في جمعتين متتاليتين من هذا الشهر الفضيل حلت ذكريات عظيمة على قلوبنا جميعا. في الجمعة الماضية صادفت ذكرى حرب العاشر من رمضان 1973م المجيدة بين العرب وإسرائيل تلك الحرب البطولية التي انتهت بهزيمة إسرائيل وقضت على طموحاتها التوسعية في الوطن العربي ولولا تدخل القوى الإمبريالية لتغيرت خارطة المنطقة عندما اجتاز أبطال الكنانة خط (بارليف ) الأسطوري الذي كانت تتباهى به إسرائيل. اليوم تحل علينا ذكرى عزيزة إنها ذكرى غزوة بدر الكبرى التي وقعت في السابع عشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة وأطاحت برؤوس أهل الشرك والضلال وأرست اللبنة الأولى لمبدأ الجهاد والذود عن حياض الدين وماهي إلا سنوات قلائل حتى أذن الله لدينه أن ينتشر على أرجاء واسعة من المعمورة وأن يدك عروش طغاة فرس والروم تلك الإمبراطوريتان اللتان سامت العرب كل صنوف الإذلال والامتهان. المتأمل لحالنا اليوم سيتفطر أسى ولوعة للحالة التي وصلنا إليها من التشظي والشتات ما جعلنا أضحوكة بين الأمم لا يهاب جانبنا ولا يخشى من غضبنا. فهناك في مصر انقسامات شديدة تنذر معها بسوء العواقب لا سمح الله وهذا ما نخشاه على البلد العزيز على قلوبنا ظئر العرب وبيتهم ألأول ونسأل الله أن يصلح الفرقاء وأن نرى مصر موحدة كريمة عزيزة بجيشها وأهلها. الغريب في الأمر أن كثيرا مما يحدث في بلداننا العربية هي من صنع أبنائها للأسف فهناك دولا امتلكت المال فسخرته في شراء الزيت لتصبه على النيران المشتعلة في أكثر من بؤرة في الوطن العربي الكبير حيث غاب عن خلدهم أين يكمن عدوهم الأول ولا أدري بأي عقلية يفكرون. كم أتمنى وبلا شك يشاركني الكثير أن أرى اليوم الذي يبدأ فيه العرب للملمة جراحاتهم وتغليب مصالح الأمة وأن يكبر حكامهم على ذواتهم ويعودوا إلى رشدهم بنكران ذات متناسين خلافاتهم فنحن لا تنقصنا الإمكانات بقدر ما تنقصنا النوايا الصادقة. شهر مبارك ودعوة صادقة أن يعيد الله علينا هذا الشهر وقد تحقق لأمتنا ما تصبو إليه من رفعة ومنعة وتوحد.