ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل عاد الرئيس المخلوع لتسليم الشمال للحوثيين و الجنوب للحراكيين ؟
نشر في يمن برس يوم 14 - 11 - 2011

هل عاد الرئيس المخلوع لتسليم الشمال للحوثيين و الجنوب للحراكيين؟
قبل الجواب على هذا السؤال / العنوان..ربما يستحسن العودة الى تاريخ
بدايات الحركتين الحوثية و الجنوبية
الحركة الحوثية
يعيد الكثير من المراقبين نشأة الحركة الحوثية الى الحراك العلمي الزيدي الذي حصل في صعدة بعد الوحدة كنتاج للحرية و الديمقراطية التي كانت الوحدة مشروطة بها و التي انفجرت بعدها حركة تكوين الجمعيات و الاحزاب و المدارس السياسية و الفكرية باختلافها مشاربها و توجهاتها و كانت الحركة الزيدية قد مثلت نفسها سياسيا بحزب الحق و اتحاد القوى الشعبية و فكريا سيطرت عليها المرجعيات العلمية كأمامة زيدية دينية و تمثلت بالعلامة مجدالدين المؤيدي الذي ترأس حزب الحق أيضا و من المعلوم عن المذهب الزيدي تاريخيا صراع الائمة على الزعامة الدينية و السياسية و كثيرا ما شهدت مناطق الزيدية أكثر من أمام في وقت واحد يحسم امرهم في الغالب عسكريا او يتعايشوا اذا لم تكن لاحدهم القدرة على الحسم العسكري و هذا نابع من عوامل ذاتية في المذهب الزيدي اهمها ان باب الاجتهاد مفتوح و لا يملك احد حق إغلاقه على خلاف مذاهب السنة و بالتالي فالامامة متاحة لمن تتوفر فيه الشروط الشرعية وفق المذهب الزيدي و هذا امر ايجابي فقهيا و سلبي سياسيا..هذا فتح باب الصراع على المرجعيات في بداية التسعينيات و كان هناك شخصيات دينية تنازع مجدالدين المؤيدي المرجعية الزيدية على رأسها بدر الدين الحوثي و هو الامر الذي انعكس في استقطاب حزب الحق له ليصبح نائبا لرئيس حزب الحق أي نائبا لمجدالدين المؤيدي و ذلك لتخفيف حدة الصراع و الغاء الاستقطاب بينهم..غير ان هذه الخطو ادت الى أغلاق باب الخروج الى على مجدالدين المؤيدي الى الامام الاخر و هو ما انعكس في قيام بعض شباب حزب الحق و خصوصا من غير الهاشميين بزعامة محمد عزان على انشاء مجموعات تنظيمية تحت مسميات منتديات علمية اخذت تنحى منحا تشدديا في تشيعها يكاد يقترب من مدرسة الرفض الزيدية المعروفة بالجارودية و هو ما أدى الى تكاثر أتباعها خصوصا من ابناء القبائل و بدء يمثل خطر على سيطرة الهاشميين على الحركة الزيدية و هنا ألتقط النظام الخيط و بدء بدعم الحركة التي غيرت اسمها الى منتديات الشباب المؤمن بعد ذلك عاد حسين بدر الدين الحوثي من السودان مشبعا بفكر قرأني يكاد ان يكون غير شيعي..فالشيعة لا ينكرون الاحاديث بل يسرفون في اتباع الاثار الغير النبوية كنهج البلاغة و أقوال الائمة و نتيجة لزعامة حسين بدر الدين السياسية كعضو في مجلس النواب أستطاع تزعم الشباب المؤمن بعد صراع مرير مع الشباب المؤسسين من انصار محمد عزان و استتب الامر لحسين بدر الدين الحوثي لعدة اسباب أهمها انه هاشمي و أن والده اهم مرجع زيدي بعد المؤيدي أضافة ان والده هو نائب رئيس حزب الحق الذي كان يعلن الشباب المؤمن ولاءهم للحزب و أنهم مجرد تنظيم شبابي تابع للحزب و هذه كانت حقيقة الى بدء ظهور ملازم حسين الحوثي و التي بدأت تأخذ معالم تيار شيعي جديد لا هو بالزيدي و لا الجارودي و لا الاثني عشري ولا القرائني بل انه خليط من كل ذلك مع صبغة فاقعة من التعريض برموز السنة و التهجم على السنة و التقليل من شأنهم و التركيز على يوم الغدير و السقيفة و الجمل و عمر و ابوبكر و عائشة و هي امور عرف به الخميني و كتابته و أخذ حسين بدر الدين من الاخوان أساليب التنظيم و التربية و من التبليغيين أسلوب الحشد و التواضع و التعاضد و هو قد مثلت حركة الشباب المؤمن التي اشتهرت بالحوثيين حركة سياسية شبابية تجديدية للطائفة الزيدية بامتياز و اكرر للطائفة وليس للمذهب و الفرق شاسع كما تعلمون.
