انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    الريال ينتظر هدية جيرونا لحسم لقب الدوري الإسباني أمام قادش    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك    جامعة صنعاء تثير السخرية بعد إعلانها إستقبال طلاب الجامعات الأمريكية مجانا (وثيقة)    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خفايا وتفاصيل تنشر لأول مرة عن انتشار القاعدة في العدين وصراعهم مع الحوثي في السيطرة على المديرية
معلومات حصرية
نشر في يمن برس يوم 16 - 12 - 2014

شهدت اليمن خلال السنتين الماضيتين وخصوصاً الأشهر الأخيرة، أحداثاً ووقائع خارج نطاق التوقعات، غابت معها سلطة الدولة، وسلطة المؤسسات الشرعية، وحضرت الفوضى كواقع يجب على الجميع التعايش معه.

في هذا التقرير سنسلط الضوء على حدث من تلك الأحداث الغير متوقعة، ألا وهو سيطرة تنظيم القاعدة على مديرية العدين بمحافظة إب وسط اليمن، وسنكشف بعضاً من خفايا الوجود القاعدي في العدين، كما سنورد معلومات وتفاصيل دقيقة تنشر لأول مرة، استقيناها من مصادر أمنية ومحلية، وشهود عيان موثوقين، حول قصة قاعدة العدين، منذ دخول أول عنصر من القاعدة إلى المديرية، وحتى سيطرة الحوثيين عليها، بعد خروج آخر مقاتلي تنظيم القاعدة منها.

البداية
بعد انهيار إمارة " أنصار الشريعة " القاعدة في أبين، وقبل منتصف عام 2012م بشهر واحد وصل شخص يدعى (بشير الطويل) إلى قريته ومسقط رأسه " أبنان " التابعة لعزلة الأسلوم من ناحية حزم العدين، وهناك بدأ يبث فكر القاعدة بين الشباب، واتصل بشخص آخر يدعى (ياسر علي عبد الله السلمي)، وهو من أبناء قرية (الدهيمية) من عزلة الأسلوم، وأحد المعتقلين السابقين في (جوانتنامو)، وقد تم الإفراج عنه من قبل السلطات الأمريكية، وتسلمته اليمن ضمن 6 معتقلين آخرين في 20 ديسمبر 2009م، علماً أنه كان معتقل هو وشقيقه (صلاح علي السلمي) الذي توفي في (جوانتنامو)، وحينها قال شقيقه ياسر أن وفاته كانت جراء التعذيب الوحشي الذي مارسته عليه سلطات المعتقل، علماً بأن جثمانه أعيد لليمن في يونيو 2006م .

والتقى بشير الطويل بياسر السلمي، وكانت نتيجة لقاءهما في سبتمبر 2012م تأسيس أول معقل لتنظيم القاعدة بمنطقة " المقربة " التي تقع على مفترق طرق الأسلوم وبني عبد الله والأجعوم وبني عمران وغيرها ، علماً بأن أسرة آل الطويل، الذين يسكنون في قرية " أبنان " هم أخوال المعتقل السابق في القاعدة ياسر السلمي.

المقر الأول
بعد ذلك،، اتخذ عناصر القاعدة من أحد البيوت المهجورة في قرية " المقربة " مقراً لهم، وقد ظل ذلك المنزل مقراً لهم حتى وصله الحوثيون في 6 نوفمبر 2014م، وقاموا بتفجيره، بعد انسحاب عناصر القاعدة منه، دون مواجهات أو خسائر.

وبحسب المصادر فإن (بشير الطويل) يعتبر القائد الفعلي للقاعدة بمنطقة حزم العدين، كما أن نشاط القاعدة كان قد كان قد توسع، خلال السنوات السابقة، بحيث انضم إليهم بعض الشباب، وكانوا يخرجون إلى منطقة جبلية مهجورة تسمى " خرشبة "، وهي منطقة مليئة بالكهوف والتحصينات الطبيعية، وتقع بين جبلين، وتتبع قرية (بني عمر) التابعة لعزلة بني عبد الله، وفي هذه المنطقة كانت القاعدة تدرب المنضمين إليها على أساليب القتال.



