كشف تسجيل صوتي مسرب للنائب وعضو ما تسمى باللجنة الثورية العليا عبده بشر عن فساد هائل في صفوف الميليشيات الانقلابية، الامر الذي تسبب وفقا لبشر نفسه في عجز الانقلابيين عن دفع رواتب الموظفين نتيجة ما وصفه بالجشع وعدم توريد المبالغ التي يتم تحصليها من قبل عناصر تابعة للميليشيات. وتساءل بشر في كلمته التي ألقاها في احدى جلسات مجلس النواب الغير الشرعية التي عقدها الإنقلابيون في العاصمة صنعاء مؤخرا عن إيرادات بعض الجهات الإيرادية الكبرى مثل شركة النفط والغاز والاتصالات التي قال إنها لم تورد ريالا أو دولارا واحد للبنك المركزي.
كما كشف القيادي في لجنة الحوثيين الانقلابية عبده بشر النقاب عن سرقة التبرعات التي دعا زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي أنصاره لجمعها لصالح البنك المركزي تحت ذريعة صرف رواتب موظفي الدولة، قائلا ان كل التبرعات تم ايداعها في "البريد" وهي ليست جهة مخولة بالصرف وان كل الأموال التي جمعت لدعم البنك لم يورد منها أي شيء على الإطلاق!
وأضاف بشر في كلمته المثيرة للجدل والتي كشفت عن خلافات هائلة في صفوف الإنقلابيين عن نهب إيرادات الضرائب في محافظة الحديدة والتي قال إن هناك من يقوم باستلامها في إشارة على ما يبدو لمشرف الحوثيين في المحافظة، وهو الامر الذي قال إنه يتكرر في كل المحافظات التي لازالت في قبضة الانقلابيين.
وفي كشفه عن حالة الفساد المستشرية بين قيادات الميليشيات الانقلابية تحدث بشر عن قيام قيادات حوثية بفتح حسابات خاصة للمؤسسات التي يشرفون عليها في البنوك في مخالفة صريحة لجميع القوانين المالية والإدارية المتبعة في الدول، إضافة إلى صرف الأموال من الجهات مباشرة ومن دون المرور عبر القنوات الرسمية المتبعة. وأتهم بشر اللجنة الثورية التي ينتمي إليها والمشرفين الحوثيين في المحافظات بتحصيل الأموال بشكل شخصي وهو ما فاقهم حسب قوله من الازمة المالية وتسبب في العجز عن دفع رواتب الموظفين.
وقال بشر أنه توجه بالسؤال لبعض الجهات الإيرادية عن الأموال المحصلة من قبلها والتي تورد لصالح الإنقلابيين، مثل شركة النفط التي أكد أنها اخبرته بأنها تورد شهريا 30 مليار ريال، فيما تورد الاتصالات 25 مليار ريال شهريا، إلى جانب مؤسسات أخرى وهي مبالغ كفيلة بدفع رواتب الموظفين مع الاخذ بعين الاعتبار ان إيرادات جهات أخرى مثل الضرائب والجمارك وغيرها، والتي يتم تبديدها وفقا لبشر بسبب الفساد والعبث المنظم، مشيرا إلى ان بعض قادة الميليشيات يقومون بشراء المنازل في ظل الوضع الكارثي الذي يعاني منه المواطنين.
وتأتي تسريبات عضو ما يسمى "اللجنة الثورية العليا" عبده بشر، في ظل تقارير تحدثت عن فساد منظم تقوم به الميليشيات الانقلابية في كافة قطاعات الدولة التي سيطرت عليها، وتعمدها الامتناع عن صرف رواتب الموظفين في المناطق التي لازالت تحت سيطرتها.
