تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية الصادرة امس الخميس حول محاور الميزانية البلجيكية، وقرار واشنطن القاضي بتجميد جزء من المساعدات الأمريكية لمصر، وإعلان الخارجية الفرنسية عن اختطاف صحافيين فرنسيين اثنين في يونيو الماضي بسورية، والتجسس الأمريكي على هولندا. ففي بريطانيا وصفت صحيفة (الاندبندنت) أحد السياح (77 عاما) الذي تمكن من الهبوط بطائرة سياحية صغيرة من طراز (سيسنا 172) بعد إصابة الربان بوعكة صحية ب "البطل" خاصة وأنه لم يسبق له أن تولى قيادة طائرة على الإطلاق، غير انه استطاع بفضل تجاوبه الكبير مع تعليمات برج المراقبة من الهبوط بسلام.
واعتبرت الصحيفة أن السائح ، وهو مستشار سابق في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، حقق معجزة كبيرة حين حط بسلام على مدرج مطار هامبريدس بشرق انجلترا.
وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) من جهتها عن ملابسات الحادث الذي يشبه إلى حد كبير وقائع الأفلام السينمائية المشوقة، مشيرة إلى أن الحادث وقع لدى استعداد الطائرة للنزول بمطار ساندتوفت قرب دونكاستر (شمال شرق انجلترا) بعد يوم كامل من الطيران.
وأشارت إلى أن السائح، الذي سبق ان عمل في القوات المسلحة البريطانية، وجه نداء استغاثة بعد إصابة الربان بوعكة صحية، مبرزة أن السلطات الملاحية جندت على الفور مرشدا لتوجيه الربان الجديد ومساعدته على تجنب وقوع كارثة محققة.
وفي بلجيكا، كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك)، بخصوص الميزانية، أن كل ما فعلته الحكومة هو "إعادة تدوير" بعض الاجراءات وتضخيم أخرى فيما رمت بالقرارات المهمة المنتظرة في غياهب النسيان ومنها خفض الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للكهرباء والامتيازات الضريبية لفائدة المقاولات الصغرى والمتوسطة.
واعتبرت صحيفة (لوفيف) أن الوصفة البلجيكية لها حدود، مشيرة الى أن مدخرات الميزانية تكون في بعض الاحيان صورية لأنها تتضمن أيضا موارد جديدة أو موارد لم يتم صرفها، مضيفة أن فريق الوزير الاول لم يفلح في التوافق حول موضوع مهم يتعلق بإصلاح قانون 1996 حول الاجور من أجل تدارك العجز في التنافسية مقارنة مع بلدان مجاورة.
ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لوسوار) إلى قضية الاجور، مشيرة الى أنه في غياب اتفاق، فإن حكومة دي ريبو فشلت في سد ثغرات الاقتصاد فيما لم يتم اتخاذ اي اجراء في هذا الصدد ، وقالت إنه لم يتم أيضا التحرك لوقف انخفاض الانتاجية وتراجع الابتكار من أجل تجنب التأثير على الأجور على نطاق واسع.
أما الصحف الفرنسية فاهتمت بإعلان وزارة الخارجية عن اختطاف صحافيين فرنسيين اثنين في يونيو الماضي بسورية والسياسة الجبائية تجاه المقاولات، إذ كتبت صحيفة (لاكروا) أن الامر يتعلق باسمين جديدين ضمن لائحة طويلة من الفرنسيين المحتجزين كرهائن من قبل المجموعات الارهابية او العصابات مشيرة الى أنه بالاضافة الى الصحافيين المختطفين هناك عشرة مواطنين احتجزوا كرهائن في بلدان اخرى تشهد اضطرابات.
وأضافت أن هؤلاء المختطفين هم من مستخدمي المقاولات او سياح او متطوعين في العمل الانساني، مشيرة الى أنهم محتجزون منذ أشهر في ظروف قاسية بعيدا عن أهلهم.
ودعت الى إعطاء هؤلاء المحتجزين إشارات مفادها أن بلدهم لم يتخل عنهم، مشيرة الى ان السلطات السياسية والديبلوماسية تعمل كل ما في وسعها لتحريرهم.
من جهتها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالسياسة الجبائية تجاه المقاولات، مشيرة الى أن أرباب هذه المقاولات يرفضون تعديل القوانين التي تكبح نمو مقاولاتهم وتحول دون خلق مزيد من فرص العمل.
