*يمن برس - محمد عبّود - الخليج أونلاين تشهد العلاقات الدبلوماسية والتصريحات الصادرة عن مختلف الأطراف تصعيداً ملحوظاً فيما يتعلق بالتدخلات الإيرانية في المنطقة، عبر أذرعها ومليشياتها المسلحة في أكثر من دولة، لا سيما في اليمن، إلى جانب إجرائها تجربة صاروخية محظورة. فمن تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لطهران والذي قال: إنها "تلعب بالنار"، إلى قرار الإمارات باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية لديها لتسليمه رسالة احتجاج، وقبلها التصريحات السعودية المنددة بشدة بالتدخلات الإيرانية والداعية إلى تحرك دولي؛ اتخذت طهران خطوة إلى الوراء، وسعت إلى التخفيف من حدة ردود أفعالها، بشكل غير معتاد، بل شكلت في بعض مفاصل ردودها تراجعاً عن مواقف سابقة، خصوصاً فيما يتعلق بالمواجهة مع الولاياتالمتحدة بعد فوز ترامب، بالقول إنها لن تبادر لإشعال حرب مع أمريكا، في وقت تؤكد فيه شن حروب بكل من اليمن والعراق وسوريا. - السياسة الأوبامية في الوقت ذاته كشف انتهاء "شهر العسل بين السياسة الأوبامية وإيران" عن رفض المجتمع الدولي، والخليجي خاصةً، للتدخلات الإيرانية في المنطقة وزعزعة استقرار دول الجوار، وتكوين مليشيات إرهابية ومدها بأسلحة "عبر طرق غير مشروعة" بما يتعارض صراحةً مع قرارات مجلس الأمن والإجماع الدولي. وثمة قرارات وإجراءات عبّرت عن الرفض الخليجي والدولي للسياسات الإيرانية. ومؤخراً استدعت الإمارات القائم بأعمال السفير الإيراني في أبوظبي، محمد رضا فياض، وسلمته مذكرة احتجاج على تزويد بلاده المليشيات الحوثية في اليمن بأسلحة عبر طرق غير شرعية، فضلاً عن تصريحات عديدة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن رفضه لسياسات إيران والاتفاق النووي المبرم معها، ورغبته في إلغائه، فضلاً عن تحذيره الأخيرة، في 1 فبراير/شباط 2017، بشأن نشاطها المزعزع للاستقرار بعدما أجرت اختباراً على صاروخ باليستي في مطلع الأسبوع، وفق ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. وحول عدم التزام إيران بقرارات مجلس الأمن، تواصل موقع "الخليج أونلاين" هاتفياً مع الدكتور عبد الخالق عبد الله، الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة ومستشار وحدة الدراسات في جريدة الخليج والمشرف العام على التقرير الاستراتيجي الخليجي، والذي قال: إن "استدعاء الإمارات للقائم بأعمال السفير الإيراني في الإمارات هو لإبداء احتجاجها والخليج معاً، وربما المجتمع الدولي، على خرق إيران للقرار الأممي 2216، وعليها الالتزام بقرارات مجلس الأمن الواضحة بعدم إرسال أي أسلحة للمليشيات الانقلابية في اليمن". الدكتور عبد الله أكد أن "إيران اخترقت هذا الأمر أكثر من مرة، وهناك شواهد وأدلة تؤكد خروقاتها وعدم الالتزام بهذا القرار، فكان لا بد من وجود طرف ما، نيابةً عن المجتمع الدولي، وحتماً نيابةً عن دول الخليج، يعبّر عن الاستياء والغضب تجاه خروقات إيران، وهذا هو سبب الاستدعاء". وعن توحيد القرار الخليجي، أشار الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة إلى "حتمية تنسيق الإمارات مع السعودية، ودول الخليج"، مرجحاً "التنسيق مع المجتمع الدولي