تؤكد حقائق الاحداث التي عاصرها الكاتب و لا شك عاصرها كل القراء ان الحوثي لم يبدء الحرب مع النظام بل ان النظام اجترح الحرب اجتراحا و اخترعها اختراعا دون مبرر سياسي او قانوني او طائفي او مذهبي او اجتماعي او تاريخي فالقيادة السياسية و العسكرية تشترك مع حسين بدر الدين الحوثي و انصارها لا بل و الهاشميين في كل ما ذكراعلاه لا بل ان الرئيس لم يكمل بعد شهر العسل مع زوجته الهاشمية التي تنتمي لآل الكحلاني. فلماذا الحرب؟ لقد صدم كل ابناء الطائفة و قبائل شمال الشمال و الهاشميين من هذه الحرب الغير مبررة و بدت الحرب كلغز كبير حتى ان المحللين السياسيين صاروا يضربوا اخماس في أسداس ...الكاتب كان في جملة من حلل الاسباب و قلب المبررات و قراء للكثيرين الذين عددوا اسباب او اهداف بدت منطقية منها التوريث و من اجله يتم تحجيم الفرقة و اهلاكها في حرب عصابات و هذا السبب يجد له فيما يجري اليوم من احداث مصداقية كبيرة و لكن الكاتب كان له رأي أخر مفاده ان الطائفة الزيدية تعتمد في سيطرتها السياسية على الدولة على المؤتمر الشعبي العام كأداة سياسية و انه في حالة سقوط المؤتمر لاي سبب كسقوط النظام مثلا فان الطائفة الزيدية ليس لها بديل تنظيمي في مقابل التنظيمات الكبيرة و المتعددة التي يسيطر عليها الاخرين بحكم اغلبيتهم السكانية و عليه فلابد من ايجاد تنظيم عقائدي قوي للطائفة كموازن للاخوان المسلمين و هذا ما يفسر استلهام تجربة الاخوان في التربية السياسية لدى الشباب المؤمن / الحوثيين ..وقد تولى أنجاز هذا البديل و رعاه في بداياته الراحل اللواء يحيى المتوكل بالتنسيق الكامل مع الرئيس حتى أن اللواء يحي الراحل ارسل أبنه شهيد المرؤة احمد يحيى المتوكل ليدرس في مركز بدر و احمد يحيى أستشهد قبل أيام من أتمام زواجه على كريمة الرئيس علي عبدالله صالح في حادث عرضي ينم على شهامة و أنسانية احمد يحيى المتوكل و فعلا فأحمد لم يكن من اهل الارض بل من اهل السماء رحمه الله رحمة واسعة.
و بعد كل ما تم عرضه بعاليه أعتقد ان الجواب على النص الاول من السؤال / العنوان أصبحا واضحا لدى القاريء الكريم...نعم ان الرئيس سوف يسلم الشمال للحوثيين و قد بدء بصعدة فالجوف و الان حجة و ما تبقى من عمران...