سيطرة تامة
وأضافت المصادر أنه بعد ذلك قام عناصر القاعدة بإقامة نقطة عسكرية بمنطقة (المقربة)، ورفعوا علم القاعدة فيها، ومنعوا جنود الأمن والجيش، وكذا موظفي الدولة، من دخول المنطقة، وحدث أن اشتبكوا أكثر من مرة مع الأطقم العسكرية، وقد امتنع جنود الدولة وموظفيها وكذا المسئولون الأمنيون عن دخول تلك المناطق بالبدلة العسكرية، خشية اعتراضهم من قبل عناصر القاعدة، وكان كل هذا – بحسب المصادر - يحدث بعلم السلطات المحلية والأجهزة الأمنية في الحزم وإب، حيث رضخت الأجهزة الأمنية بمدرية الحزم للأمر الواقع، وامتنعت عن إرسال أي جندي للمناطق التي سيطرت عليها القاعدة، والتي امتدت في ذروة نشاط القاعدة من منطقة (نجد العدن) إلى حدود مديرية (جبل رأس) التابعة للحديدة.

وتشير المصادر إلى أن تنظيم القاعدة فرض نفوذه خلال فترة ما قبل نوفمبر الماضي على عزل ( الأسلوم، الأبعون، بني عبد الله، بني عمران، جبل حريم، الأحكوم، بني أسعد، المجاهدة، الأهمول، المزارقة ).

ارتياح
وقالت المصادر أن الواقع الذي فرضه عناصر القاعدة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم قد قوبل بارتياح واسع في أوساط المواطنين، وبالتحديد ما يتعلق بمنع الجنود والموظفين الحكوميين، والسبب في ذلك أن القاعدة كانت لا تأخذ من المواطنين أي مبالغ نقدية، ولا تفرض أي إتاوات، كما أن عناصر القاعدة أنشئوا ما يشبه المحكمة المصغرة في منطقة (المقربة)، كما أنهم كانوا يتدخلون للإصلاح بين الناس، ويرفضون أخذ أي أموال، وكانوا ينصفون كل من يأتي إليهم شاكياً، من خصمه، كائناً من كان، وبلغ الأمر – بحسب المصادر - أن مدير أمن مديرية الحزم، كان يفرج عن أشخاص محتجزين في سجن إدارة الأمن بمجرد اتصال من (بشير الطويل)، زعيم القاعدة في المنطقة.

ومن الأمور التي ساهمت في تقوية واتساع شعبية القاعدة في حزب العدين، بحسب المصادر، أن عناصر القاعدة، كانوا يقبلون كل من انضم إليهم بغض النظر عن ماضيه، وعن الأعمال التي أقترفها، وهو الأمر ذاته الذي يتميز به الحوثيون اليوم.

وتشير المصادر إلى أن عناصر القاعدة في العدين، قاموا بإيواء لصوص وقطاع طرق، كما أن عدد من طلاب المدارس تركوا الدراسة والتحقوا بصفوف القاعدة، كما انضم إليهم عدد من أفراد فئة المهمشين، أو من يعرفون ب" الأخدام ".

وأضافت المصادر المحلية، أن عناصر القاعدة خلال فترة استيلاءهم على العدين قاموا بهدم أضرحة الأولياء، كما أنهم كانوا يبيعون سيارات وأطقم الجيش والأمن التي كانوا يستولون عليها بأسعار زهيده، لكن الناس كانوا يحجمون عن شراءها خشية وجود شرائح تتبع في تلك الأطقم والسيارات، بحسب ما كان يشاع في تلك المناطق.

قوام التنظيم
أفادت المصادر أنه في ذروة نفوذ تنظيم القاعدة في حزم العدين، بلغ عدد أعضائها 60 فقط، أغلبهم من منطقتي الأسلوم والأحكوم.

وخلال تلك الفترة، انضم إلى صفوف القاعدة الشيخ ( أمين الحكمي)، وهو من وجهاء عزلة (الأحكوم)، ولديه نفوذ في العديد من قرى منطقته، لكنه كان شخص سيء السمعة، وقد اشتهر بممارسة التقطع والنهب، لكن انضمامه للقاعدة كان له تأثير على عدد من الشباب، الذين اندفعوا للانضمام لتنظيم القاعدة، وخاصة الشباب المعدمين، الذين كان همهم الوحيد هو الحصول على مصاريف الأكل والشرب، وكذا قيمة " القات ".

وفي تلك الفترة، كان يتوافد عليهم بعض الأجانب، بمعدل شخص واحد كل أسبوع، لكنهم كانوا لا يمكثون سوى بضعة أيام ثم يغادرون إلى جهة غير معلومة، بحسب المصادر.

