اهتمت الصحف العربية، الصادرةامس الخميس، بإعلان محكمة استئناف القاهرة تحديد جلسة رابع نونبر المقبل لبدء محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، والوضع الأمني في سيناء إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية، والصراع الدموي في العراقي، فضلا عن الأوضاع الداخلية في كل من اليمن ولبنان. فبخصوص تطورات الأوضاع الأمنية في سيناء، ذكرت صحيفة (الأهرام) المصرية أن "عناصر الجيش الثاني الميداني مدعومة بتشكيلات من الأمن المركزي وطائرات الأباتشي واصلت تنفيذ عمليات المداهمة والتمشيط لعدد من الأوكار والبؤر الإرهابية في سيناء، وأسفرت الحملات عن القبض على سبعة من العناصر التكفيرية المسلحة، وضبط كميات من الأسلحة والقواذف والعبوات الناسفة". وكتبت صحيفة (الجمهورية) أن قائمة المتهمين في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي شملت، إلى جانب هذا الأخير، أسعد شيحة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وأحمد عبد العاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية، وأيمن عبد الرؤوف مستشار بالسكرتارية الخاصة برئيس الجمهورية، "الذين قاموا باستدعاء أنصارهم وحشدهم في محيط القصر لفض الاعتصام بالقوة". من جانبها، ركزت جريدة (الأخبار) على إعلان أحمد البرعي، وزير التضامن الاجتماعي، عن قرار حل جمعية ''الإخوان المسلمون'' في مؤتمر صحفي عقده بمقر الوزارة، حيث أوضح أن "قرار الحل أصبح أمرا لا مفر منه تأكيدا على التزام الحكومة بتطبيق القانون وعدم التهاون في التمسك به، خاصة أن الشارع المصري يؤيد حزم الحكومة وينتقد ترددها في كل ما يخص مقاومة الإرهاب". وواصلت الصحف العربية الصادرة من لندن تسليط مزيد من الضوء على التطورات السياسية للأزمة المصرية، وأشارت صحيفة (الحياة) إلى أن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أبى أن يغلق باب الجدل في شأن مستقبله السياسي، بتركه الباب مفتوحا أمام إمكان ترشحه للرئاسة في الانتخابات المتوقعة الصيف المقبل. وأبرزت الصحيفة أنه خلافا لنفيه القاطع في مرات سابق، ردا على السؤال الأكثر انتشارا في مصر، رفض السيسي، في مقابلة صحفية، الرد بالنفي أو الإيجاب على سؤال عما إذا كان سيترشح للرئاسة، معتبرا أن "الوقت غير مناسب لهذا السؤال، في ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا من إنجاز خطوات خارطة المستقبل التي سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن". وفي الوقت الذي تترقب فيه البلاد حسم جدل ترشح السيسي، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) أن الرئيس السابق محمد مرسي سيمثل أمام القضاء لأول مرة منذ عزله عن الحكم في شهر يوليوز الماضي، بعد أن حددت محكمة استئناف القاهرة أمس جلسة رابع نونبر المقبل موعدا لبدء محاكمته و14 قياديا من جماعة "الإخوان المسلمون" في أحداث العنف التي وقعت أواخر العام الماضي أمام القصر الرئاسي، أثناء توليه السلطة وعرفت باسم "أحداث الاتحادية".
وحسب الصحيفة فقد وجهت النيابة العامة إلى مرسي تهم "تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، واستخدام العنف والبلطجة وفرض السطوة، وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والأسلحة البيضاء، والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم دون وجه حق وتعذيبهم".
من جهتها، كتبت صحيفة (القدس العربي) عن توجه الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى تعليق معظم مساعداتها العسكرية لمصر "بسبب حملة القمع الواسعة التي تشنها السلطات ضد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي"، مشيرة إلى أن هذا القرار الأمريكي قد يشمل تعليق تسليم القوات المصرية أسلحة مهمة من بينها مروحيات (اباتشي) ومقاتلات (اف-16) ودبابات (ام1ايه1 ابرامز)، مبرزة، في السياق ذاته، أن المساعدات الأمريكية الخاصة بجهود مكافحة الإرهاب ستستمر على الأرجح.