- الحراك الجنوبي
ان تاريخ الحراك الجنوبي لا يمكن فهمه الا بفهم خلفيات فصائله و هي متعددة..لقد كان الجنوب عبارة عن سلطنات و مشيخات و مدينة عدن و كانت منضوية في اتحاد سياسي يسمى أتحاد الجنوب العربي و للامانة التاريخية فقد كان مبني على نفس مباديء الاتحاد الماليزي الذي تم تطويره الى ان اصبح من اقوى دول شرق أسيا..لقد كان نظام فيدرالي مبني على مباديء ديمقراطية و بغض النظر عن الممارسات السياسية للسلاطين و المشائخ الذين كانوا تحت حماية و ضغط الاستعمار و لا يمكن محاكمتهم على فترة سياسية لا يمتلكون فيها قرارهم..لكن الجدير بالذكر ان النظام السياسي متوافق مع البنى الاجتماعية و التقاليد و ديانة الشعب في الجنوب و كان سيحقق نتائج تنمية طبيعية على كل المستويات فيما اذا أعطي الفرصة و لكنه مثله مثل نظام البدر لم تترك لهم الفرصة من قبل الموجة الثورية القومية العربية المدفوعة دفعا بقوى الحرب الباردة بين القوى العظمى في ستينات القرن العشرين..بعد قيام ثورة 14 أكتوبر قامت بالقضاء على بنى اجتماعية و دينية راسخة في قفزة على الواقع و التاريخ لم تؤدي الا الى تحويل الصراع على موارد الجنوب بين المكونات القبلية للجنوب من تنافس سلمي حضاري ينظمه اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي الى حروب اهلية مدمرة بسبب المركزية الاشتراكية التي لم تجد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يعتمد عليه االماركسيون في القفز على الواقع لم تجد الا الارتماء في احضان نظام عسكري قبلي في الشمال طالما أعد لتلك اللحظة التاريخية..بعد الوحدة عادت بقوة القوى السياسية و الاجتماعية الجنوبية التي حاول الماركسيون عبثا إجتثاثها من سلاطين و مشائخ و صوفية و اخوان و معهم الجهاديبن العائدين من افغانستان و جميعهم منتظرين اللحظة التاريخية للفتك بخصمهم التاريخي و لم تتأخر اللحظة التاريخية كثيرا فبعد سنتين من الوحدة ظهر للبيض و قيادة الحزب حجم الفخ التاريخي الذي سقطوا فيه و من سؤ حظهم ان الخارطة السياسية الاقليمية أنقلبت رأسا على عقب غزو العراق للكويت و بعد سقوط الحزب الاشتراكي في الانتخابات الاولى بعد الوحدة في شمال اليمن و تبخر بالونة قوة الحزب في الشمال و الوسط و نتيجة للمضايقات السياسية و الاغتيالات لعناصره قرر الحزب العودة الى الجنوب و فرض واقع انفصالي دون اعلان و الاستعانة بقوته العسكرية لفرضه و هذا الوضع كان غير مريح بالنسبة للنظام في صنعاء مما أدى الى تفجير الحرب و هي اللحظة التاريخية التي كانت تنتظرها كل قوى الجنوب التي شردها الحزب للانتقام من الحزب و هزم الحزب ليس نتيجة لموازين القوى العسكرية ..فموازين القوى العسكرية كانت لصالح الحزب لكن الحزب لم يكن يواجه الرئيس وحده فقد كان الرئيس يقاتل ثلة أنفصالية معزولة عن الجنوبيين قبل الشماليين ...و رغم ان الاقليم و من وراءه امريكا و بالتالي العالم بمجمله كان يدعم الانفصاليين و لكن القيادة السياسية التي كانت تمثل الشعب في حينه اوسع تمثيل ممكن أستطاعت ان تفرض أرادة الشعب على الارض....كان أرادة القيادة و أرادة الشعب في مقابل أرادة الخارج و أنتصرت أرادة الشعب..و القيادة لم تكن علي عبدالله صالح بل أوسع منه بكثير فقد ضمت التيار الاسلامي بمختلف توجهاته من الصوفيين الى الجهاديين مرورا بالاخوان و السلفيين و التيار الزيدي و حتى الاسماعيلي أضافة الى البعث و كان لا يزال قويا و الناصريين و الاشتراكيين الشماليين و تيار علي ناصر بجناحيه المدني و العسكري و كانوا رأس الحربة في قوة الرئيس في حينه و كذا كل القوي الجنوبية من سلاطين و مشائخ ..
