جريمتان لم يختفيا أو لم ينتهيا لا في عهد الرسول ولا في عهد الخلفاء الراشدين هما الزنا والخمر وبالتالي فهذا يحدث ولازال في البلدان أو المجتمعات الاسلامية. لا خلاف حول التحرير والتجريم دينيا ولكن الخلاف بات حول مدى التشريع ومع ذلك فمثل هذا الطرح ظل حراما أو محرما إما من رقيب ذاتي داخل الانسان حتى لا يكون فيه شبهة إشاعة للفاحشة أو يصبح في طرحه المطالبة بشرعيته أو بتشريعه وإما تحت الخوف من عقوبة النظام أو الاخوان اوالحوثي ونحوه. الذي نعني لهذا الاستهلاك هو خطاب قائد المسيرة القرآنية عبد الملك الحوثي حين تحدث عن منع انصارالله دخول الخمر وانزعاج البعض نحوه. فالخمر لم يكن مشروعا أو مصرح لدخوله قبل مجيء انصارالله ولكنه يهرب والتهريب بات تجار ورأس مال واقتصاد وسيظل بأي مستوى مهما حورب أو منع لا يستطيع عبد الملك الحوثي كزعيم لأنصار الله تزكية كل من معه أو أنضم إليه كطرف سياسي في تعامل اتجار أو تعاط غير ما تمثله تجارة المخدرات. إذا خاتم الأنبياء والمرسلين يستطيع المنع للخمر والزنانهائيا وإذا ما عرف ب "المطاوعه" في السعودية سيجبرون كل الناس على أداء الصلاة فلماذا الجنة والنار وبالتالي فهذه حكمة الله في الحياة والأحياء ولا يستطيع أحد غير الخالق فرض دخول الجنة والنار. إذا انصارالله شددوا أو تشددوا في تفعيل تشريع فذلك مايفترض كتطبيق للقانون في كل جوانب الحياة وليس انتقائية لكسب أو لاستهداف سياسي ومع ذلك فالخمر ليس من المشاكل الأساسية الأولويات الأهم للواقع لأن معظم ابناء الشعب يعيش عناء قوت يومه ولاتعنيه هذه الرفاهية المحرمة أو التي يستحلها مترفهون. ولذلك لا أرى الخمر قضية تستحق أن تكون مادة أو محورية في خطاب سياسي للحوثي ويحس أن ذلك استعمال لكسب سياسي أو استهداف سياسي. مثل هذا الطرح أو الاستعمال من أي طرف سياسي ديني يثير مخاوف من تقييد الحريات وجمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية لم تعد تثير غير تهكم وتقدر السعوديين لأن تطورات وواقعية الحياة حتى داخل السعودية تجاوزتها كعمل أو كتفعيل. إنني أرى أن الصرخة في المساجد هي خطأ في ضررها الديني والسياسي والمجتمعي ويعني زعيم المسيرة القرآنية أن يكون منصفا للواقع والمجتمع في هذه المسألة لأننا قد تصبح أمام حريات وديموقراطيه الصرخات في المساجد وكل طرف سينقي صرخات أو شعارات من الاسلام وبالتالي فالصرخات مكانها الساحات وليس المساجد. قلت للأخ أو الوالد حمود الذارحي وكان وقتها محافظا لصنعاء وفي صحيفة الثورة ليكن خلافنا خلاف بشر ومخلوقين ومواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ولايفرض أحدنا من طرفه حوار الخالق مع ابليس أو حوار نبي مع جاحد أو كافر وبالتالي فمن السهل على من يريد أن يقول هذا يدافع عن الخمر كما في محطة 2011م هذا يدافع عن النظام. إنني أدافع عن الواقعية والواقع من فهم أعمق وأدق لواقع الوطن ولواقع الاسلام وكل مايعنيني فهمي في طرحي وليس ما يريد اخرون أن يفهموه أو يروجون له من عمد هذا الفهم واتمنى من انصارالله أن ليعبدون إلى فهم المطاوعه أو الاخوان في الاستعمال السياسي أو قمع الحريات من الدين وبما ليس من الدين.