اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للشباب تعلن فشلها بعد محاولة "الإصلاح" الاستئثار عليها - مسؤول مالية اللجنة: 100 مليون سيتم صرفها من بينها 25 مليوناً قيد الصرف ورئيسة اللجنة ماضية في ذلك بالرغم من حل اللجنة - رئيسة اللجنة الوزيرة حورية مشهور: اللجنة الحكومية ملزمة بصرف المبلغ للشباب، وستقدم لهم كل أشكال الدعم - أمين عام اللجنة: تشكيل اللجان التحضيرية بالمحافظات والتعامل المالي و"دروع الثورة" وراء حل اللجنة - مصدر مطلع: هذا التطور يأتي كحالة انشقاق بين هيئات "تكتل المشترك" بعد إشارات خضراء من قبل الأحزاب لسحب قياداتها من اللجنة
يمن لايف : أدى الاحتقان السياسي السائد بين أحزاب اللقاء المشترك وهيئاته، أمس، إلى تفكك أول لجنة تحضيرية للحوار مع الشباب، تشرف على عملها الحكومة، وكان من المزمع أن تقوم بعقد مؤتمر وطني عام يحدد رؤية الشباب للمرحلة القادمة. وتعتبر اللجنة التحضيرية ل"المؤتمر الوطني العام للشباب"، أول بند من الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية، يتم الإعلان عن فشله بشكل رسمي، بعد أن انقسم أعضاء اللجنة إلى قسمين؛ (الاشتراكي والبعث والحوثيين والمستقلين)، الذين يشكلون 75% من قوام اللجنة، والقسم الآخر (الناصريين، والإصلاحيين، وعضوة في لجنة المستقلين). وأعلن الطرف الأول حله للجنة التحضيرية في مؤتمر صحفي رسمي عقد أمس في مقر حزب البعث العربي (الفرع السوري)، وقال إنه يمثل 75% من قوام اللجنة، وهو ما يخوله بعمل ذلك. وبحسب مصادر مطلعة من داخل اللجنة (تحدثت مع "الأولى")، فإن مبالغ مالية كبيرة، سيتم صرفها خلال الأيام القادمة لعقد "المؤتمر الوطني العام للشباب"، وتصل إلى 100 مليون، بينها 25 مليون ريال مطروحة على طاولة رئيس الوزراء، وتم التوجيه بصرفها، في الوقت الذي قال فيه بيان باسم اللجنة التحضيرية المحالة إن حزب "الإصلاح" أصبح يسيطر بشكل كلي على اللجنة ومخرجاتها، وإن هذه من الأسباب الرئيسية وراء إلغاء اللجنة. المصادر المطلعة نفسها، نوهت إلى أن هذا التطور، مرتبط بشكل وثيق بالانقسامات الحادة الناشئة بين هيئات اللقاء المشترك، وخاصة بعد أحداث الجنوب، حيث إن أعضاء الاشتراكي في اللجنة حصلوا على ضوء أخضر للقيام بهذه الخطوة من قبل قياداتهم، بينما كانوا أجلوا في أوقات سابقة، مناقشة هذه الخطوة، وبناء على توصيات من القيادات نفسها، التي كانت تخشى من تصدع اللقاء المشترك. وذكرت هذه المصادر أن تسليم "دروع" باسم الثورة من قبل منتمين لحزب "الإصلاح"، لمسؤولين مقربين من الحزب، وفي المقابل زيارة الرئيس الدوري لتكتل اللقاء المشترك المحسوب على "البعث" للرئيس السوري، عمّق من الخلافات بين الجانبين المنقسمين، هذا بالإضافة إلى التصريحات التي تبادلتها قيادات في الاشتراكي وأخرى في "الإصلاح"، حول الأحداث الأخيرة في الجنوب، وكذلك رفع صور "علي محسن" و"حميد الأحمر" كمتهمين إلى جانب "صالح" من قبل شباب الحزب الاشتراكي، في مظاهرة بتعز قاطعها "الإصلاح" و"الناصري". طلال عقلان، الأمين العام للجنة التحضيرية للمؤتمر، قال ل"الأولى" إن "الإشكالية هي في تشكيل اللجان التحضيرية بالمحافظات، وإن الاتفاق كان على تشكيل اللجان بنسبة واحد لكل الأحزاب السياسية، بحيث تكون نسبة المستقلين تقارب 50%، غير أن الإخوة في الإصلاح حاولوا الالتفاف". وأشار عقلان إلى أن إشكالية أخرى، هي "حول التعامل المالي، ونحن دعونا من البداية إلى أن تكون هناك شفافية، وأن تتم معرفة المبالغ وأين صرفت". وذكر الأمين العام أن الإشكالية الثالثة "تكمن في قيام (الإخوة في الإصلاح) بتسليم دروع لأشخاص خارج الثورة، وكانوا عالة على الثورة، وتم الاتفاق أن يوقع محضر بهذا التصرف من قبل اللجنة". وقال: "طالبنا اللجنة بالقيام بإنشاء نافذة