بعد أنتصار الرئيس في اليوم المشؤوم 7/7 بدء سياسة أستعمار للجنوب بكل ما تعني الكلمة من معنى بل اسوء حيث ان الاستعمار يبني و يطور الاقتصاد لصالحه..لقد وجد الرئيس في الجنوب قاعدة صناعية حقيقية يمكن تؤسس لاقتصاد انتاجي حقيقي لكنه قام بتصفيتها بأسلوب يثير أسئلة جدية عن من المستفيد من تصفية المصانع و بيع المزارع بأبخس الاثمان...لقد قام الرئيس و حلفائه الشماليين و بعض البعض من الجنوبيين بتقاسم الارض و الحجر و الشجر و البحر ناهيك عن البترول و الذهب و الرخام في الجنوب و لولا ان الجنوبيين قبائل حرة و شرسة لتقاسموها غنائم..و ليت الامر توقف عند هذا لا بل ان الحقد بلغ تصفية الجنوبيين من كل مواقعهم المكتسبة العسكرية و المدنية و حتى الوظائف الادارية البسيطة..هذا كله جعل الجنوبيين يشعرون بالقهر و الظلم و يعانون من الحرمان و الفقر الناتج عن التهميش و لا يغرنك كثرة الوزراء من الحنوبيين فو الله انهم يوظفون اصحاب الوساطات من اصحاب الرئيس كل يوم و لا يجرؤن على تعيين جنوبي الا من اقاربهم و ان زادوا بتعيين الجنوبيين يتم فصلهم و هذا عايشته يوميا..
بدأ الحراك الجنوبي بعد تزوير الانتخابات و خصوصا ان المرشح الفائز كان جنوبيا و الذي لم يسمح له بالوصول للسلطة..
طبعا الانتخابات المزورة أغلقت ابواب الامل في التغيير امام الجميع في الجنوب و الشمال افراد و احزابا و
جماعات و قد تفجر ذلك في الحراك الجنوبي و في مهرجانات الصيف النضالي للقاء المشترك و فشلت الحوارات و تأجلت الانتخابات..
بالنسبة للحراك تدرجت مطالبهم من الحقوق الوظيفية للمقاعدين العسكريين و المدنيين و كانت معظم الاحتجاجات ستضل مطلبية لولا دخول اطراف معينة طرحت موضوع الانفصال و للعلم ان هذه الاطراف ليست من الحراك الاساسي .