واهتمت الصحف الإماراتية بدورها بالشأن المصري، حيث كتبت صحيفة (الخليج)، تحت عنوان "قرار لابد منه"، أن القرار الذي اتخذته الحكومة المصرية بحظر وشطب جمعية "الإخوان المسلمون"، تنفيذا لقرار القضاء، جاء في الواقع تلبية لإرادة الجماهير المصرية التي لفظت الجماعة في التظاهرات المليونية يوم 30 يونيو الماضي.
من جهتها، كتبت صحيفة (البيان)، في مقال افتتاحي تحت عنوان "سوريا في قلوب الإماراتيين"، قائلة "لطالما كانت الإمارات سباقة إلى عمل الخير وتقديم كافة أشكال العون والدعم للأشقاء العرب، لاسيما أولائك الذين تقطعت بهم السبل داخل أو خارج أوطانهم، عطاء سخي يعكس كرم قيادة وشعب أصيل، يسير على خطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
واهتمت الصحف الأردنية، بالخصوص، بالصراع الدموي في العراق وسبل الخروج من أزمة الحكم في اليمن، حيث اعتبرت صحيفة (الدستور) أنه "ليس هناك من حرب أكثر قذارة، وأشد خطورة من الحرب المذهبية التي تستبيح العراق. فهي وإن كانت صورة من صور الحرب الأهلية، إلا أن أسبابها تبقى تحت الجمر، تختفي مؤقتا تحت الرماد، لتتجدد ثانية، وبشكل أكثر تطرفا ومأساوية".
وكتبت في مقال بعنوان "حرب قذرة" أن "انتشار هذه الفتنة وبهذا الحجم المخيف، التي باتت تشمل العراق كله، فتضرب السيارات المفخخة الأسواق والمقاهي العامة والمدارس والمساجد والحسينيات ...، وتوقع مئات الضحايا يوميا، حتى أصبح العراق كله غير آمن، كل ذلك وأكثر منه يؤكد فشل الإجراءات الأمنية، وفشل الحلول التي أخذت بها الحكومة، وتؤكد أيضا أن الحل الوحيد هو الحل السياسي".
وفيما يتعلق بالأوضاع في اليمن، قالت صحيفة (الرأي) إن هذا البلد "قد يجد في الدولة الاتحادية المخرج من أزمة الحكم، فهذا الإطار الواسع القادر على استيعاب متناقضات الاشتراكيين الماركسيين والحوثيين، والقبائل وتجميعهم ضمن إطار مصلحة الشعب. ومهما قيل عن الأساس الديمقراطي المتقدم للدولة الاتحادية، فإن المزاج اليمني هنا يمكن أن يقدم للمشروع بديل الديمقراطية المتقدمة. فالحوار الذي يجري الآن لا علاقة له بالديمقراطية .. وإنما هو حوار التسويات المقبولة".
كما خصصت الصحف الأردنية حيزا للحديث عن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات الإسلامية في فلسطين، ومن جملتها محاولات المتطرفين اليهود اقتحام المسجد الأقصى لإحياء ما يزعمون أنه "ذكرى مرور 848 سنة على صعود الحاخام الأكبر موسى بن ميمون إلى +جبل الهيكل+ المزعوم، وإعادة مشاهد +الصعود المقدس+ وأداء الصلوات التلمودية داخله"، حيث ذكرت صحيفة (الغد) أن المؤسسات المقدسية دعت إلى الرباط في المسجد، اليوم، لإحباط تهديد المستوطنين والمتطرفين اليهود باقتحامه.
وانصب اهتمام الصحف البحرينية على الوضع الأمني الداخلي في ضوء اجتماع عمل أمني مدني ترأسه رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أمس، وخصص لتقييم مدى تطبيق توصيات مجلس النواب بشأن تشديد العقوبات على مرتكبي الأعمال الإرهابية والمحرضين عليها.
وأبرزت صحف (الأيام) و(الوسط) و(الوطن) و(البلاد) و(أخبار الخليج) أن رئيس الوزراء طالب مختلف الجهات الحكومية بالتطبيق المباشر والفوري لهذه التوصيات، معتبرا أن "العنف والإرهاب والتورط في تغطية المجموعات التخريبية بيئة غير مواتية للإصلاح".
وفي الشأن الأمني أيضا، أشارت الصحف البحرينية إلى تصدي الشرطة لأعمال شغب في الشارع قام بها أمس طلبة من (مدرسة الجابرية الصناعية) بالمنامة، احتجاجا على جدول امتحانات منتصف السنة.