واعتبرت الصحيفة أن فرنسا شهدت في غضون بضع سنوات زيادة كبيرة في معدل الاقتطاعات الاجبارية والضرائب على الشركات وعلى المداخيل والرساميل.
وأكدت صحيفة (ليبراسيون) من جانبها أن الحكومة راهنت على ارادة ارباب العمل لتحقيق الاقلاع الاقتصادي وانعاش الشغل وذلك من خلال نهج سياسة ملائمة للمقاولات والتخفيف من العبء الضريبي المتنامي على الأسر.
وتركز اهتمام الصحف الإسبانية حول قرار واشنطن تجميد جزء من المساعدات الأمريكية لمصر بسبب "قمع" السلطات للمتظاهرين. وفي هذا الصدد اعتبرت يومية (إلباييس) أن هذا القرار اتخذ ردا على القمع الذي يستهدف أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، الذي ستنطلق محاكمته يوم رابع نونبر المقبل بتهمة "التحريض على القتل".
وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أبقت في المقابل على المساعدات المالية التي تمنحها لمصر والمخصصة لمراقبة الحدود ومكافحة الإرهاب.
وأشارت إلى أن المساعدات الأمريكية، التي تمثل 1,5 مليار دولار سنويا، منها 1,3 مليار دولار كمساعدات عسكرية، تشمل على الخصوص توريد المعدات الثقيلة والمساعدة المالية للحكومة.
وقالت صحيفة (أ بي سي)، من جهتها، إن "الجيش المصري لن يتلقى منذ الآن أي معدات هامة من واشنطن، لا سيما مروحيات الأباتشي وطائرات الإف 16 وصواريخ هاربون أو قطع غيار دبابات أبرامز". وذكرت الصحيفة أن هذا التجميد تقرر "في انتظار حصول تقدم موثوق نحو حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا".
وتابعت الصحف الألمانية المشاورات التمهيدية التي يجريها الاتحاد المسيحي الديمقراطي مع الأحزاب، وقرار حزب الخضر خوض هذه المشاورات لتشكيل ائتلاف حكومي، كما تناولت موضوع اللاجئين بعد مأساة لامبيدوزا الإيطالية.
فبخصوص المشاورات التمهيدية بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والأحزاب الفائزة في الانتخابات خاصة الاشتراكي الديمقراطي والخضر لتشكيل الائتلاف الحاكم ، أبرزت الصحف التحركات الجارية داخل الأحزاب والاجتماعات التي تعقدها قبل الذهاب إلى المشاورات.
ونقلت الصحف أطوار الندوة الصحفية التي عقدها زعيما الكتلة البرلمانية لحزب الخضر والتي أكدا فيها أن الحزب سيذهب للمشاورات "للتأكد من جدية عرض الاتحاد المسيحي الديمقراطي".
وكتبت "فرانكفوتر أليغماينا " أن الحزب أكد تحفظه على نقط الخلاف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي لحين بدء المشاورات، مؤكدا رفضه لتصريح وزير الداخلية حول اللاجئين والذي قال فيه إن "ألمانيا لديها ما يكفي من اللاجئين خاصة من سورية".
ونقلت الصحف عن كاترين كورينغ زعيمة كتلة الخضر أن حزبها يؤيد قبول مزيد من اللاجئين وخاصة السوريين ، داعية بلادها إلى بذل مزيد من الجهود لإنقاذ اللاجئين بالقوارب وعدم معاقبة الذين ينخرطون في إنقاذ أرواح هؤلاء.
إلا أن الحزب - تضيف المصادر ذاتها- لا يضع شروطا مسبقة حول موضوع اللاجئين كما هو الشأن في الطاقة النووية والنفقات العامة.
وسلطت الصحف الضوء من جهة أخرى على أوضاع اللاجئين في أوروبا بعد مأساة لامبيدوزا التي أودت بحياة أزيد من 300 شخص ، حيث نقلت "زود دويتشه تسايتونغ " عن مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج ماريا بومر قولها إن "البحر الأبيض المتوسط لا يمكن أن يكون مقبرة جماعية للاجئين " مشيرة إلى أن جميع القوى سيتم حشدها من أجل حل هذه المعضلة.
