بات من المؤكد سعي الأطراف اليمنية حثيثا لتحقيق أي نصر على الأرض قبيل انعقاد مؤتمر السلام في سويسرا في الخامس عشر من ديسمبر، كما أعلن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد. وبينما يصعد الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح من هجماتهم على الحدود الجنوبية للسعودية، تشير مصادر خاصة ل”العرب” إلى إحراز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف العربي تقدما ملموسا في تعزومأرب إضافة إلى مؤشرات على تحقيق نصر حاسم في محافظة الجوف الاستراتيجية.
وتتسارع التطورات الميدانية في الجوف وجبهة صرواح في مأرب، ما يكشف عن رغبة لدى الشرعية اليمنية إلى تحقيق نصر ميداني إضافي قبل الذهاب إلى سويسرا.
وكشف الصحفي عبدالوهاب بحيبح أن معارك ضارية شهدتها الأيام الماضية جبهة الوسط بين بئر المرازيق والهضبة العليا، وقد عرفت هذه الجبهة هروبا وانهيارات في صفوف الميليشيا وتم قتل العديد من مقاتليها وتدمير معدات وأطقم.
وأضاف بحيبح في اتصال مع “العرب”، “يحرز الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدما كبيرا في جبهة كنائس في اتجاه منطقة لبنات ومازالت المعارك على أشدها”.
وسيطرت المقاومة والجيش الوطني على جبل عدوان والأقشع والجدفر وخسف آل مروان الغني بالنفط جنوب غرب لبنات وبعدها تحركت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في اتجاه معسكر لبنات الاستراتيجي وتم وضعه تحت الحصار من جهة الشرق والجنوب.
وتتقدم قوات الجيش والمقاومة على جزء كبير من المعسكر وقد يسقط بشكل كامل خلال الساعات القليلة القادمة.
ياسين التميمي: التصعيد رسالة للحوثيين بأن خيار الحسم العسكري ما زال سيد الموقف وتحتل محافظة الجوف أهمية استراتيجية بالغة على خارطة الصراع نظرا لكونها محافظة شاسعة محاذية للمملكة العربية السعودية ويربطها بها منفذ البقع. كما أنها محافظة نفطية وزراعية خصبة وترتبط بحدود مع محافظات صعدة وعمران وصنعاء التي تعد من أبرز معاقل الحوثيين في اليمن وكذلك مأرب وفي حال تحريرها ستصبح الجوف منطلقا لمهاجمة صعدة وعمران وصنعاء لهذا تعد منطقة استراتيجية لأي تحرك في اتجاه إقليم آزال.
وعن جبهة صرواح المشتعلة يضيف عبدالوهاب بحيبح “تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من تحرير مواقع بالمشجح القريب من جبل هيلان الاستراتيجي فيما تزال الاشتباكات مستمرة في ظل تقدم نسبي في اتجاه سوق صرواح من جهة الجنوب”.
ويرى المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أن معركة الجوف والسعي لإحراز تقدم ملفت فيها في ظل مؤشرات على قرب سقوط عاصمة المحافظة تأتي في سياق “إحراز المكاسب التي سيكون لها تأثير على الموقف التفاوضي خصوصا وأن المتمردين يغرقون في تعز ويفقدون السيطرة على تخوم معاقلهم التقليدية”.
ويلفت التميمي في تصريح ل”العرب” أن التصعيد العسكري الأخير يوجه رسالة واضحة للحوثيين بأن خيار الحسم العسكري ما زال هو سيد الموقف في حال فشل مشاورات سويسرا مع بروز مؤشرات تنبئ بغياب أي أفق للحل بالكلية السياسية.
وقوبلت قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي الأخيرة والتي تم بموجبها تسليم اثنين من أبرز قيادات المقاومة الجنوبية الملف الأمني في عدن ارتياحا شعبيا كبيرا.
وقال الصحفي اليمني فيصل الشبيبي في اتصال هاتفي مع “العرب” من عدن إنه شاهد العشرات من الجنود الذين يرتدون بزات عسكرية ينتشرون في كافة مناطق عدن بعد أسبوع وصف بأنه الأسوأ على الصعيد الأمني منذ تحرير المدينة.
وأشار الشبيبي إلى أن مظاهر عودة الدولة انعكست بشكل إيجابي على معنويات السكان الذين شهدوا أياما عصيبة بسبب ما شهدته المحافظة من حوادث أمنية كان آخرها اغتيال المحافظ اللواء جعفر محمد سعد.
وعلمت “العرب” من مصادر أمنية أنه تم إلقاء القبض على متهمين اثنين بوضع قنبلة في واحدة من أقدم كنائس مدينة عدن الأمر الذي ألحق بها أضرارا كبيرة.