اعتبر الامين العام المساعد لحزب الحق - احد احزاب تكتل اللقاء المشترك - ان ما يحدث في عدن خصوصاً ومحافظات الجنوب من تطورات سلبية مؤسفة ليس صدفة ولا يحمل معنى المفاجأة، فأعمال العنف والقتل والاعتقالات سبقت بحملات إعلامية استفزازية، وتهيئة على الأرض لما سوف يحدث من عنف وتوترات لا يخدم قضية الوحدة. ولا القضية الجنوبية بقدر ما يخدم ويصب في حسابات أصحاب مشروع الضم والإلحاق والفيد القديم- الجديد. وتحدث محمد المنصور عن مؤشرات ووقائع كثيرة ومواقف دلت على أن ثمة من كان ولا يزال يسعى لخلط الأوراق في الجنوب والشمال عبر الدفع بسياسة التصعيد والصدام، واتباع أسلوب حافة الهاوية قبل أيام قلائل من مؤتمر الحوار الوطني الذي ينتظر اليمنيون منه الكثير. مضيفا ان هادي يجد نفسه في " شبه ورطه " في الجنوب ،عالقاً بين مسؤوليته كرئيس توافقي، وبين محاولة بعض القوى النافذة جعله طرفاً في صراعها مع قوى الحراك التي يتزعمها الرئيس علي سالم البيض، الذي يتهم وكذلك الحراك بالتبعية لا إيران وهي نفس التهمة التي لم تثبت في الحوثيين طيلة ستة حروب ظالمة. هذا الطرف الذي ما فتئ يقدم نفسه وكيلاً للسعودية وقطر والعالم المسكون بالبعبع الإيراني من خلال العنوان الطائفي المهترئ الذي يعاد انتاجه كلما استدعت الحاجة للحصول على المكاسب المالية والأسلحة والنفوذ بغطاء أمريكي وغربي واضح. الرئيس عبد ربه منصور هادي والأطراف التي جعلته طرفاً في الصراع في الجنوب أخطأ وعليه أن يعالج أخطاءه تلك ليس بمزيد من كيل التهم والتهديد بالعقاب، ولكن بمعالجات عاجلة تضمنتها النقاط العشرون وغيرها من المبادرات والمطالب ذات الصلة بحل القضية الجنوبية، والتهيئة للحوار الوطني. ما حدث من قتل وقمع واعتقادات للحراك مدان ومرفوض مثلما تلك الأعمال غير المسؤولة التي استهدفت مقرات بعض الأحزاب، وكذلك المواطنين من أبناء الشمال، والمطلوب وقف كل أشكال العنف والتوتر السياسي والإعلامي ومعالجة ما حدث بمسؤولية في ضوء تحقيق شفاف وعلني يضع النقاط على الحروف ويسمي الأشياء بمسمياتها. أجواء ما يحدث في جنوب الوطن انعكس سلباً على الواقع السياسي والاجتماعي في بقية المحافظات، ولبّد الأجواء المحتقنة أصلاً، بل وانعكس سلباً على اللقاء المشترك وعلاقات أحزابه تبغضها، ووضع الرئيس عبد ربه منصور هادي في وضع لا يحسد عليه. مؤتمر الحوار الوطني قد يكون الضحية الأبرز لما حدث في عدنوالجنوب من أخطاء وخطايا مارسها البعض المفرط في أنانيته وشراهته للسلطة والاستحواذ، وإلغاء الآخر "حراك وغير حراك" في الزمان والمكان الخطأ وبالأسلوب الخاطئ نفسه وبالخطاب السياسي والإعلامي المضلل والمستهلك لكثرة ما جرب مع الخصوم منذ سبعينات الحرب البادرة وحتى اليوم. استفاد علي عبد الله صالح من تلك الأخطاء والممارسات التي واكبت المرحلة الانتقالية ليقدم نفسه باعتباره القوة الوسط والتيار الوسطي، شركاء المبادرة- بما فيهم المشترك- مسؤولون عن تحول مزاج الناس في الشارع اليمني الذي كان مراهناً على التغيير والثورة والقطعيه مع الفساد ورموزه، وليس على إعادة انتاج رموز الفساد والإجرام في مواقع ومناصب باسم الثورة.. وليس على تقاسم الوظيفة العامة بلا معايير، لم يراهن اليمنيون على استمرار تدخل أمريكا والسعودية في كل شئون الوطن السياسية والأمنية ومعهما تركيا وقطر وغيرهما من اللاعبين في اليمن. عودة علي صالح إلى الواجهة ذات دلالة يعبر عنها المكان والتوقيت الذي يأتي بعد أيام من بيان مجلس الأمن الذي وجه إليه تحذيراً وتهديداً بالعقوبات لدوره في عرقلة المبادرة وقرارات الرئيس هادي، فشعور صالح بأنه مستهدف من شركاؤه الأمس وأطراف إقليمية ودولية جعلته يعيد الحسابات ولسان حاله يقول مستعد لقلب الطاولة..، شركاءه الآخرون تصرفوا بغباء في عدن حينما فهموا بيان مجلس الأمن بأنه ضوء أخضر للقتل والاعتقالات وتكميم الأفواه للحراك الجنوبي وغل يد علي سالم البيض وهو ما أدى إلى نتيجة عكسية وبرأينا عززت من مكانة علي سالم ا?بيض وفضحت تحالف بعض الجنوب مع قوى المركز المقدس، وأحرجت الوحدة والوحدويين في الشمال قبل الجنوب. المشهد السياسي والأمني مربك وقابل للتفجر وتفجير المبادرة بوجوه أطرافها التي نكثت وأعاقت- كل واحد بطريقته- تنفيذها كأهون الشرور، الشعب اليمن هو الذي يتحمل عواقب استمرار الصراع السافر بين شركاء الغُنم والجريمة والفساد في الشمال والجنوب.. والذين استهدفتهم الثورة بالتغيير والمحاسبة وليس بقوانين الحصانة والتحصين التي لم يمنحها الله سبحانه وتعالى لأحد من الجناة الآثمين إلا بأن يعترف ويتوب ويعيد الحقوق والمظالم لأصحابها. ما كان لعلي عبد الله صالح أن يستعيد السبعين بذلك الكم الهائل من الناس لو التزم علي محسن الأحمر بما وعد به من مغادرة السلطة والتخلي عن الوظيفة العامة، لكن تشبثه بالسلطة- كرجل أولٍ- وما يمثله للمشروع الوهابي من ثقل أعاق بنفس القدر أو أكثر عملية نقل السلطة والهيكلة. طبعاً ليس المسألة فقط علي وعلي بل أن المسألة علي وعلي وعبد الله بن عبد العزيز، وحمد وأوباما وآخرون.