في موقعها على الانترنت في ما يخص المال، ولم يتم عمل ذلك، وتواصلنا مع المسؤولين، ولم يأتوا في الوقت المحدد، ولهم أكثر من أسبوع وهم يقطعون وعوداً بذلك". وأضاف عقلان: "لابد من حل اللجنة، وسنعيد تشكيلها من كل القوى دون استثناء، وسنتواصل مع كل القوى والفعاليات". وحول المال الذي سيتم تحويله، وموقف الجانب الحكومي من إلغاء اللجنة التحضيرية، قال طلال عقلان: "هناك مبلغ 25 مليوناً سيتم صرفه، ونحن اتصلنا برئاسة الوزراء وتفهموا موقفنا، لكن موقف رئيسة اللجنة (حورية مشهور) ضبابي، ويبدو لي أنها تدافع عن طرف داخل اللجنة، قلنا لها لو ترين أن الفشل قد يكون فشلاً لرئيسة اللجنة الوزارية، فهذا خطأ". "الأولى" سألت عقلان، عما إذا كانت هناك خلافات بين مكونات اللقاء المشترك، ألقت بظلالها على عمل اللجنة، لكنه نفى ذلك، وقال: "نحن مكونات شبابية، وهي التي اتخذت القرار، وإن الاشتراكي إذا أراد اتخاذ القرار، فإنه يتخذه في هيئاته، وهذا الموضوع ليس له أية علاقة". "الأولى"، تواصلت أيضاً مع الوزيرة حورية مشهور، رئيسة اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تحضيرات الحوار في هذا المؤتمر الشبابي، وقالت إن "الذي حصل أن المشهد السياسي العام والتوتر الذي يسود بين القوى السياسية يرمي بظلاله على عمل اللجنة". وأشارت مشهور إلى أنه وصلتها رسالة من أحد أعضاء اللجنة أبلغها فيها بأنه "سينعقد اجتماع ويحلون اللجنة". وأضافت مشهور: "لا يحق لأي شخص أو مكون حل اللجنة التحضيرية، لأنها مكونة من أكثر من مكون، ومحل توافق بين هذه القوى". وحول قانونية إلغاء اللجنة، قالت الوزيرة: "ما فيش قانون، والذين انسحبوا يمثلون رأيهم الشخصي"، وقال إنهم سيستمرون بالعمل مع كل الأطراف. وعن صرف مبلغ 25 مليون ريال، أكدت الوزيرة وجود هذا المبلغ والتوجيه بصرفه، وقالت إن "اللجنة الحكومية ملزمة بصرف المبلغ، وإن الشباب المكون الرئيس في هذا التغيير، وهي ملزمة بأن تقدم لهم كل أشكال الدعم، وأن الجانب الحكومي صرف لهم المبنى، ونفذوا بعض الأنشطة، وفي مالية الوزراء يتم الصرف وتصفيتها". وعند سؤال الوزيرة، عما ورد في بيان اللجنة التحضيرية عن أن "الإصلاح" يسيطر على اللجنة، قالت: "أنا سألت حول هذا الكلام، ورد بعض الشباب أنه خالٍ من الصحة". "أعطينا توجيهات أنه لا يستطيع أي طرف الاستفراد بالعمل، لكن هناك أطرافاً تسعى إلى التعطيل، حتى في المؤتمر الوطني العام للحوار، لدواعٍ سياسية، ولذا سينعقد المؤتمر بمن حضر، وهذا يسري على لجنة الشباب هذه". وتحدثت الوزيرة مشهور عن وجود "أجواء من الشحن والتجاذبات تلقي بظلالها على أي عمل، وأن الشباب لهم مرجعياتهم، بالرغم من أننا قلنا لهم اعملوا معا بغض النظر. الناس متفاوتون، وتجمعهم قواسم مشتركة يلتقون عليها". وبحسب الوزيرة مشهور، فإن اللجنة التحضيرية أنشأها الشباب، وهي تهيئ للمؤتمر العام للشباب، الذي من المفترض أن يقدم رؤية الشباب لحل مشكلات الوطن، والمشاركة في ذلك. وقالت مشهور إنه في أبريل الماضي تم تشكيل لجنة وزارية للتواصل مع الشباب، بناء على ما هو منصوص عليه بالآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وإن اللجنة ضمت 10 وزراء عقدوا سلسلة اجتماعات. وأشارت إلى أنه "بسبب انشغال الوزراء كونا لجنة فنية من مدراء عموم الوزراء، وإننا عندما رأينا العمل السياسي سيطغى على العمل الفني، تم التحدث إلى الأحزاب بعدم التدخل في شؤون الشباب". من جانبه، تحدث ل"الأولى" رئيس اللجنة المالية في اللجنة، علي البخيتي، وقال إن اللجنة تم حلها "بعد أن رأينا أن اختلاسات مالية يمكن أن تقع"، وإن اللجنة كان يفترض أن "يتم دعمها من أطراف دولية، وتشرف على ذلك الحكومة اليمنية، غير أنه اتضح أن الحكومة هي من ستقوم بإنفاق المبالغ على اللجنة". وأوضح