لا يمكن اعتبار تصريح الشيخ "الشايف" الاخير مفاجئا، بإعلانه الوقوف مع عاصفة الحزم. فهذا الموقف يتناسب وما صرح به منذ بدء الأزمة اليمنية، بوقوفه مع الرئيس "عبد ربه هادي" ومغادرته الى عدن، وتأييده بعد ذلك للحرب السعودية ومغادرة "هادي" اليمن الى الرياض، مع بدء الضربات الجوية. لكن أهمية هذا التصريح، انه يخرج من الرياض ومن على قناة سعودية، بعد عدة لقاءات قام بها الشائف في الرياض مع سفراء السعودية وأمريكا وبريطانيا لدى اليمن. فما هي الصفة السياسية والدبلوماسية، التي جمعته بالسفراء الثلاثة في الرياض قبل ايام؟ الشيخ محمد ناجي الشائف وهو أحد معاوني الرئيس السابق " علي عبد الله صالح" ونجل شيخ مشائخ قبيلة "بكيل " كبرى القبائل اليمنية الى جانب قبيلة "حاشد"، لهذا يؤخذ تصريحه الأخير .. بمثابة الرد السعودي على مبادرة "صالح" ، ودعوته للحوار. اي ان السعودية رفضت دعوة ومبادرة "صالح". رسالة "بكيلية" لحاشد من الرياض.. هذا من جهة، اما من جهة اخرى فيمكن الذهاب لابعد من هذا، واعتبار ذلك رسالة الى شيوخ قبيلة "حاشد" وعلى رأسهم الشيخ- الاصلاحي "حميد الاحمر" الذي التزم الصمت السياسي مؤخراً. هذه الرسالة "البكيلية" من الرياض يمكن فهمها ان بكيل الان، قد تلعب دورها المسلوب سياسيا منذ السبعينات، بعد دعم السعودية لحاشد سياسيا وجعلها اقوى نفوذا فربما هي رسالة غضب لحاشد، بعد ضعف زعماء حاشد وعدم قدرتهم على السيطرة بعدما انضمت غالبية اجزاء حاشد للحوثيين. وهذا يعني فداحة الخسارة السعودية التي عمدت لكسب القبائل منذ عقود. مع ان الدعم المالي لبكيل وحاشد من السعودية لم ينقطع، و بحسب مذكرات الشيخ "سنان ابو لحوم" الشيخ الروحي لقبيلة بكيل، ان زعماء القبائل كانوا يستلمون رواتب من السعودية. وقد أورد كتاب " صراع سياسي في الجزيرة العربية" للباحث الأيرلندي فريد هاليداي رقم 3 مليارات دولار كميزانية سنوية للسعودية في انفاقها على القبائل اليمنية . اذا من الطبيعي ان نتوقع دعم هذه القبائل للسياسة السعودية في اليمن، لكن قبيلة "بكيل" لم تحظى بالرضا والقبول الذي كانت تحظى به " حاشد" عند السعودية في حياة الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر ولعل وفاة شيخ حاشد، قد اثر على علاقة ال الأحمر بالسعودية، وزاد طين العلاقات بلة، وقوف قبائل حاشد مع حركة الحوثي في استيلائها على مناطق حاشد خاصة في عمران وصنعاء. اذا نحن نتحدث عن اعادة رسم للقوة والنفوذ القبلي، بحسب القرب والبعد من السعودية، التي حيدت "بكيل" لوقت طويل بسبب مواقف الشيخ سنان " أمده الله بالصحة والعافية" الذي اتهم انه يدعم الاشتراكيين والبعثيين. من هنا تكمن قراءة موقف الشيخ الشائف .. التي سبق واعلن عنها بأكثر من طريقة ومكان ، احدها قناته التلفزيونية "ازال" فهي غير مفاجئة للمتابع، ... لكنها مقلقة بالنظر لخارطة الصراع اليمني - القبلي .. والدور الذي يمكن ان تلعبه السعودية في هذه المنطقة.
الصورة 1- الشيخين سنان والأحمر مع صالح في التسعينات *الصورة 2- للشيخ الاحمر " حاشد" والشيخين سنان وأبو راس بكيل قبيل الثورة في الستينات