وفي روسيا، كتبت صحيفة "كوميرسانت" بخصوص اعتقال قوات أميركية خاصة لأبو أنسي الليبي المشتبه، في كونه أحد قادة تنظيم القاعدة، داخل الأراضي الليبية ، وأضافت أن قادة ليبيا في وضع صعب إذ يستوجب أن يتحلوا ب"الصرامة والتشدد" في التعامل مع هذا الحادث الذي أجج مشاعر العداء تجاه أمريكا في بلدهم.
ورأت صحيفة "أرغومينتي نيديلي" أن روسيا أجلت دبلوماسييها من ليبيا إثر تعرض سفارتها في طرابلس لهجوم قالوا إنه كان احتجاجا على مقتل أحد ضباط القوات الجوية الليبية على يد الروسية يكاتيرينا أوستيوجانينوفا.
وذكرت صحيفة "فيدوموستي" أن مشروع الميزانية الروسية في سنة 2014 يفوق ميزانية سنة 2013 في باب النفقات العسكرية. وتحاط 14,8 في المائة من إجمالي النفقات في ميزانية عام 2013 بالسرية. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 24,8 في المائة في سنة 2016.من جهة أخرى، يحتوي تقرير لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي ، تضيف "فيدوموستي" ،عن مشروع الميزانية الجديدة على معلومات لم يفصح عنها من قبل ،حيث كشف هذا التقرير للمرة الأولى أن عدد الطائرات التي تمتلكها القوات المسلحة الروسية يبلغ 1607 طائرات قسم منها طائرات هليكوبتر.
وفي البرتغال، كتبت صحيفة "دياريو إيكونوميكو" ان صندوق النقد الدولي بات يرى أن حصة ديون البلاد للعام الجاري سترتفع، إذ بات يراهن على أن تبلغ نسبة الديون من الناتج الداخلي الخام 123,6 في المئة في مقابل 122,9 في المئة المتوقعة قبل ذلك.
وذكرت الصحيفة أن التوقعات الجديدة للصندوق تفيد بأن الدين العمومي للبرتغال يتعين أن يبلغ السنة القادمة 125,3 في المئة من الناتج الداخلي الخام مسجلا بذلك ارتفاعا ب 1,1 في المئة بالمقارنة مع التقديرات السابقة (124,2 في المئة).
وكتبت صحيفة "جورنال دو نيكوسيوس" أن هذه الهيئة المالية لم تعد النظر في توقعاتها بشأن العجز العمومي للبرتغال المحدد في 5,5 في المئة هذه السنة و في 4 في المئة برسم 2014.
وفي هولندا، ركزت الصحف تغطياتها على ما كشفه الصحافي كلين كرينوايلد بشأن مدى التجسس الامريكي على هولندا، ونشرت صحيفة "فولكسكرانت" مقابلة حصرية مع كرينوايلد الذي نشر وثائق إدوارد سنودن حول برامج مراقبة المواطنين والمقاولات والدول من طرف وكالة الامن القومي الامريكية.
وبحسب الصحافي الأمريكي، فإن الهولنديين "ليست لديهم أية فكرة بشان مدى التجسس الأمريكي على بلادهم" ، مضيفا أن ما تم كشفه حول هولندا سيتم نشره قريبا ويمكن أن يغير من النقاش الجاري في البلاد.
وفي تركيا، ذكرت صحيفة "فاتان" أن محكمة الاستئناف التركية نقضت أحكاما قضائية صادرة في حق 88 متهما من الضباط الكبار السابقين الذين أدينوا في قضية مؤامرة مفترضة كانت تستهدف حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بينما أكدت الاحكام الصادرة في حق 237 متهما آخرا في هذه القضية المسماة (بيلوز).
وأوضحت الصحيفة أن المتهمين الرئيسيين الثلاثة في هذه القضية، وهم الجنرال المتقاعد سيتين دوغان ، وإبراهيم فيرتينا وأوزدن أورنك، أدينوا ب 20 عاما من السجن.
وذكرت صحيفة "ملييت" أن محكمة الاستئناف لم تبحث عن أدلة ملموسة في قضية الانقلاب.
ونقلت صحيفة "حرييت دايلي نيوز" تصريحات بعض أفراد أسر هؤلاء المتهمين، الذين اعتبروا أن هذا الملف هو "ملف مصطفى كمال أتاتورك" (مؤسس تركيا الحديثة) بينما كانوا يتظاهرون امام مقرات المحكمة التي أصدرت هذه الاحكام القضائية.