البخيتي أنهم في وقت سابق "توافقوا على أن تصرف المبالغ عبر الوزيرة حورية مشهور، وأنها اعترضت على حل اللجنة، وقالت إنه لا يحق لكم أن تحلوا اللجنة، وأضافت ضروري تستمرون، واحتمال تمرر المبالغ". وأشار البخيتي إلى أن "100 مليون سيتم صرفها لتنظيم المؤتمر، وأن الأمور أصبحت شبه مسرحية، خاصة بعد محاولة الإصلاح السيطرة على اللجنة ومخرجاتها". وكانت مجموعة كبيرة من المكونات الشبابية الحزبية والمستقلة المكونة للجنة التحضيرية، أعلنت، أمس، في مؤتمر صحفي بمقر حزب "البعث"، حل نفسها. وقال أعضاء اللجنة، في بيان انبثق عن المؤتمر، إن قرار الحل "يأتي بعد أن فشل أعضاء اللجنة في التوصل إلى حل لخلافاتهم الناشئة عن محاولة ممثلي التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمين" الاستئثار بتشكيل المؤتمر العام للشباب عبر تسميتهم لأشخاص محسوبين عليهم على اعتبار أنهم مستقلون وممثلون لبعض تيارات الحراك الجنوبي". وأشار البيان إلى أنه "عند اعتراض بقية المكونات على ذلك، ورفضهم اعتماد أي أسماء كمستقلين أو من الحراك الجنوبي، ما لم يكونوا يحملون تلك الصفة بشكل حقيقي, أصر ممثلو الإصلاح على رأيهم, بل وقاموا بإشهار أسماء مندوبي بعض المحافظات قبل التوافق عليها من اللجان المختصة المكلفة بتشكيلها, إضافة إلى أنهم مارسوا الكثير من المخالفات التي لا يتسع المجال لذكرها". وأوضح البيان أنه تم إقرار "حل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام للشباب لنفسها اعتباراً من (يومنا هذا) السبت الموافق 2/3/2013". كنا أبلغ البيان "رئيس الوزراء ووزيرة حقوق الإنسان بعدم صرف أية مبالغ جديدة تحت مسمى "اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام للشباب"، وحملهم مسؤولية صرف أي مبالغ, ويعتبر هذا بلاغاً لنيابة الأموال العامة لتتحرك في حالة صرف أي مبلغ". وأبلغت اللجنة في بيانها "وسائل الإعلام والجهات المختصة بأن وجود اللجنة أصبح منعدماً بعد إقرار أكثر من 75% من مكوناتها حلها, وبالتالي فلا صفة لأي شخص في تلك اللجنة أو لأية مخاطبات تصدر تحت ذلك المسمى". "إخلاء مسؤوليتنا عن أي تعاملات مالية أو إعلامية أو غيرها ومع أي جهة تحت مسمى "اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام للشباب".." ودعت اللجنة إلى "إبلاغ رئيس الوزراء والمختصين بأن يكلفوا لجنة حصر ومحاسبة لتقوم بتوريد ممتلكات وأرصدة اللجنة إلى الخزينة العامة التي مولت تكوينها, وكون النظام الأساسي للجنة ينص على أن تؤول كل ممتلكاتها وأرصدتها إلى الخزينة العامة". كما "دعت كل المكونات الشبابية للعمل على إنشاء لجنة جديدة تُستَوعب فيها كل المكونات دون إقصاء أو تهميش، بغرض الخروج برؤية شبابية موحدة, تعالج كل القضايا المطروحة على الساحة اليمنية, وتُرفع إلى مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده قريباً". وقع على بيان اللجنة "تكتل شباب الثورة (اشتراكي)، وهم: طلال عقلان، أمين عام اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام للشباب، عفراء الحبوري، رئيسة محور صنعاءعمران ريمة الأمانة، هادي القانصي، رئيس اللجنة الفنية، وخطاب الصوفي. وعن اللجنة الشبابية للحوار الوطني (مستقلين)، وقع: الشيخ ناصر أحمد شريف، نائب رئيس اللجنة لشؤون المحافظات، وكذا "إحياء" للقوى الثورية، من حزب "البعث"، وعنهم: عبدالرحمن الحميري، مقرر اللجنة، وتكتل شباب العدالة والبناء، ومنهم د. عبدالله الشامي، أمين عام مساعد اللجنة. وعن شباب الصمود (الحوثيين): خالد المداني، نائب رئيس اللجنة، أشواق المأخذي، عضو محور صنعاءعمران ريمة الأمانة، ومصطفى الضحياني، رئيس محور صعدة حجةالجوفالحديدة. وعن الملتقى العام للقوى الثورية : علي البخيتي، رئيس اللجنة المالية. - صحيفة الاولى .