لا تملك العربية السعودية أي رؤية أو تصور لأمنها القومي، وبالتالي فهي، لا تدرك مهددات أمنها الأمر الذي يجعلها غير قادرة على وضع الاستراتيجيات والسياسات القادرة بأن تجعل المملكة دولة كبرى على المستوى العالمي رغم كل الظروف المتاحة لذلك. وما دام لم تستطع أسرة آل سعود تحديد المهددات لأمنها القومي ولا مستوياتها وأولوياتها، فهي أسرة خاضعة مسيرة تنفذ ما يرسمه لها اللوبي الصهيوني المسيطر على أكبر الشركات المتعددة الجنسيات وعلى الكثير من دوائر صناعة القرار في الدول الصناعية الكبرى في هذه المعمورة. وفي هذا الإطار نجد الكثير من الباحثين والمهتمين بشأن المملكة والخليج العربي بشكل عام، يرون أن أكبر تهديد لأمن المملكة القومي، هو الكبت السياسي المسلط على الشعب السعودي، وعدم قدرته على المساهمة في صناعة القرار سواءً الداخلي أو الخارجي؛ فالسعودي لا يستطيع أن يمارس العملية الانتخابية، لا يستطيع أن يختار ممثليه في مؤسسات الدولة، السعودي ممنوع عليه حتى أن يحلم أن يكون وزير أو سفير أو.. فهي أمور خاضعة للأسرة الحاكمة والمقربين منها.. المرأة السعودية لا تملك الحق حتى في قيادة السيارة فهي آلة للزواج وجلب الأطفال لا غير. كذلك كل يوم يمر، يتفاقم ويتعاظم الفساد المالي والإداري ويستفحل انتشار الفقر، في المملكة العربية السعودية، في حين أن أي أمير سعودي يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، معاش/شهرية خاص وامتيازات على حساب عموم الشعب الذي صادروا حتى اسمه، لحساب اسم أسرة آل سعود، فمداخيل النفط والغاز السعودي ومداخيل الحج والعمرة كانت قادرة على أن تقضي تماماً على الفقر والبطالة في المجتمع السعودي، وكانت تستطيع أن تضع السعودية في حال وجود القرار والإرادة الوطنية للأسرة الحاكمة، في مصاف الدول الصناعية الكبرى، لكن في المقابل نرى أن هذه الأموال والثروة تصرف كاستثمارات للأسرة الحاكمة في أوروبا وأمريكا، وجزء منها يذهب إلى الحانات والكباريهات والمراقص ولبنات الليل، وقسم أخر منها يذهب لإشعال الفتن في الوطن العربي لأجل إسقاط الدولة الوطنية فيه، ومنها ما يذهب لخلق المنظمات الإرهابية ك"القاعدة" و"داعش" و"النصرة" و"بوكوحرام".. وفي هذا خدمة للكيان الصهيوني وللولايات المتحدةالأمريكية. إن فزاعة التمدد الإيراني والمد الشيعي، وصرف الأموال الكثيرة لخلق متشددين بحجة حرب الشيعة، ما هي إلا ذريعة لأسرة آل سعود من أجل البقاء في الحكم مرتكزة على سلطة دينية مشبوهة (الوهابية) يتم استغلالها في ضرب أي معارضة داخلية لأسرة آل سعود الفاسدة، والمعروفة بتاريخها الأسود، هذه الأسرة التي تخدم مصالح الصهيونية-الماسونية، بغطاء ديني تكفيري تم إعداده وإنتاجه بشكل فائق الخباثة. أيضاً تقوم هذه السلطة التكفيرية بزرع الفتن المذهبية والطائفية في البلدان العربية الكبيرة والسيدة وذات التاريخ والحضارة لإسقاط الدولة الوطنية فيها، يكفي القول هنا أن أوغاد آل سعود وعلمائهم كانوا سبباً في دخول الجزائر العظيمة إلى عشرية سوداء، نالت من الشعب الجزائري ما نالت ولولا فضل الله تعالى وكرمه أولاً وحكمة الجزائريين سلطة وشعب، لكانت الجزائر اليوم في خبر كان. أيضاً المنظمة السعودية المعروفة بإسم "داعش" استهدفت الآثار في العراق، كما يستهدف الطيران السعودي سد مأرب وغيره من المعالم التاريخية في اليمن، هذه الأخيرة التي دخل معها النظام السعودي، البليد والغبي، في حرب عبثية ستؤدي في النهاية إلى سقوط أسرة آل سعود، التي بدأ الخلاف فعلاً يتسع ويتفاقم في صفوفها، من أجل الاستئثار بالسلطة والثروة بين مختلف أجنحتها المرتابة من بعضها البعض، في ظل ترقب الوطنيين والشرفاء من أبناء نجد والحجاز والمنتشرين كصف ثالث أو رابع داخل أروقة السلطة الأمنية والعسكرية في نظام أسرة أل سعود. وفي الأخير أقول، أن أكبر تهديد للأمن القومي لنجد والحجاز، بل ولأمن الدول العربية والإسلامية قاطبة، هي أسرة آل سعود.