معقل جديد
في مطلع العام الحالي انتقل معقل تنظيم القاعدة في مديرية حزم العدين من منطقة (المقربة) إلى منطقة " الغياط "، وهي منطقة جبلية وعرة تقع بين الأحكوم وجبل حريم، ومدخل منطقة " الغياط " يبعد عن سوق " الفنج " الشهير كيلو متر واحد فقط، ولم يبق لهم في منطقة " المقربة " سوى تواجد رمزي، ورغم أنه لم تتضح أسباب انتقالهم من معقلهم الأساس، إلى معقل آخر، لكن المصادر رجحت أن ذلك يعود ربما لاستشعارهم خطر القصف من قبل الطائرات الأمريكية بدون طيار، ما دفعهم لاختيار معقل أكثر تحصيناً ووعوره في منطقة " الغياط ".

وتفيد المصادر أنه بسبب تواجد عناصر القاعدة، وتوسع نشاطهم في تلك المناطق، تزايدت عمليات الرصد من قبل الطائرات الأمريكية بدون طيار، التي كانت تجوب سماء المنطقة بشكل دائم.

استقطاب أبناء المشائخ
تشير المصادر إلى أن بعض وجهاء تلك المناطق كان يتعامل مع القاعدة كقوة جاهزة يمكن استئجارها والاستقواء بها كلما نشبت له مشكلة مع شخص أو طرف آخر، وقد حدثت حالات مشابهه أكثر من مرة.

وفي المقابل،، حرص قادة القاعدة على استقطاب أبناء المشايخ والوجاهات، وكادوا ينجحون في هذا، لولا تسارع الأحداث، كما أنهم كانوا يحرصون على حضور المناسبات المختلفة للأهالي، كالأعراس، وكذلك الأعياد، وكذا مناسبات العزاء وغيرها، كما أنهم كانوا يستغلون تلك المناسبات للترويج لأنفسهم وقناعاتهم، من خلال إلقاء كلمات ومحاضرات يضمنوها أفكارهم وتوجهاتهم.


دور " البعني " في دعم القاعدة
تشير المصادر إلى أن عناصر القاعدة نسقوا مع الشيخ علي عبد الله البعني، وهو أحد وجهاء (الأبعون)، وأحد المغامرين والراعي للعصابات وقطاع الطرق، ( بحسب المصادر )، وقد تنامى نفوذه مؤخرا حتى تجاوز منطقة الأبعون إلى مناطق مديريتي الحزم والعدين وجبل عارش، وقد عرف عنه ممارسة التقطع والنهب، وخصوصا نهب السيارات، كما أن ( البعني ) استقطب عدد من الشباب من أقاربه لتنظيم القاعدة، وقام بتجنيد العديد منهم لصالح التنظيم، كما أنه كان ينادى بمناصرة القاعدة، وكان دائم الانتقاد لعدم قيام الدولة بالتحاور مع عناصر القاعدة، واكتفائها بالتعامل معهم أمنياً فقط.


ما قبل دخول الحوثيين
توالت الأيام، وحدث ما لم يكن في الحسبان، كسقوط العاصمة صنعاء بيد الحوثيين، وقيامهم بعد ذلك باجتياح المحافظات الغربية والوسطى الواحدة تلو الأخرى، ووصلت مجاميع مسلحي جماعة الحوثي إلى مدينة إب، وكان ذلك متزامناً مع تزايد طلعات الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق سماء إب، وبالتحديد المناطق التي تسيطر عليها القاعدة، وحينها بدأ تنظيم القاعدة في حزم العدين يستشعر الخطر، وتدارس أعضائه وقياداته الأمر، وقرروا الهجوم على مركز مديرية العدين، وقد نسق عناصر القاعدة مع علي عبد الله البعني لتنفيذ هذا الهجوم، وبالفعل جهز تنظيم القاعدة قرابة 30 سيارة مليئة بالمسلحين، وفي منتصف أكتوبر الماضي هاجم عناصر القاعدة مركز مديرية العدين، واشتبكوا مع الجنود، وقتل في العملية 3 جنود وجرح خمسة، في حين قتل من عناصر القاعدة ثلاثة وجرح أربعة آخرين.

وقام عناصر القاعدة خلال العملية بنهب بنك التسليف التعاوني الزراعي ( كاك بنك ) وفرع الكريمي والبريد، كما أنهم أقاموا نقاط تفتيش في (وادي الدور) خارج العدين باتجاه إب، وفي مدخل مدينة العدين في منطقة (الصلبة) وفي نجد (العدن) .