كذلك". - تصعيد دولي ضد إيران تزامن التصعيد الأمريكي والخليجي ضد إيران دفع الدكتور عبد الخالق عبد الله إلى ترجيح "وجود اتجاه عام عالمي لوقف عبث إيران تجاه أمن المنطقة واستقرارها"، مشيراً إلى "وجود ضوء أصفر أمريكي خلال السنوات الثماني الماضية لإيران كي تصول وتجول في المنطقة العربية". وحول إدارة أوباما وعلاقتها بإيران، قال عبد الله في تصريحه ل"الخليج أونلاين": إن "إدارة أوباما كانت مهادنة، كما كان أوباما غير حازم ضد إيران، وكان له أجندته الشخصية باحتواء إيران والتقرب منها، وإحداث تغيير في إيران، وهو ما ثبت بعد ذلك عدم صحته، وعدم جدواه، حيث استغلت إيران (السياسة الأوبامية) في المزيد من التمدد، وخلق المزيد من المليشيات الإرهابية، ونحن الآن في فترة ما بعد (شهر العسل الإيراني الأمريكي)، وأهم سماته ومعالمه تكمن في المزيد من (الحزم الخليجي) والعربي والأمريكي والدولي". - الخليج منفتح على الآخر "طلب الحوار والرغبة في الانفتاح مع الآخر هو طبيعة خليجية"، حيث أشار الدكتور عبد الخالق عبد الله إلى أن "دول الخليج هي أكثر الدول التي تود علاقات طيبة مع إيران، وتبدي استعدادها دائماً للحوار في أي وقتٍ، وفي أي مكان، غير أن إيران هي دائماً التي تُظهر القبضة الحديدية في التعامل مع دول الخليج". وفي المقابل، قال الدكتور عبد الخالق، في حوار مع "الخليج أونلاين": إن "إيران تبدي استعدادها للحوار دائماً بالأقوال لا بالأفعال على أرض الواقع، في حين أن دول الخليج تتعامل مع الأفعال وليس الأقوال الإيرانية، حيث إنها لا تبدو مستعدة، لاعتقادها أنها في موقع القوة، استناداً على حصولها على غطاء من أوباما، وبما لديها من قرار أممي بفك عزلتها، وهو ما جعلها في حالة انتعاش وانتشاء". التصعيد الخليجي عامةً والإماراتي خاصةً هو جزء من "عاصفة الحزم"، التي تقودها السعودية في اليمن ضد الانقلابيين بطلب من الحكومة اليمنية الشرعية، حسبما أشار الدكتور عبد الخالق في تصريحه لقناة 24 السعودية 2 فبراير/شباط 2017. تضامن المجتمع الدولي مع القرار الخليجي في الوصول لعزلة إيران بسبب استمرارها في التدخل في شؤون الآخرين، بدا جلياً عبر تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، عن أن "كل الخيارات مطروحة على الطاولة للتعاطي مع إيران"، مستنداً إلى إجرائها تجربة صاروخية، وهو ما فسره البعض بإمكانية فرض عقوبات أمريكية جديدة على بعض الكيانات الإيرانية الجمعة 3 فبراير/شباط 2017. الخيار العسكري الأمريكي ضد التمرد الإيراني كان أحد الخيارات التي ضمنها ترامب في تصريحه للصحفيين، في سؤاله عن استبعاد الخيار العسكري، مؤكداً أن "لا شيء مستبعد". تصريحات ترامب تأتي وسط توقعات أن تفرض واشنطن عقوبات على 25 كياناً إيرانياً اعتباراً من 3 فبراير/شباط 2017، رداً على تجربة الصاروخ الباليستي، وهي العقوبات التي قد لا تمس الاتفاق النووي المبرم عام 2015. العقوبات الأمريكية المتوقعة ستكون سبباً لإدراج هذه المؤسسات الإيرانية على قائمة الإرهاب الأمريكية، وسط تأكيدات على إدارج 8 كيانات إيرانية على الأقل في قائمة الأنشطة المرتبطة بالإرهاب، ونحو 17 في أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليستية.