جُرح 8 من الجيش واللجان الشعبية في حوادث متفرقة بمدينة لودر، في الوقت الذي تجري فيه اشتباكات متقطعة على جبهات القتال، ووصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة. وقال لصحيفة "الأولى" مصدر أمني غير رسمي إن اشتباكات جرت عند الساعة ال5 فجر أمس، في موقع الكهرباء، إثر محاولة "أنصار الشريعة" التقدم باتجاه الجيش واللجان الشعبية، واستخدم الطرفان الرشاشات الخفيفة والمتوسطة، مع مساندة الجيش عبر دبابات اللواء 111 المرابطة على مشارف مدينة لودر. وأضاف المصدر أن الاشتباكات استمرت 40 دقيقة، وأدت إلى إصابة 3 من اللجان الشعبية إصابات خفيفة، وجندي، ومن الجرحى شخص يدعى صدام حسين غرامة (وهو من اللجان الشعبية)، ويعتبر أبوه أول قتيل على يد "أنصار الشريعة" بمدينة لودر، قبل عام- حسب المصدر الأمني. وأوضح المصدر أن هدوءاً تخللته اشتباكات خفيفة ومتقطعة ظل إلى الساعة ال9 والنصف صباح أمس؛ حيث وصلت قوة من الحرس الجمهوري يعتقد أنها من أحد ألوية الحرس في ذمار، وتتضمن عربات ودبابات وناقلات جند، ورابطت في مطار قيادة اللواء. وتابع المصدر أنه بعد الساعة ال11 صباحاً أطلق "أنصار الشريعة" 3 قذائف هاون، من اتجاه منطقة يسوف، وسقطت أمام بوابة قيادة اللواء، وصادف سقوطها خروج نائب رئيس هيئة الأركان محمد غالب لبوزة، من اللواء، إلا أنها لم تسفر عن إصابات، فيما ردت قيادة اللواء بقصف مدفعي على الفور. وفي حدود الساعة ال11 والنصف، أطلق "أنصار الشريعة" قذيفة من مدفعية 85 من اتجاه "أمعين" إلى قيادة اللواء، وتصادف سقوطها تحرك طقم تابع للحرس الجمهوري، فاصطدم بمبنى سكن للأفراد داخل المعسكر، وأدى ارتطامه إلى إصابة 5 أفراد كانوا على الطقم بإصابات متوسطة وخفيفة. وبحسب المصدر فإن الجرحى بإصابات المتوسطة نقلوا إلى البيضاء. وتحدث المصدر عن أنه عند الساعة ال9 صباحاً قصفت طائرة حربية يمنية موقع الكتيبة السابق في موقع الكهرباء، ونقلاً عن شهود عيان فإن دخانا أسود تصاعد من المكان، ومع الساعة ال12 عاد الهدوء، حتى ال5 عصراً، حين سقطت قذيفة مدفعية 85 أطلقها "أنصار الشريعة" من منطقة أمعين على قيادة اللواء. إلى ذلك، قالت ل"الأولى" مصادر محلية إن حالة استنفار سادت بين أفراد اللجان الشعبية، بعد وصول معلومات عن هروب مجموعات من "أنصار الشريعة" بأبين، ووصول تعزيزات لهم من منطقة عزان. وأكدت هذه المصادر، وقوع اشتباكات فجراً، وقالت إنها حدثت عند الساعة ال4 والنصف، واستمرت تقريبا إلى الساعة ال5 و40 دقيقة. وأفادت المصادر ذاتها بأن "أنصار الشريعة" لجأوا عند الساعة ال6 صباحاً، إلى إلقاء خطب عبر مكبرات الصوت، ووجهوا فيها اتهامات لأعضاء اللجان الشعبية بالعمالة، والوقوف ضدهم، كما اتهموهم بأنهم أخرجوا "أنصار الشريعة" من بيوتهم، وشردوا أسرهم. وأشارت المصادر إلى أن "أنصار الشريعة" اعترفوا بمقتل 12 من عناصرهم على أيدي اللجان، منوهة إلى أن مساجد في المدينة ردت على خطابات "أنصار الشريعة"، وبالذات القريبة من خطوط المواجهة. وكان شهود عيان بمدينة لودر قالوا إن الطيران نفذ غارة عند الساعة ال9 و5 دقائق صباحاً، بصواريخ في الخطوط الأمامية لموقع الكتيبة، وإن القصف المدفعي تواصل بشكل متقطع، من اللواء، باتجاه الجنوب والدبابات المرابطة بالجهة الشرقية. كما أكدوا وصول تعزيزات عسكرية أمس الأول، قدرت ب15 سيارة مصفحة حديثة. إلى ذلك، قال قائد جماعة "أنصار الشريعة" في محافظة أبين، جلال بلعيدي المرقشي، المعروف باسم "حمزة الزنجباري"، إن ظروف الحرب في لودر مختلفة عن بقية مناطق أبين، لافتاً الى أنهم حريصون على ألا يتأثر مواطنو المدينة الذين اتهم الجيش باستخدامهم ك"دروع بشرية"، ومنعوهم من النزوح خارج المدينة، حد قوله. وأشار المرقشي، الذي صار يعرف بصفته "أمير ولاية أبين"، الى أن جماعة "أنصار الشريعة" "ليسوا مجرد جماعة مسلحة، بل أكبر من ذلك"، وقال في حوار مع "القدس العربي"، نشر أمس الاثنين: "لقد أصبحنا جزءا لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب، ولا يمكن بإذن الله تجاوزنا وإلغاؤنا". وفي معرض رده على عجزهم –حتى اللحظة- عن السيطرة على لودر في الوقت الذي كانت مناطق أخرى في أبين لقمة سائغة لهم، قال: "الحرب ليست لعبة. نحن تجاوزنا العام من القتال في زنجبار، وما زلنا حتى اللحظة صامدين في الجبهات، والرجل الصبور الذي يعطي الأمور الوقت الكافي". وأوضح أبو حمزة الزنجباري أن هناك وساطات أتتهم من قبل مشائخ بالمنطقة بهدف التهدئة، غير أنهم اشترطوا أولا لتنفيذ ذلك إخراج الجيش من لودر، وتطبيق الشريعة الإسلامية بالمدينة، غير أن الوساطة لم تفلح لرفض اللجان ذلك. وبيّن أنهم لا يخشون شيئا في قتالهم في أبين، ولن يخسروا شيئاً لأنهم يقاتلون "من أجل تطبيق شريعة الله في الأرض"، مشيراً إلى أنه "لا خوف اذا ما تمت السيطرة على لودر لأن بقية المناطق كشبوة وحضرموت وأبينوالبيضاء تطلب تواجدهم فيها من أجل تطبيق الشريعة وحفظ الأمن فيها". واستبعد فشلهم في لودر، على اعتبار أن لودر لا تزال محاصرة ولم يستطع الجيش ولا اللجان أن يفعلوا شيئاً، على الرغم من كل ما يملكونه من عتاد وعدة برا وبحرا وجواً، حد قوله. ونفى بلعيدي الأنباء التي تنشرها وسائل الإعلام الحكومية عن مقتل المئات من عناصرهم، وبينهم رجال بارزون من قيادييهم، وقال: "هذه أرقام فلكية فقط لرفع معنويات الجيش المنهارة، ولكن في النهاية يعلم الجميع أن الحقيقة في ميدان القتال خلاف ذلك، والمهم هو التقدم على الأرض، أما الجعجعة الإعلامية فهي أسهل ما تكون في هذا الزمن".- حسب تعبيره.