المواجهة مع الحوثيين
بعد ذلك بأيام، وبالتحديد في 20 أكتوبر الماضي نفذ عناصر القاعدة هجوماً على الحوثيين في منطقة مشورة غرب إب بطقمين بقيادة (انس السلمي) ابن عم (ياسر السلمي)، وقد أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة حوثيين وإصابة خمسة، في حين قتل من القاعدة ثلاثة مسلحين، بينهم أنس السلمي قائد الحملة.

وبعد اقتراب الحوثيين من العدين، اتخذت القاعدة خطوة تكتيكية، تمثلت في إزالة شعاراتها من جميع المناطق، كما قام عناصرها بالتقارب من القبائل، وبذلوا جهود حثيثة لإقناع تلك القبائل، بضرورة إنشاء تحالف للقبائل السنية، لمواجهة خطر الحوثيين، كما سعوا لضم أكبر قدر ممكن من الشباب إلى ذلك التحالف، وفعلاً بدأ العديد من شباب القبائل، بالوقوف في نقاط التفتيش التي نصبها عناصر القاعدة سابقاً، وقاموا بتوزيع منشورات بإسم حلف القبائل السنية، تضمنت تحذيرا ووعيداً من إيواء الحوثيين أو مناصرتهم، كما أنهم حاولا طمأنه الناس بأنهم لا يستهدفون أحداً إلا الحوثيين ( الروافض ) كما كانوا يسمونهم.

الحوثيون في العدين
ما إن اقترب الحوثيون من العدين، حتى بدأ شباب الأسر " الهاشمية " بالانضمام إليهم، وفعلا أنضم العديد من شباب أسرة " بيت المساوى "، وهي من الأسر الهاشمية إلى الحوثيين، ونشط شخص يدعى ( زكريا المساوى ) في تجنيد الشباب لصالح اللجان الشعبية التابعة للحوثيين، كما قام بالترويج لها، وكان يقوم بالنزول الميداني لتحذير الناس من تنظيم القاعدة، وفتح باب التسجيل في اللجان الشعبية الحوثية، وبذل الوعود والإغراءات، لحشد الشباب للانضمام للحوثيين.

وفي الجانب الآخر، كان عناصر القاعدة يرصدون تحركات ( زكريا المساوى )، فقررواً مهاجمة منزله، وفعلا نفذوا ذلك، حيث قاموا بتفجيره.

بعد ذلك قررت مليشيات الحوثي المسلحة بقيادة أبو علي الحاكم التحرك العسكري باتجاه العدين، وحينها، تدخل عدد من مشائخ إب، وقاموا بالتوسط للتوصل إلى اتفاق، يتضمن إخلاء المنطقة من عناصر الطرفين ( القاعدة والحوثيين) ، كما تضمن الاتفاق المقترح، أن يتولى أمر حفظ الأمن في مختلف مناطق المحافظة الأهالي، بالتعاون والتنسيق مع الحكومة.

وقد التقى مشائخ إب بالحوثيين في الصالة الرياضية، لكنهم لم ينجحوا في إقناع أبو علي الحاكم، الذي رفض وأصر على التحرك انتقاما ل ( زكريا المساوى ) الذي فجرت القاعدة منزله.

وفعلاً تحركت حملة الحوثيين باتجاه مدينة (العدين) من عدة محاور، من جهة مدينة (إب)، ومن جهة (حبيش)، ومن جهة (حليمة)، ومن جهة جبل رأس عبر (مديرية فرع العدين)، وكانت الحملة مكونة من حوالي خمسين سيارة من كل جهة، وقد تعرضت الحملة القادمة من جهة مدينة إب لكمين من قبل عناصر القاعدة أدى لإحراق طقم وقتل عدد من مقاتلي الحوثيين، وحينما وصل الحوثيون إلى مدينة العدين، اندلعت اشتباكات وحرب عصابات بين الحوثيين وعناصر القاعدة، واستمرت حوالي خمس ساعات، تحصن خلالها عناصر من تنظيم القاعدة في المعهد الزراعي وبعض البنايات، وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل خمسة من مقاتلي القاعدة وثمانية من الحوثيين، فضلا عن إصابة العشرات من الطرفين.

