشكيل قيادة موحدة،لكن البيان الصادر عن ذلك الاجتماع أطاح بتلك الفرحة وبمعنويات الحراك لأسباب عديدة أبرزها التالي : -لم يشر البيان الى الاجتماع الثلاثي على أنه لقاء مصالحة وإنما اعتبره لقاءا تشاورياً وهذا يدل على عدم حصول مصالحة حقيقية بين القادة المجتمعين ،كما انه لا يكشف عن أي توجه جاد للمصالحة او رغبة في إنهاء خلافاتهم ،وظهر اللقاء وكأنه ضرورة حتمية فرضته المصالح الحيوية لتلك القيادات ووجوب الحفاظ عليها أكثر من كونه رغبة منهم في التصالح والتسامح. - لم يخرج البيان عن مجرد الإدانة والاستنكار والدعوات للاحتشاد ،وكان لافتاً خلوه من عبارات وكلمات دأب الحراك في بياناته المختلفة على ترديدها كقوات الاحتلال اليمني ،كما تجنب تأكيد المطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة ،ويبدو هنا ان سياسة الانفصال المبطن والناعم التي ينتهجها علي ناصر كانت حاضرة في لغة البيان ،وقد ساعده في ذلك حرص المجتمعين على تجنب أي انتقاد او إشارة لهم من قبل مجلس الامن الدولي عند مناقشة بنود القرار 2140. لقاء الضرورة في بيروت على حساب المصالحة : - هناك أسباب مختلفة جعلت من لقاء البيض وناصر وباعوم في بيروت أمر لامفر منه وخطوة اضطرارية لابد منها ،وهى مرتبطة بمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية و كما يلي : 1-السبب الاول مرتبط بالموقف الدولي من ملف الجنوب مع إقرار مؤتمر الحوار الوطني لفيدرالية الاقاليم الستة كحل للقضية الجنوبية والقلق من مصادقة مجلس الامن على ذلك في قراره الاخير،وما يعنيه ذلك من إغلاق الباب نهائيا أمام أي محاولات جديدة لتلك القيادات لتغيير الموقف الدولي من ملف الجنوب والحل المناسب للازمة. -كان العطاس اول من ادرك خطورة ذلك على مستقبل المشروع الانفصالي ما جعله يبعث برسالة باسم ابرز مكونات الحراك الى مجلس الامن بعد ساعات من الاعلان عن حل الاقاليم الستة يؤكد فيها رفض الحراك لهذا الحل وتمسكه بالانفصال ،وتم الترويج في اعلام الحراك ان الرسالة موقعة من قيادات تلك المكونات رغم عدم نشر اي صورة لتلك الرسالة الموقعة ،ما يؤكد ان الرسالة كانت ردة فعل سريعة من العطاس وبعض القيادات لمحاولة التأثير في الموقف الدولي وكحركة مؤقتة توفر بعض الوقت لبذل مزيدا من الجهود لمحاولة إقناع القيادات الرئيسية في الحراك لتناسي خلافاتها ولو مؤقتاً واهمية الظهور امام الكاميرات لاضفاء مصداقية على اخبار المصالحة بعد ان يأس الشارع الجنوبي من حصولها وزيف كل الاخبار التي روجت في السابق للمصالحة . -لذا كان الهدف الحقيقي من لقاء بيروت والتقاط الصور إضفاء مصداقية لرسالة الحراك الى مجلس الامن باعتبارها تعبر عن موقف جميع مكوناته ومحاولة للتأثير في موقف بعض أعضاءه بقدرة الحراك في تجاوز ابرز نقاط ضعفه (عدم وجود قيادة موحدة)الامر الذي قد يكون مبررا لتلك القوى لتأجيل تبني مجلس الامن لحل الاقاليم الستة صراحة في قراره وتأجيل ذلك لأشهر أخرى لاستكشاف هذا التحول ومدى تأثيره على الارض. -كان واضحا ان الهدف من الكشف بصورة مفاجئة لوسائل الاعلام عن خبر اللقاء المصور قبل يوم من موعد فعالية 21 فبراير،ضمان مشاركة اكبر عدد ممكن من الأنصار في فعالية رفض مخرجات الحوار، لان الترويج في البداية لخبر المصالحة أدى الى رفع حماس ومعنويات أنصار الحراك وعزز من قدرتهم على الحشد،وكان ذلك ضروريا مع تنامي قلق القيادات من تراجع حجم المشاركة الشعبية في الفعالية بسبب التعاطي الايجابي من قبل شريحة واسعة من أبناء الجنوب وبالذات في أوساط الغالبية الصامتة مع مخرجات الحوار . 