بداية وبعد التحية .. لتعلم أيها العميد أني لم أكتب رسالتي هذه إليك ، إلا ليقيني أنك تؤمن بما أؤمن به ، أن "اليمن لا يجب أن تكون إلا بلداً جمهورياً واحداً" . • تعريف أنا أحد شباب ثورة فبراير ، وأحد إعلاميها.. ، نعم أنا ممن خرج على والدك ونظام حكمه ، في الحادي عشر من فبراير!! . خرجنا من بيوتنا ليس لأن بيننا وبينكم ثأرٌ نريد خلاصة ، ولا عهدٌ بحقدٍ نريد إنفاذه ، ولكنّا خرجنا رغبة في الأفضل . تولى قيادة ثورتنا عتاولة من قيادات بعض الأحزاب "الهرمة" ، وبعض القادة العسكريين منهم الشرفاء ومنهم غير ذلك . خلاصة الأمر، أنه من كان صادقا في تلك الثورة ، تضرر على قدر صدقه وإخلاصه ، غير أن قادة تلك الأحزاب ، لم يصبهم مكروهٌ وإلى هذه اللحظة ، وهو ما يستدعي الريبة والشك ، وهذا فقط ينطبق على بعض القيادات من الصف الأول ، أما القواعد فهم مواطنين صالحين مغلوبٌ على أمرهم ، ظنوا أنه بإتباع قادتهم أنهم إلى الحق أقرب . ها نحن اليوم في العام 2015 م ، بعد أربع سنوات من ثورتنا على أبيك ، وبعد أن حل بالبلاد ما يعلمه الجميع ، من مصائب ومساوئ .. ليس الوقت مناسباً للعتب واللوم ، ومن المصيب من المخطئ ، نريد أن نسألك وكلنا أمل في أن تكون المخَلّص. أولاً : هل تستطيع أن تُغير وتُصلح ما فسّدَ ؟ ،هل تستطيع استعادة الدولة وسلاح الجيش من أحفاد "الإمام" ؟ ، هل تستطيع إعادة الجنوب إلى حضن اليمن ؟ ، هل تستطيع الوقوف أمام تحالفِ { هادي – الحوثي – الإيراني – الروسي } ؟! . إن كنت تستطيعُ ذلك ؟ فافعل ، تدخل التاريخ من أوسع أبوابه ، وقبله قلوب اليمنيين ، فأنت بذلك تكون المنقذ والمخلص من كل تلك الشرور . واللوم كل اللوم على أولئك الفاشلون من قيادات تلك الأحزاب ، والذين أوهمونا ذات يوم ، أنهم ذو كفاءة وعلى علم ودراية ، ولكن الأيام أثبتت أنهم لا يجيدون سواء الكلام "ولا يُلام إلا من إستؤمن أمانة فضيعها" . أيها العميد إن كنت ستلبي رغبتنا وتحقق أمنيتنا ، فلك كل الشكر حتى وإن لم يُكتب لك النجاح ، فهذه مهمة عظيمة لا توكل إلا إلى العظمى ، وأنت منهم . ولكن اعلم قبل ذلك ، أنك ستواجه تحالفاً عظيماً ، قائمٌ بداية ً بين هادي والحوثي ،ومجريات الأحداث في الأيام الماضية تثبت ذلك . فما الأحداث قبل أيامٍ ، سواء مسرحية تراجيدية ، جرت أحداثها على أرض "الإيمان والحكمة" كان أبرع ممثليها (هادي والحوثي ) وأخر فصلٍ منها "اقتحام دار الرئاسة ،وإجبار هادي على الاستقالة" ، لتكن بذلك إقامة الحجة على المجتمع الدولي ، وتسهيل الحصول على الاعتراف بالجنوب دولة مستقلة حاكمها من الزمرة "هادي ورفاقه" مرتبطة بروسيا "الإتحاد السوفيتي سابقاً" . وأما في الشمال ، فهناك الحوثي ، ذيل إيران المتحالفة أصلاً مع روسيا ، وبذلك تكون اليمن شمالاً وجنوباً تحت إبط الدب الروسي . وكما يبدو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ، لم تعد مهتمة لأمر اليمن في خريطة تحالفاتها الدولية ، واكتفت بالحفاظ على مصالحها ،عبر ندّها الأخر "الدب الروسي" ، مقابل الحفاظ على مصالح روسيا ، التي تقع في دولٍ داخل خريطة تحالفات الولاياتالمتحدةالأمريكية . أملي أيها العميد أن تجد من رفاقك العسكريين الشرفاء ، من يقف إلى جانبك ويشد ساعدك ، ويحمي ظهرك ، كاللواء الركن علي بن علي الجايفي ، فهوا كما يشهد له الجميع ، من خيرة الرجال وأوفاهم ، وغيرهُ من الشرفاء الغيورين على هذا البلد ، ونحن سنكون إلى جانبكم بإذن الله . وفقكم الله ، وسدد على طريق الخير خُطاكم ، وأزاد الله من أمثالكم . عاشت اليمن جمهوريةً واحدة ، وحفظها الله أرضاً وإنساناً ، ولا نامت أعينُ الجبناء . م/ع