وانتهت تلك الاشتباكات بانسحاب عناصر القاعدة جراء نفاد الذخائر، وفعلا تمكن الحوثيون من السيطرة على مدينة العدين، ثم توجهت نحو مديرية (الحزم)، وقبيل وصولهم نجد (العدن) اشتبكت حملة الحوثيين مع مجموعة قليلة من مقاتلي القاعدة كانوا في الجبل المجاور لقرية (نوابة)، وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل حوالي 26 من مسلحي الحوثي، وثلاثة من عناصر القاعدة، كما جرح من الحوثيين 11 مسلح، ومن القاعدة 5 عناصر، وانتهت تلك الاشتباكات بانسحاب بقية مقاتلي القاعدة، ثم واصلت الحملة الحوثية طريقها نحو مدينة (الحزم)، وهناك أستقبلها الشيخ (محمد نجيب)عضو مجلس النواب عن حزب المؤتمر، ومدير الأمن العقيد (عبد الله حنوم)، وقام أبو علي الحاكم بنشر نقاط تفتيش في مدينة ( الحزم ) بالإضافة إلى نشر حوالي 150 مسلح حوثي في مختلف أرجاء المدينة والقرى المجاورة لها.

تنسيق حوثي حكومي
بعد وصول الحوثيين إلى مديرية الحزم، بدأ الحاكم بالاتصال بمشايخ حزم العدين، وخصوصا في المنطقة التي كان يتواجد فيها مسلحو القاعدة، وعرض عليهم الأموال والأسلحة، ووعدهم بمناصب ووظائف، وأكد لهم أن اللجان الشعبية تستهدف مطاردة عناصر القاعدة، وتفيد مصادر خاصة، أن عدد من المشائخ في حديث خاص أن أبو علي الحاكم عرض عليهم أموالاً وأسلحة، وأنه أكد لهم أن اللجان الشعبية الحوثية في مهمة رسمية حكومية، وأنها نسقت مع السلطة في صنعاء، وطلب منهم تزويده بأسماء من يعرف من عناصر القاعدة، فأكدوا له أن مقاتلي القاعدة قد رحلوا من المنطقة بشكل عام.

وتفيد المصادر بأن شيخ يدعى محمد نجيب تواصل مع علي عبد الله البعني وأقنعه أن يتحول لوسيط بين الدولة والقاعدة، وضمن له سلامته وسلامة منزلة، وعدم المساس به ولا بأملاكه، من قبل الحوثيين، وأنه سيتم محاصرة منزله فقط من باب التمويه، وحدثت صفقة بين علي عبد الله البعني وبين الحوثيين، أستلم بموجبها البعني من الحوثيين 60 مليون ريال أي ثلاثمائة الف دولار، فتواصل مع مسلحي القاعدة وأقنعهم بالانسحاب من المناطق القريبة، وعدم المواجهة، فانسحب مسلحو القاعدة باتجاه وصاب، القريبة من منطقة (الحزم ) والعدين، وعلى إثر ذلك توجهت حملة الحوثيين نحو منطقة (الأبعون) و(الأسلوم) بحوالي 100 سيارة، وقاموا بتفجير المنزل المهجور الذي كان مقراً لتنظيم القاعدة في منطقة (المقربة).

نقاط تمركز الحوثيين بالحزم
في مديرية الحزم تمركز الحوثيون في مركز المديرية، ووضعوا فيه اربعة أطقم وعدد من نقاط التفتيش، فضلا عن نشر قرابة 120 مسلح من الحوثيين.

كما أقام الحوثيين نقطة المقربة في الأسلوم، ووضعوا بها 10 أطقم و50 مسلح، وأحياناً يتواجد في المنطقة التي كانت معقل القاعدة قرابة 30 طقم، وتحولت النقطة إلى مركز انطلاق لدوريات الحوثيين التي تجوب المنطقة.

وتقول المصادر بأن شخص يدعى (رشاد القوزعي) قام منذ دخول الحوثيين إلى مديرية الحزم، بدور المعرف والمرشد للحوثيين في منطقة المقربة والمناطق المجاورة، وقد أستفاد من عمله السابق كبائع قات في معرفة الناس وتوجهاتهم وهو من منطقة (أبنان) .

كما استحدث الحوثيون نقطة بمدخل منطقة (الأبعون) على طريق العدين وبها عشرين مسلح وثلاثة أطقم، ونقطة أخرى في ( بني وائل ) وفيها 20 شخص مسلح حوثي وثلاثة أطقم، وفي منطقة نجد العدن انشأوا نقطة فيها 20 مسلح حوثي وثلاثة أطقم.

وفي مدخل مدينة العدين أنشأوا نقطة ووضعوا فيها 25 مسلح حوثي وأربعة أطقم، إلى جانب استحداث نقطة أخرى في (وادي الدور) خارج مدينة العدين وبها 15 مسلح حوثي وطقمين، ونقطة أخرى في منطقة (القاسمية) يتواجد فيها 20 مسلح حوثي وثلاثة أطقم ، وأيضا في منطقة (مشورة) خارج مدينة إب أنشأوا نقطة ووضعوا بها 11 مسلح حوثي وطقمين.