2-السبب الثاني مرتبط بالضغط السعودي على الرئيس هادي ،فزيارة باعوم الى لبنان ولقاءه بالبيض لايمكن ان تتم دون ضوء اخضر من السعودية ،وقبل ذلك ظهور العطاس في قناة عدن لايف تلاه ظهوره على شاشة العربية ،وفي اعتقادي ان الرياض سعت من ذلك المضي قدما في استخدام ورقة الجنوب للضغط على هادي بعد ان حصرتها في ورقة حضرموت لإجباره على الابتعاد عن جماعة الإخوان بل وإزاحتها من السلطة كما حصل في مصر ،و لكبح توجه هادي لاستخراج نفط الجوف ،لكن ورقة حضرموت لم تكن كافية على ما يبدو ما جعل الرياض تلوح بإمكانية دعمها لفصل الجنوب أذا لم ينصاع لرغباتها . -لكن ادراك السعودية ان دعمها للانفصال في ظل قوة التيار الموالي لايران في الجنوب قد يشكل خطأ استراتيجي فادح و تهديد مستقبلي لها مشابهة لخطأها في العراق عندما دعمت التحالف الدولي ضد نظام صدام وما تسبب به ذلك من تمكين ايران وحلفاءها الشيعة من العراق،كما ان دعمها للانفصال يعقد من إمكانية تحقيق رغبتها في فصل حضرموت عن اليمن مستقبلا ،لذا حرصت الرياض على ان يكون لقاء باعوم في بيروت مجرد لقاء تشاوري لايصل الى حد المصالحة كون عقد اللقاء في حد ذاته يمكنها من إرسال الرسالة التي أردتها للرئيس هادي . -ربما يعطي ذلك تفسيرا لغياب المصالحة عن لقاء بيروت او تحديد موعد لعقد المؤتمر الجنوبي العام ،كما أن غياب العطاس والجفري والشخصيات المحسوبة على الرياض عن اللقاء ربما ارادت الرياض منه التلميح أنها لم تحسم قرارها في دعم خيار الانفصال الى حد الان ،او ان ذلك راجع الى تباين او ضعف التنسيق داخل الأجنحة السعودية في الكيفية التي يتم الضغط بها على الرئيس هادي خاصة بين الامير احمد بن عبدالعزيز المسئول المباشر عن باعوم وبين الامير بندر بن سلطان المسئول عن العطاس والجفري . -او ان هناك رغبة سعودية في التحرك في اكثر من اتجاه و تنويع اساليب تعاملها في اليمن تارة عبر استخدام باعوم في إشهار ورقة الانفصال و العطاس في ورقة الفيدرالية وهكذا . - غياب حيدر العطاس و الجفري والاصنج ومحمد علي أحمد عن اللقاء يؤكد ان الخلاف لاينحصر فقط في خلافات باعوم والبيض او علي ناصر و البيض وان هناك خلافات أخرى وتباينات ناجمة عن ولاءات متعددة ومصالح متضاربة وكلها ترجح ان الطريق لايزال بعيدا وشاقا قبل التوصل الى أي اتفاق لعقد المؤتمر الجنوبي العام . - وفي السياق لوحظ تجاهل الجفري وبن فريد في رسالتهما الأخيرة، وكذا في تعليق العطاس المنشور في براقش نت يوم 21/2 على الفعالية والاحداث في الجنوب لأي إشارة للقاء بيروت او مباركتهم له وتأييدهم لنتائجه ،والغريب أن ذلك يتناقض مع تحركات وجهود العطاس الاخيرة لتحقيق المصالحة الجنوبية ،وفي اعتقادي ان السبب راجع الى : -أما أن توجيهات جاءت للعطاس والجفري من الرياض بعدم المشاركة في اللقاء او ان العطاس فوجىء بموقف عدائي من البيض على خلفية الخلاف على الأموال التي نهبها البيض في 94م ورفض تقاسمها مع العطاس والقيادات الأخرى. -احتمال آخر يتمثل في حدوث تحول جوهري في طريقة تعامل العطاس مع القضية خاصة بعد مغازلته الاخيرة للرئيس هادي ،ومن غير المستبعد توجه السعودية لتهيئة العطاس للعب دور جديد يخدم مصالحها وينسجم مع قواعد اللعبة الجديدة في اليمن القائمة على فيدرالية الاقاليم ،والتي ربما تمكنها من تحقيق جزء من أهدافها في بلادنا،وذلك عبر إمكانية دفع العطاس للترشح لرئاسة إقليم حضرموت مستقبلاً وهى بذلك تفضل العطاس عن باعوم لعدة أسباب منها : 1-الوضع الصحي لباعوم لايؤهله للقيام بهذا الدور في السنوات القادمة . 