وجدت الأنسَ في ذكراك أُقسم أنني أهواك وأعجز عن مديحك سيدي سبحان من سواك وتهفو النفس لِلَّقْيَا أزور بطيبةٍ مثواك يكاد الشوق يفتك بي متى يا سيدي ألقاك أنا يا سيد الثقلين أبدو حائراً لولاك أنا إن طُفتُ سيرتكَ الحميدةَ أستبينُ رُؤاك هتفت و دونما شك ولا ريب أكاد أراك * * * ولما أن قسى قلبي وكاد الذنب يُرديني وكدت أتوه من حينٍ بلا هدف إلى حين ذكرتك أنت لي روحٌ تُعَرِّج في شراييني أنا والله لن أنساك أنت بِ قُرَّةِ العين أنا يا سيدي أضحت سهامُ الكرب تُؤذيني فَيَمَّمْتُ السبيلَ إليك أطمعُ أن تُداويني وجئتُ أحج بيت الله والبشرى تُوافيني * * * حَلَلْتُ بِطيبة – لله – ما أحلى نواحيها مدينة سيدِ الثقلين يعجز من يباريها أحس برهبة لَمَّا أجولُ بناظري فيها وروحانيةً غمرتْ فؤادي فَانْبَرَى تِيهَا أراك وحولَك الأصحابَ أنفسَهم تُزكيها وأذكر هاهنا الأنصارَ أجدادي أهاليها تلاقت بيننا الأرواحُ ما أسمى تلاقيها * * * أتيتكَ في (المدينة) والهوى ينساب في القلب بلادٌ بُوركت و لاَنْتَ فيها النور من ربي أهيمُ بِحبها أهوى بِأَنْ أقضِي بها نحبي وَطُفْتُ دُروبها بَحثاً عن المختار في الدرب وجئتُ (قُبَا) وأولُ مسجد يُبنى جَلا كربي وزرت (أُحد) كأنك فيه والإحزان في القرب وجئتكَ يا أبا الزهراء أشكو لَوعة الحب * * * أتيتك يا رسول الله والأشواق تَتَّقِدُ أنَخْتُ رواحلي في طيبة طابت لمن يَرِدُ ذكرتك إذ رماني الحب في مثواك إذ أَفِدُ وتحت القبة الخضراء طِيبُ شَذَاكَ إذ أَجِدُ يَتِيهُ ثَراك إذ أضحى بخير الخلق ينفرد فلا هَمٌّ بروضتكم ولا حُزن ولا كَمد فأَهتفُ سيدي صلى عليك الواحد الصمد * * * وقفتُ أحسُّ في الأعماق وَقْفَةَ رَهْبَةٍ حَرَّى هنا مثوى حبيب الله قبرٌ يبعثُ الذكرى وَيُهدي الكون آياتٍ تَبث العز والطهرا أتيتُ أسَلِّمَنَّ عليك سِراً شِئتَ أو جهرا ودمعي يَمَّمَتْ خَدي لها في حبكم مجرى ذنوبي قد أصابتني فهل ألقى لها جَبْرا وغأيةُ مطلبي كنْ لِي شفيعا يا أبا الزهرا * * * تثور بخاطري عِبَرٌ على مَهَلٍ وتَضْطَرِمُ وعذرا يا حبيب الله إذ ما أحجمَ القلم وحل بساحتي خجل وتاهت من فمي كَلِمُ أنا في حضرةِ المختار حيث الطهرُ والحرم وظَيفك يا رسول الله كدت أراك تبتسم بكم يا سيدي أسمو فما زلت بكم قدم ويكفي أن من لباك لن ينتابه ندم * * * ذكرتك إذ أتيت (حِرَا) وجئت بلهفة للغار وقفت أمام باب الغار أرقب رهبة الآثار هجرت معاشراً تبغي و تبعثُ صولةَ استكبار فَغُيِّرَ من هنا التاريخ فاضت من هنا الأنوار أكنت هنا تناجي الله ترجو الواحد القهار وكنت هنا وجاء الروح يعلنُ حالةَ استنفار ولستَ بقارئ فاقرأ فأنت المصطفى المختار * * * سَكَنْتَ جوارحي ومَلَكْتَ تفكيري وإحساسي وحُلْتَ بخاطري تمشي على عيني على راسي فَخُذْ يا سيدي دمعي وأقلامي وقرطاسي وخذ روحي فَدَتك الروح خذ جَلَدِي وخذ بَاسِي و شُلَّتْ كَفَّ رسام تَمَخَّضَ رِجْسَ أَنْجاس فلن تؤذيك عربدةً لوسواسٍ وخناس ويكفي بالصلاة عليك ألقى طِيْبَ أنفاسي * * * أمام القبر ما أَنْسَ وداعا حَزَّ في صدري ودمعا في رُبَا الخدين ما أقساه إذ يجري لئن غادرتُ خذ روحي بحبك دائما تسري تَراني هل أزورك بعدها إن طيل في عمري وهل بعد اللقا يا سيدي ألقاك من يدري فأنت بخاطري ألقاك في سري وفي جهري وأختم بالصلاة عليك أُفَوِضُ بعدها أمري _____________________ فؤاد الشرعبي يوم الثلاثاء 16 ذي الحجة بعد صلاة العصر على سطح المسجد الحرام – مكةالمكرمة تم الانتهاء من إعدادها وتنقيحها يوم الخميس 22 محرم 1429ه