اختتم رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي،، أمس، جولة مكوكية في أمريكا وأوروبا بزيارة خاطفة إلى المملكة العربية السعودية، قبل أن يعود إلى العاصمة صنعاء. ووصل هادي، صباح أمس الأول، إلى العاصمة الألمانية برلين، حيث استقبلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في قصر المستشارية. وقال هادي في مؤتمر صحفي، مع المستشارة "ميركل" حول مخاطر انفصال جنوب اليمن التي يدعو إليها الحراك الجنوبي، قال: "في حراكين في الجنوب، حراك سلمي وحراك غير سلمي، هذا (الأخير) يستخدم السلاح، ومدعوم من إيران.. الحراك المسلح هو من يريد الانفصال". وأضاف: "ليس الجنوب كله يريد انفصال.. أنا رئيس اليمن وأنا من الجنوب.. ورئيس الوزراء الجديد من الجنوب، في حكومة الائتلاف". من جانبها، قالت المستشارة الألمانية إنه من الواجب الحفاظ على "الوحدة اليمنية التي تم بناؤها منذ مئات السنين، والعمل على تطويرها وتماسك الشطرين وحل المشاكل"، داعية كل السياسيين اليمنيين والقوى الشعبية إلى العمل على الحفاظ على هذه "المنجزات". وبحسب مصدر رسمي حكومي، فقد عقدت مباحثات رسمية بين الجانبين، قال فيها هادي "إن ألمانيا تعد الداعم الأوروبي الأكبر على مختلف المستويات لليمن"، منوها ب"الدور الحيوي والبناء في مساندة اليمن في خطواته السياسية نحو التغيير المرتكز على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والتي مثلت المخرج الأسلم لخروج اليمن إلى بر الأمان". ولفت هادي "إلى الخطوات التي قد تم اتخاذها عبر تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة الخليجية"، وقال: "نحن بصدد الإعداد المناسب لولوج مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي ستشارك فيه كل القوى السياسية، ويتم فيه مناقشة كل الملفات والقضايا من خلال طاولة حوار مستديرة لا يستثنى منها أحد". وتطرق الرئيس هادي إلى "ما عاناه اليمن ويعانيه من تنظيم القاعدة الإرهابي، وتداعيات ذلك على مجمل الأوضاع الاقتصادية والمعيشة والأمنية في البلد"، حسب قوله. وأضاف أن "دحر وهزيمة تنظيم القاعدة في اليمن ستمثل بداية النهاية للعناصر الإرهابية من شبه الجزيرة العربية". واستعرض هادي مع المستشارة الألمانية "طبيعة الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، واحتياجات ومتطلبات اليمن التنموية، خصوصا جوانب التربية والتعليم والصحة العامة والسكان والصرف الصحي". معبراً عن "تطلعه في الاستثمارات الألمانية والأوروبية، وتدفقها إلى اليمن، التي سوف تدعم الاقتصاد وتفرض الأمن والاستقرار في اليمن". في سياق الزيارة، وصل الرئيس هادي إلى العاصمة الفرنسية باريس، عصر أمس الأول، وكان في استقباله بقصر الإليزيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وعقدت جلسة مباحثات رسمية بين الجانبين. ونقل مصدر حكومي رسمي لوكالة "سبأ"، عن هولاند قوله: "لقد كنا متابعين كل مجريات الأحداث في اليمن العام الماضي، وحتى الآن، وتابعت شخصيا جهود فخامتكم الكبيرة التي مكنت اليمن من الخروج من الأزمة والنجاح في سير العملية السياسية والديمقراطية في بلدكم بصورة مشجعة جدا إذا ما قارنا ذلك بظروف أخرى جرت في أماكن أخرى". وأشار الرئيس الفرنسي في عرضه إلى "التحديات والعقبات التي تقف أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة"، وقال: "نحن مستعدون لمساعدة اليمن من أجل خروجه من الأزمة، واستعادة الأمن والاستقرار". وأضاف: "إن فرنسا شريك جدي مع اليمن، ونتفهم ما تواجهه من تحديات ومصاعب، ونريد أن نؤكد لكم هنا أننا معكم سنتعاون بصورة استراتيجية على المستقبل المنظور والبعيد، ونحن نريد أن نرى اليمن في وضع مستقر بكل خدماته التحتية، وسنساهم في شبكة الكهرباء ومشاريع تحتية أخرى، وسنكون قريبين مع اليمن في التعاطي على مختلف المستويات". وفي ذات الزيارة، التقى الرئيس هادي في باريس الرئيس التنفيذي لشركة توتال لاستكشاف وإنتاج النفط في اليمن، ومعه مدير دائرة الشرق الأوسط للشركة. وأوضح مصدر حكومي أن اللقاء ناقش "الموضوعات المتصلة بالشراكة الاستراتيجية القائمة بين الطرفين، وطبيعة سير العمل والأداء في الواقع على الأرض". واعتبر هادي "أن شركة توتال شريك استراتيجي على المدى الطويل في اليمن، وتعتبر من أكبر المستثمرين في مجال استخراج النفط والغاز، والمعنية بتصدير الغاز المسال إلى الخارج". كما تمت مناقشة طبيعة التسويق والأسعار والظرف الزمني الذي تمت به الاتفاقية مع شركة توتال وكيفية تقلبات الأسعار، والتحولات الكبيرة في هذا الموضوع، حيث أصبحت الكثير من المصانع ومحطات إنتاج التوليد الكهربائي اليوم تعتمد على الغاز. وشدد الرئيس هادي على "ضرورة التحاور والعمل من أجل وضع اتفاق جديد يتواكب مع الوضع الحالي حتى لا يكون هناك إجحاف في حق أي طرف من الطرفين، وكذا أهمية تفهم الموضوع من قبل الشركة وفقاً للمعطيات الجديدة". وكان الرئيس هادي اختتم برنامج جولته الدولية، بزيارة خاطفة للمملكة العربية السعودية، والتقى فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك المملكة، في جدة. وأشار مصدر حكومي إلى أن هادي قدم للملك عبدالله واجب العزاء في وفاة أخيه، وكذا الشكر الجزيل لما قدمته حكومته "من دعم سخي في مؤتمر المانحين الذي عقد في الرياض، وفي مؤتمر أصدقاء اليمن". كما عبر هادي عن "تقديره الكبير للمواقف الرائعة والطيبة لخادم الحرمين الشريفين من أجل خروج اليمن من أزمته، وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن 2014 و2051"، بحسب المصدر الحكومي. في تصريح له، لوكالة "سبأ" الرسمية، قال هادي، لدى وصوله مطار صنعاء، إن جولته "كانت ناجحة وموفقة بكل المقاييس، وتم فيها بحث القضايا ذات الصلة المباشرة بترجمة التسوية السياسية بمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن".