هي أقرب إلى معجزة، ف"ساندهيرست" لا يدخلها العرب العاديون، بل دخلها ثلاث ملوك حكموا الأردن "طلال، حسين، عبد الله"، وسلطان عمان "قابوس"، وأمير قطر "حمد"، وملك البحرين "ناصر"، وحاكم دبي "محمد بن راشد"، وقائد الحرس الوطني السعودي "متعب"، وأمير حائل "سعود".. ثم دخلتها "فتحية الحمادي" و"قبول الصعدي" من اليمن، ولم يكن يخطر ببال أحد أنهما بنات أسر فلاحية كادحة إلتحقن بالأمن المركزي ليخدمن الوطن ويكسبن قوت اسرهن بشرف،، ف"ساندهيرست" أعرق كلية عسكرية بريطانية تأسست عام 1947م لإعداد وتأهيل نخب الجيش البريطاني..!! هذه الفرصة الذهبية لإبراز جدارة المرأة اليمنية صنعها العميد "يحيى محمد عبد الله صالح"- رئيس أركان الأمن المركزي ومؤسس الشرطة النسوية.. فهو من أقنع البريطانيين بقبولهن، وهو من راهن على تميزهن، وتصدى لكل محاولات سرقة الفرصة لصالح أبناء المتنفذين!! "قبول" و"فتحية" التحقتا بالأكاديمية الملكية العسكرية "ساندهرست" في مايو 2008م وأمضيا عاماً كاملاً من الدراسة النظرية والعملية في الأكاديمية، وتخرجتا يوم 7 أغسطس 2009م، ليسجلن للمرأة اليمنية بذلك سبقاً عربياً، يستحق فخر كل النساء، والرجال المؤمنون بالمرأة، وإرادتها، وحقها في الفرص المتكافئة! من أظرف مفارقات اليمن، أن من يحرمون على المرأة حق العمل، والترشيح بالانتخابات، ويعدونها جسداً للاستمتاع بعمر تسع سنوات، هم من يقدمون أنفسهم اليوم كرعاة "الدولة المدنية"، ويشتمون من أخذ بيد المرأة اليمنية لتقف في مصاف الملوك والأمراء في "ساندهيرست" الملكية البريطانية!!