ذكرت مصادر من داخل جهاز الأمن السياسي في صنعاء أن السجناء المنتمين لتنظيم القاعدة سيطروا ليلة أمس سيطرة كاملة على عدد من مكاتب وغرف الجهاز، بعد أن تمكنوا من مغادرة الزنازين التي كانوا بداخلها، وسيطر السجناء على مبنى يضم الإدارة العامة لشؤون الضباط، والأفراد، والإدارة العامة للتوجيه المعنوي، والإدارة العامة للتحقيقات، والسجن، كما قاموا باحتجاز ضباط وأفراد الجهاز وإيداعهم الزنازين التي كانوا بداخلها. جرح العشرات عندما اندلعت أحداث شغب في سجن الأمن السياسي في العاصمة صنعاء يوم أمس الثلاثاء بعد أن قام عدد من السجناء بالهجوم على أحد الضباط هناك أعقبها أحداث شغب في بقية المصلحة الأمنية. وقالت مصادر أمنية تحدثت ل"اليمن اليوم" إن عددا من السجناء بدأوا بالهجوم على مدير إدارة التحقيقات العميد محمد النميلي بالطعن مستخدمين السلاح الأبيض "الجنبية" أثناء زيارة العميد النميلي زنزانتهم. وقال المصدر الأمني، الذي حبذ عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، إن حالة العميد النميلي الصحية في وضع "خطر جدا" وقد تم إسعافه إلى مشفى العرضي في العاصمة صنعاء بعد تعرضه لعدد من الطعنات. وقال المصدر نفسه إن عدداً آخر يقدر باثني عشر جنديا من الأمن السياسي تعرضوا لإصابات بطلقات نارية -حالة بعضهم خطيرة- من قبل سجناء يعتقد أنه تم تهريب السلاح لهم قبل هذه الحادثة فيما قدر عدد المصابين من السجناء بتسعة أشخاص.
وكانت قوات من مكافحة الشغب قد أحاطت المبنى والأماكن المحيطة بالأمن السياسي تحسبا لمحاولة اقتحامه من قبل مسلحين يعتقد أن صلة تربطهم بالسجناء، وقد تمكنت قوات مكافحة الشغب، حد تعبير المصدر ذاته، من "احتواء الموقف".ولم يعرف بعد تفاصيل الحادثة من جهة رسمية، فيما لم يتسن ل"اليمن اليوم" التأكد من صحة المعلومات الواردة من جهة أخرى. وأرجع المصدر الأمني سبب الفوضى إلى صراع داخلي وسط قيادات الأمن السياسي المتمثل من جهة بطرف "قاعدي" والذي ساعد بتسهيل دخول السلاح، وآخر من جهة أخرى يرفض من وصفهم بال"متعاطفين مع الإرهابيين" ، في إشارة للسجناء المحتجزين للاشتباه بارتباطهم بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وكان الأمن السياسي اليمني قد شهد حالة فوضى مماثلة في السابق نفذها سجناء احتجاجا على ما وصفوه ب"المعاملات اللاإنسانية" ونفذوا خلال تلك الفترة إضرابا عن الطعام قبل أن تتمكن القيادات الأمنية هناك من احتواء الفوضى. واستطاع العشرات من المشتبه بهم بالإضافة إلى عدد آخر من الضالعين الرئيسيين بقضايا إرهابية الفرار من معتقلات الأمن السياسي في السنتين الماضيتين، كان آخرها إعلان وزارة الدفاع اليمنية أن عمر سعيد باطرفي، الذي اعتقلته السلطات الأمنية في محافظة تعز في مارس من العام 2011، هو من قاد الهجوم على قيادة المنطقة الثانية الشهر الماضي ولقي بعد ذلك حتفه أثناء عملية تحرير المنطقة من قبضة المسلحين. إلى ذلك صرح مصدر أمني مسئول بأن مجموعة من المساجين في سجن الأمن السياسي والموقوفين على ذمة اتهامهم بالمشاركة في أعمال إرهابية وانتمائهم لتنظيم القاعدة الإرهابي قامت بالاعتداء بالطعن على مدير التحقيقات وبعض أفراد حراسة السجن. وقال المصدر في تصريح نقله موقع (سبتمبرنت) التابع لوزارة الدفاع إن المذكورين قاموا بأعمال شغب وتكسير أبواب السجن.. وتجري الآن محاولات لاحتواء وإنهاء الموقف بحضور ممثلين عن النيابة العامة ووزارة حقوق الإنسان. وأوضح المصدر أن ما تروج له بعض وسائل الإعلام من أن هناك قتلى هو محض افتراء وليس له أساس من الصحة.