2- الاطمئنان الى ولاء العطاس المطلق لها كونه من القيادات الموالية لهامنذ سنوات طويلة بعكس باعوم الذي انظم الى قافلة الموالين لها منذ نحو سنتين ،كما ان محدودية شعبية العطاس تجعله محتاجا لدعمها باستمرار عكس باعوم . 3- السبب الثالث ذو بعد داخلي له ارتباط بصراع الماضي بين ما عرف بتياري الطغمة والزمرة ،فتوقيت الاعلان عن لقاء بيروت واختيار الذكرى السنوية لانتخاب الرئيس هادي لتنظيم الحراك فعالية لإعلان رفض مخرجات الحوار وفيدرالية الاقاليم ،يكشف أن احد الأسباب الكامنة في موقف غالبية قوى الحراك للحوار ومخرجاته راجع الى رفض القيادات التقليدية الاعتراف بقيادة و شرعية هادي كرئيس منتخب والقيادات الجنوبية الأخرى في النظام . -فرفض البيض وباعوم راجع لتعاملهم مع هادي والقيادات الاخرى باعتبارهم قيادات في تيار الزمرة ،وان الصراع على السلطة مع هذا التيار مستمرة وان أخذت صورا وإشكالا أخرى ،في حين ان علي ناصر والجناح الانفصالي داخل تيار الزمرة يرفضون الاعتراف بشرعية هادي او القبول بالانضواء تحت قيادته لأسباب نفسية ومن باب الحسد والغيرة ورفض القبول بقيادة من كان تحت إمرتهم في دولة الجنوب قبل الوحدة . -من هنا اتخذت تلك القيادات موقفا متشددا برفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وإضاعت فرصة تاريخية لإعادة الجنوب الى وضعه الطبيعي في دولة الوحدة،كما رفضت القبول بمخرجات مؤتمر الحوار رغم إدراكها صحة ما قاله الرئيس هادي من ان المؤتمر حقق للجنوب مكاسب لم تحققها له اتفاقية الوحدة او وثيقة العهد والاتفاق ،وبدلا من ذلك سعت الى إفشال مؤتمر الحوار عبر تفجير الوضع في حضرموت كما ذهب اليه القيادي في الحراك أحمد القنع في 10 يناير 2014 عندما اعتبر الهبة الشعبية الجنوبية استهدافاً مباشراً للرئيس هادي من أجل إفشاله سياسياً وإفشال النصر الحقوقي الذي انتزعه أبناء الجنوب في وثيقة حل القضية الجنوبية. -كما ان دفع الحراك للاوضاع في الضالع ولحج نحو الصدام المسلح كان لإفشال مخرجات الحوار بعد التوقيع على فيدرالية الاقاليم كما تؤكده تصريحات الحراكي حسين بن زيد بن يحيى ،وقدلجأ مسلحي الحراك الى تركيز عملياتهم على استهداف الشماليين البسطاء في الجنوب لاشعال الوضع سريعاً بهدف تشتيت اهتمام الشارع الجنوبي عن مخرجات الحوار والجدل حولها،والانتقال بهؤلاء من خانة التعاطي الايجابي والتفكير العقلاني في المخرجات الى خانة التفاعل السلبي والانفعال العاطفي مع تزايد أعداد الضحايا الابرياء الذين يسقطون نتيجة المواجهات المسلحة في الضالع ومناطق أخرى،والتي يتم تحميل قوات الجيش مسئولية ذلك وتجاهل متعمد لما يقوم به الطرف الآخر من هجمات وتقطعات واختطاف للجنود ودفع الوضع نحو الانفجار. -كما يظهر استهداف شخص الرئيس هادي وصراع الطغمة والزمرة في تعمد البيان السياسي الصادر عما سمي ب مليونية الكرامة الجنوبيه في مقدمته التذكير بعدم اعتراف الحراك بشرعية هادي كرئيس منتخب ،وذلك عبر الاشارة الى ان هدف الحراك من هذه الفعالية هو احياء ذكرى إفشال المسرحية الهزلية لما تسمى بانتخابات الرئاسية عام 2012م،وفي الجانب المقابل نشر عبدالرحمن أنيس، مدير تحرير صحيفة "الامناء" صورة لمدرعة عسكرية بعدن عليها صورة لهادي متسائلاً ليش كافة المدرعات في عدن التي تمارس القتل يرفعوا عليها صورة الرئيس هادي ؟. 