وتناولت الصحف اليمنية الصعوبات التي تواجه مؤتمر الحوار الوطني الشامل لاستكمال أشغاله، وبالجدال الذي ما فتئ يتأجج بين فرقاء الأزمة اليمنية، حيث أبرزت صحيفة (الثورة) قول الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس خلال رئاسته اجتماعا للقيادات التنفيذية والعسكرية والأمنية في عدد من المحافظات، "الحوار كان الخيار الصائب للشعب ووثيقته النهائية ستجنب اليمن المخاطر".
وتركز اهتمام صحيفتي (اليمن اليوم) و(أخبار اليوم) على "الخلافات التي تعصف بمكون الحارك الجنوبي" المشارك في مؤتمر الحوار، خاصة بين جناح محمد علي أحمد وياسين مكاوي، وأوردت (أخبار اليوم) تصريحا لهذا الأخير يتهم فيه الأول بكونه أول من داس ميثاق الشرف مؤكدا أن "قراره بإعفائي يثير السخرية".
أما صحيفة (الثورة) فأوردت أن جمال بنعمر أكد خلال اجتماع مشترك لرئاسة الحوار ولجنة التوفيق أن "حلول القضية الجنوبية والصيغة النهائية باتت ممكنة".
وتناولت الصحف القطرية، من جانبها، تردي الوضع الأمني بالعراق في ضوء تنامي أعمال العنف، علاوة على تطرقها لأزمة الدين العام الذي تشهدها حاليا الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث لاحظت صحيفة (العرب)، بخصوص الوضع في العراق، أن التفجيرات باتت خبرا يوميا، وأخذت خلال المرحلة القصيرة الماضية "منحى تصاعديا، وبات أمر انفجار 16 سيارة مفخخة في بغداد وحدها حدثا عابرا حتى على نشرات الأخبار التي لا تترك شاردة أو واردة إلا وتناولتها".
وتعليقا على أزمة الدين العام الذي تشهدها حاليا الولاياتالمتحدةالأمريكية، لاحظت صحيفة (الشرق)، في مقال لها، أن "انحدار الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست مجرد فرضية وإنما واقع"، موضحة أن أزمة الدين العام الحالية "إذا تمت معالجتها بتنازلات من الجمهوريين فهي تأخير للسقوط الذي تنبأ به كثير من السياسيين الأمريكيين، وإن لم يحدث توافق فإنه تعجيل بالسقوط".
وأضافت قائلة "إن العالم لن يتشارك ذلك السقوط مع الولاياتالمتحدة ويكفيه ما يخسره جراء ذلك، ولن يدفع مقابل بقاء الولاياتالمتحدة قوة عظمى ليسير خلفها تابعا بلا رأي أو نفوذ"، مبرزة أن ارتباط الاقتصاد العالمي بالدولار الأمريكي، "ينطوي على كثير من المخاطر على اقتصاديات جميع الدول".
وركزت الصحف اللبنانية اهتمامها على قضايا تشكيل الحكومة والملف الأمني، حيث كتبت صحيفة (السفير) بخصوص الموضوع الأخير أن "دعوة وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، أسر العاملين في سفارتها في بيروت للعودة إلى لبنان"، شكلت "مؤشرا إيجابيا ينم عن تحسن المناخ الأمني من جهة، واستمرار مظلة الثقة الدولية بالاستقرار اللبناني من جهة ثانية".
من جانبها، قالت صحيفة (النهار) إن إطلاق أي تحرك سياسي جديد في شأن الأزمة الحكومية "بات مستبعدا قبل نهاية عطلة عيد الأضحى، مع العلم أن ثمة استحقاقا آخر متصلا بالأزمة الحكومية يرجح أن يثير جدلا وخلافات متجددة ويتعلق بموضوع انعقاد جلسات مجلس النواب مع بداية العقد العادي الثاني للمجلس بعد الخامس عشر من أكتوبر الجاري".
أما صحيفة (المستقبل) فعلقت أن الهاجس الأمني "عاد ليقض مضجع اللبنانيين الذين انشغلوا أمس بمتابعة الأنباء المتعلقة باعتقال شبكة إرهابية كانت تخطط لحملة اغتيالات وتفجيرات بغية زعزعة الأمن في الداخل اللبناني".
ونقلت عن وزير الداخلية مروان شربل قوله إن الأجهزة الأمنية تعمل بطاقتها القصوى بغية ضبط الأمن وتجنيب البلد "خضات أمنية خطيرة".