هناك نقطة مهمة يجب الاشارة اليها ان الرئيس كان محاصر في صنعاء من قبل المشترك و مطالبه بنزاهة الانتخابات و تسوية الملعب الانتخابي التي اتفقوا عليها قبل الانتخابات الرئاسية و هي الامور التي لا يستطيع الرئيس تنفيذها لان تنفيذها يعني فقدان المؤتمر الانتخابات النيابية و يعني تحول الرئيس الى رئيس شكلي و هو ما كان يخطط له المشترك و يدعمه الغرب على طريق التغيير التدريجي و وجد الرئيس مخرجا بمشكلتين للتغطية على تهربه و هي الحوثيين و القاعدة و لكنهما لم يكونا كافيين فقد كانا موجودين قبل الانتخابات و وجد ضالته في المشكلة الثالثة و الاهم فهي تهدد النفط و الغاز و باب المندب و هي الحراك الجنوبي الذي يجب ان ينحو منحى انفصاليا و بدأ الخطاب الانفصالي بالظهور و للعلم فالحراك الجنوبي مكون هلامي غير منظم و يمكن اختراقه بكل سهولة و هو ما تم و أخطر عملية اختراق هي عند رفع العلم الانفصالي و أكبر عملية أختراق مشهورة تم فيها رفع العلم الجنوبي و وضع البراميل الشطرية و الحكاية ببساطة ان الحرس الجمهوري في يريم أعلن فتح باب التجنيد و وزع الاستمارات في الضالع و ردفان ن طريق قيادات المؤتمر و تم حشد الالاف الى يريم للتجنيد و لسبب مدروس تماما تم تأخيرهم عند ابواب العسكر عدة ايام و في الاخير قبل البعض بشكل انتقايئ ظالم ممن ولد حنق و غضب لدى الشباب الغض الذين كانت اعمارهم بين 18 الى 25 سنة فقاموا بالاحتجاج عند باب المعسكر كما يحدث دائما في اليمن و لزيادة الضغط النفسي عليهم خرج قائد المعسكر و شتمهم و سبهم وهددهم و طردهم و من فورهم و بقيادة عناصر مندسة (أبناء قيادات المؤتمر في الضالع و ردفان) عاد الجمع المستشيط غضبا على عجل و قطعوا الطريق و أقاموا البراميل و رفعوا البراميل الشطرية و بدلا من القبض عليهم و معاقبتهم تم القبض على القيادات في عدن و المكلا و ابين؟
و قد اكدت لي ابتسامة احمد عمر بن فريد عندما اخبرته ان لدي معلومات مؤكدة ان رفع العلم الجنوبي اول مرة في المنصة في ردفان كان من قبل عناصر مندسة من الامن القومي و ان الحراك كان يتوجس خيفة من ردة فعل الشعب في الشمال من رفع العلم الجنوبي و لكن العلم رفع خارج ترتيباتهم و الهب مشاعر الجنوبيين و لم يكترث الشماليين كثيرا فأستمر الامر...
خلاصة القول ان الحراك الانفصالي المنادي بالجنوب العربي تيار مصطنع من السلطة و كل رموزه هم حلفاء للنظام قبل الوحدة و بعد الوحدة و في حرب الانفصال و طارق الفضلي مثالا....
و لقد تم تسريب معلومات ان الرئيس عرض على البيض منصب نائب الرئيس و انه رفض و قد حاول النظام مع باعوم لاطلاقه شريطة التحرك لفرض الانفصال على الارض فرفض لا بل و ارسل رسالة مؤيدة للوحدة من داخل السجن و هي دليل العرض لان التصريح المثير للجدل الذي ارسله باعوم تأييدا للوحدة صدر قبل ايام فقط من خبر قيام احد انصار النظام من شبوة بافتعال حرب للسيطرة على مبنى اداري لمديرية في عدن و طبعا هذه الحركة القصد منها دغدغت مشاعر الجماهير الجنوبية للتحرك ميدانيا للسيطرة على ارض الجنوب بعد ان فشل النظام في اقناع قيادات الحراك بتسليمهم الجنوب و لقد رفظوا لسببين الاول لانهم وحدويون و يريدوا اعادة صياغة الوحدة بعد الثورة و السبب الثاني انهم يعلمون انه سيغدر بهم بعد التخلص من شباب الثورة و انصارها..
- الخلاصة
لقد عرض الرئيس الشمال على الحوثيين فقبلوا و بداءوا ينفذوا..فهل يستطيعوا ان يسيطروا على الشمال..لا أظن ذلك لان شباب الثورة و انصارها من الجيش و القبائل لهم بالمرصاد
و ايضا عرض الرئيس الجنوب على الجنوبيين فرفضوا للاسباب المذكورة قبل قليل
*كتبه: عبدالعزيز حسين النقيب
مستشار وزير النفط للمعلومات سابقا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.