4-السبب الرابع داخلي ايضاً لكنه على علاقة بالصراع على الحراك وقيادته في الفترة القادمة ،فقد جاء لقاء القادة الثلاثة في بيروت للحد من تزايد حجم الانتقادات في صفوف أنصار الحراك ضد قياداتهم التقليدية وارتفاع الأصوات الداعية للانعتاق من سيطرة تلك القيادات على الحراك ونشاطه،ويبدو أن ذلك قد أثار قلق تلك القيادات وحاولت من لقاءها إرسال رسالة الى أنصارها بقرب تجاوز خلافاتها ،وهناك أمثلة كثيرة تدل على ذلك منها : -توجه عدد من شباب الحراك قبل أشهر لتشكيل حركة تمرد ضد قيادات الحراك متأثرة بحركة تمرد المصرية ،و في انتقادات وجهتها قيادات واعلاميين ونشطاء في الحراك في المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي للقيادات التقليدية وتحميلها مسئولية الفشل الذي يعاني منه الحراك ،وهنا سأكتفي بإيراد فقرات من انتقادات الصحفي الحراكي ماجد الشعيبي التي وجهها لقيادات الحراك في مقاله (نقد في صلب الثورة..)المنشور في عدن الغد في يناير الماضي وتكشف مدى الحنق والاستياء الذي وصل اليه شباب الحراك من قياداتهم التقليدية ومما قاله : -(ضعفنا، ليس في الشارع، بل في القيادة التي تخشى الشارع ..على القيادات أن تستفيد من زخم الشارع الجنوبي ودون ذلك سنظل جميعاً شارعا بدون قيادة، ولن نحقق أي نصر، فمن يعول على الشارع ويراهن عليه في صنع الانتصارات واهم إذا لم توجد قيادات تترجم العمل الشعبي إلى واقع، وسنظل خلال السنوات القادمة، نبحث عن قناة أو وكالة أجنبية كي تغطي لنا فعالية مركزية، وربما نفشل، لان العالم لا يعير أي أهمية للحشود المليونية، بقدر ما يهمه من هو المسيطر على الأرض.) -وفي فقرة اخرى يقول الشعيبي(مهم جدا ان نفرق بين رجال الثورة ورجال الدولة..هناك مناضلون اعتقدوا انهم أنجزوا مكاسب للشارع الجنوبي، والحقيقة انها مكاسب شخصية لا أكثر.. من يقود الناس ولا يستطيع تغيير واقعهم للأفضل عليه التنحي جانباً والاعتراف بالفشل..دائماً ما تسمعون أن هناك قضية ناجحة ومحامين فاشلين وهنا علينا فقط تغيير المحامين وليس القضية.. منذ ان تولوا قيادة الحراك لا يريدون حتى التخلي عن مناصبهم، بل إن بعضهم لا يهمهم البحث عن بديل أفضل، أو يسعى لتأهيل قادة جدد وتشجيع الشباب، والبعض لا يكتفى بذلك فحسب، يلهي نفسه في مناكفات جانبية لتكون شغله الشاغل يومياً، وينسى أن الشعب ائتمنه على المستقبل..هناك شعب يلهث وراء الوطن وقيادات تلهث وراء تلميع أنفسها .. وعلى الشارع أن يكف عن تلميع وتقديس أي قيادة حتى لو كان من الهيئة الشرعية). -وبصورة مشابهة وجه القيادي علي محمد السعدي انتقادات لقيادات الحراك في مقاله (اعتبروها نصيحة يا قياداتنا التاريخيين )في 21 فبراير 2014 اتهمهم فيها بالبحث عن كيفية عودة الجنوب إلى نفس المربع القديم مربع الصراعات والإقصاء والتهميش،معربا عن تمنياته باستيعابهم المتغيرات والخروج من المربع المتقوقعين فيه . -شخصياً لا استبعد مطلقاً في حال تنامي خطر المتمردين داخل الحراك وتهديدهم لسيطرة القيادات التقليدية عليه ،وفي الوقت ذاته استمر عجز تلك القيادات في تجاوز خلافاتها،لجوئها لتصفية عدد من الناشطين الميدانيين المتمردين على سلطتها وتحميل النظام مسئولية ذلك . -في الاخير لابد من التوقف عند بعض النقاط اللافتة ومنها : - تأكيد القادة الثلاثة في بيان بيروت ( ان هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم)يوحي بتناسيهم أن ذلك الامر ينطبق أيضا على