دور المؤتمر
كثيرين هم المشائخ والوجاهات التي تعاونوا مع الحوثيين، وسهلوا دخولهم إلى الحزم والعدين، منهم الشيخ محمد نجيب الحزمي وعبد الله حنوم مدير أمن مديرية الحزم، والشيخ نعمان قاسم السلمي، والشيخ رشاد السلمي، والشيخ مرتضي الشعوري، والشيخ شاكر محمد حمود الجعمي، والشيخ خالد حمود الجعمي، والشيخ عبد الحكيم الحكمي، والشيخ عصام عبد الواحد العمراني، والشيخ رشاد محمد غالب العبدلي، ومحمد علي أحمد الحريمي، والشيخ عبد الكريم المزحاني، والشيخ مرشد المزحاني، والشيخ فيصل هبة، وجميعهم من حزب المؤتمر الشعبي العام.

وبحسب المصادر فقد تعاون هؤلاء مع الحوثيين بتوجيهات من قيادة المؤتمر، باستثناء مشايخ المزاحن الذين تربطهم بالحوثيين عقيدة أيدولوجية وقد أرسلوا بعض أبناءهم للقتال معهم في عمران والجوف وغيرها .

مصادر تمويل الحوثيين في إب
كان تمويل " اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين، يأتي مركزياً، أي من قيادة الجماعة، كما أنهم – بحسب المصادر – كانوا يتحركون بإمكانيات دولة، وكان مسئول إعداد التموين وغيرها من الخدمات ( رشاد القوزعي ) الذي كان يجهز لهم الطعام في منزله ومنازل أقاربه، مقابل مبالغ يتقاضاها منهم، كما أنهم كانوا يشترون أحيانا الطعام من مطاعم مدينة العدين، ويقومون بتوزيعها على كل نقاطهم، وفي حال كانوا في مناطق لا توجد فيها مطاعم، فإنهم يوزعون المئونة وتجهيز الطعام لعناصرهم على المشايخ والوجهاء، وهذه كانت تحدث مرة أو مرتين في الأسبوع، كونهم لا يطيلون البقاء في أي مكان، كما أنهم كانوا يتحركون سريعا في المناطق، ويقومون بتوثيق تحركاتهم بكاميرات تابعة لقناة " المسيرة ".

مصادر تمويل القاعدة
أما بالنسبة لتمويل القاعدة، فإنها كانت توفر التمويل المطلوب من خلال بيع السيارات التي قاموا بنهبها من قوات الجيش والأمن ومن الدولة عموما، كما أنها كانت تأتيهم مبالغ بسيطة من الأشخاص الذين يزورونهم سرا من مناطق أخرى.

يضاف إلى ذلك الأموال التي كانوا يستولون عليها من مؤسسات حكومية، كما حدث عندما هجموا على ( كاك بنك ) والبريد وشركة الكريمي للصرافة بالعدين حيث قاموا بنهب 30 مليون ريال خلال تلك العملية.

وإلى جانب ذلك فقد كانوا يقترضون ممن يثقون بهم من أقاربهم، حيث تفيد المصادر المحلية أن عليهم ديون طائلة لبعض الناس، كما أنهم يشكون باستمرار من الأزمة المالية وعدم امتلاكهم قيمة الطعام.

وبالنسبة لإعداد الطعام والتغذية لعناصر التنظيم، فقد كان لديهم في مقرهم بمنطقة (المقربة) مطبخ متكامل، يطبخون فيه ويستضيفون بعض الأهالي.

كما أن بعض الأهالي كاموا يقومون أحياناً بتقديم الطعام لعناصر القاعدة، من باب اتقاء الشر، علماً بأن علاقتهم مع الأهالي كانت جيدة جداً، كما أن سمعتهم في منطقة (أبنان) و(المقربة)، كانت إلى حدٍ ما حسنة، فلقد كانوا مسالمين لا يعتدون على الأهالي ولا على ممتلكاتهم ولا أعراضهم.

وفي منطقة (الغياط) المعقل الثاني، كان لدى عناصر القاعدة في الجبل مطبخ آخر يطبخون فيه، وعندما يكونون في أماكن أخرى ينزلون ضيوفا على المشايخ والوجهاء، كما هو الحال مع الحوثيين، والناس تهابهم وتطعمهم وتشتري رضاهم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.