تلقى تحركات مليشيات الحوثي المسلحة في باب المندب والمناطق الساحلية اهتماما كبيرا في الأوساط السياسية والعسكرية المصرية، حيث يعتبر الكثير من المتخصصين والسياسيين المصريين أن تلك التحركات تمثل تهديدا للأمن القومي المصري، وهو ما يحتم على مصر تحمل مسئوليتها لمنع المجموعات المسلحة من السيطرة على المناطق الاستراتيجية على طول الشريط الساحلي اليمني على البحر الأحمر. صحيفة البديل المصرية في نسختها الإلكترونية أجرت استطلاعاً مع العديد من السياسيين والمتخصصين، حول مدى الخطورة التي تشكلها سيطرة جماعة الحوثي على باب المندب، وكذا تداعيات الوضع المرتبك في اليمن على جمهورية مصر العربية.
وفي هذا السياق أكد عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع المصري أن ممر باب المندب في خطر في ظل الأوضاع المتصاعدة والعنيفة في اليمن، وأضاف بأنه من المفترض أن يكون لمصر تأثيراً في الأوضاع في اليمن، مشيراً إلى نظام مبارك نزع أدوات التأثير التي تضمن دور لمصر سواء افريقيا أو عربياً.
وأشار إلى أن الاستراتيجية القديمة للدولة المصرية تؤكد على ضرورة التواجد بقوة في دول منابع النيل، وكذا في باب المندب، لما لهما من أهمية ونتذكر جميعا ما كان لعمليات القرصنة البحرية من تأثير سيئ.
وأوضح مغاوري بأن اليمن صار اليوم فعلياً ضمن مخطط التقسيم الذي أعدته الدول الغربية وتم تقسيمه حالياً الى 6 أقاليم تحت مسمى الكونفدرالية، ولكن الأحداث على الأرض تؤكد أن الأمر قد يتطور، مشيرا إلى أن جماعة الحوثيين تسيطر على أجزاء من اليمن، وكذلك الحراك الجنوبي، مؤكداً بأن كل ذلك يشكل خطراً فعليا على ممر باب المندب وهو ما يجعلنا نتخوف من محاولات التدخل العسكرية الأجنبية لتتحول بعدها هذه المنطقة إلى منطقة صراع أكثر كثيراً مما هي فيه الآن كما حدث من قبل في منطقة القرن الأفريقي .
وشدد على أن مصر لا يجب أن تقف متفرجة هكذا إزاء الوضع في اليمن، حتى لا تأتي جماعة مسلحة تعادي مصر وتفرض سيطرتها على باب المندب، وتغلقه علينا، لافتاً إلى أن الأممالمتحدة تتدخل في الوضع هناك، وقد تضع اليمن في خانة البند السابع من قانون العقوبات الدولي وهو ما يفرض تدخلاً اجنبياً ضد جماعات بعينها.
من جانبه قال اللواء نبيل أبو النجا أحد مؤسسي الفرقة 999 بالصاعقة المصرية أكد بأن بالفعل الأوضاع المضطربة في اليمن تبعث على القلق، لكنه أوضح بأن إغلاق مضيق باب المندب ليس سهلا.
وقال بأن على مصر أن تتواجد في الأماكن التي تلامس أمنها القومي، مستبعداً أن يكون هناك تدخل مباشر للجيش المصري في أي مكان خارج حدود مصر.
من جانبه نقلت صحيفة البديل عن الدكتور سعيد اللاوندي المتخصص في العلاقات الدولية، أن الخوف طبعاً قائماً حول ممر باب المندب، كون الشعب اليمني منقسم ولديه اضطرابات كبيرة، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدةالامريكية تولي اهتماماً خاصاً لليمن وكأنها مقاطعة امريكية، كونها تخشى على هذه المنطقة الحساسة من الوقوع تحت سيطرة روسيا.