الجرائم التي ارتكبوها في الجنوب ،التي لاتسقط بالتقادم ولا بمجرد ترديد شعار فضفاض عن التصالح والتسامح الذي على ما يبدو انه اصبح حقا حصريا لهم وبراءة اختراع مسجلة باسمهم. -كان لافتاً عدم الاتفاق على اسم الفعالية بين الكرامة والحسم ،فالبيان الصادر عن الفعالية اسماها مليونية الكرامة في حين ان اللجنة الإعلامية في بلاغاتها أطلقت عليها تسمية مليونية الحسم وهو الاسم الذي تم ترديده في الايام التي سبقت يوم الفعالية ،ويبدو ان فشل المليونية بالصورة التي حدثت،جعلت من اسم الحسم غير مناسب. -سعى الحراك للحد من أي تداعيات في الشارع جراء خيبة الأمل من البيان الهزيل للقاء التشاوري من خلال الإشارة في البيان السياسي الصادر عن الفعالية لمعلومات عن اتفاق من حيث المبدأ على توحيد إرادتها السياسية في إرادة سياسية توافقية موحدة تلبية لمتطلبات المرحلة ،وتأكيد تلك المعلومات على لسان قيادات حراكية أمثال الدكتور صالح يحيى، الذي قال في تصريح صحفي لوكالة خبر أن هناك اتفاقاً بين كافة القيادات الجنوبية، لعقد مؤتمر جنوبي عام، يضم كافة التيارات،في الداخل والخارج من أجل توحيد صفوف الجنوبيين واختيار قيادة لتحرير الجنوب،مؤكدا أن في مقدمتهم البيض -لكن عدم تحديد تاريخ محدد او حتى تقريبي ومكان اللقاء والاشارة الى الموافقة على اللقاء هى من حيث المبدأ كل ذلك يدل على ان الحديث عن ذلك لايخرج عن اخبار مماثلة روجت في السابق ولم يثبت صحتها ،ولعل ما يؤكد ذلك التالي : -اعتراف العطاس بفشل لقاء بيروت في كلمته الهاتفية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجنوبي الأول بالمكلا نهاية فبراير المنصرم ،حيث قال( سمعتم بلقاء بيروت بين الأخوة الاعزاء البيض و ناصر و باعوم وابلغنا بنتائج اللقاء الذي تمخض عن دعوة لاجتماع سياسي محدود في يوم 25 فبراير وبدأنا نعد العدة لذلك وفوجئنا في اليوم الثاني بالتراجع عنه) - جاء خبر الاتفاق على المؤتمر الجنوبي على لسان د صالح يحيى الذي قال في ذات التصريح أن مسيرة الجمعة كانت أكثر من سابقاتها من حيث المشاركين فقد وصل عددهم إلى 2مليون،!!وهي شطحة لم يراع فيها لامنطق ولا عقل، ويبدو انه يعاني كغيره اما من صدمة نفسية جراء فشل ذريع غير متوقع للفعالية او انه يعيش في انفصال كامل عن الواقع بسبب حالة الجمود وانسداد جميع المنافذ أمام المشروع الانفصالي . - شطحة أخرى لكنها جاءت من احد المتملقين والمتلونين تمثلت في قول أحمد الحبيشي، إن مدينة عدن تشهد حرب إبادة شعبية بسبب منع المواطنين من حقهم في التعبير عن رأيهم والاحتشاد في ساحة العروض ،ولا اعتقد ان هناك من يتفق على ان سقوط اثنين من الضحايا يجيز للبعض وصف ما حدث بأنه إبادة رغم رفضنا للعنف والقتل من حيث المبدأ . -تخبط قيادة الحراك وتقوقعها في خانة العداء لشخص الرئيس هادي وتنكرها له ،ارتد سلبا على الحراك فقد ادى ذلك الى دفع الرئيس هادي لمربع المواجهة معها والتوقف عن سياسة اليد الممدودة والتسامح مع فعالياتها السابقة مما حرمها من مواصلة استعراض عضلاتها في ساحة العروض ،ويبدو أنها لم تستوعب ان سياسة هادي خلال مؤتمر الحوار تختلف تماماً عن سياسته بعد انتهاء المؤتمر ،ومن الغريب ان تعتقد تلك القيادات بإمكانية القبول بها كحراك سلمي في عدن وككفاح مسلح في الضالع ولحج وحضرموت، فمن الصعب الجمع بين النقيضين ولابد لها من ان تختار أحداهما والا فانها ستكون أول الخاسرين جراء هذا التناقض. عبدالعزيز ظافر معياد [email protected]