واصلت الصحف العربية الصادرةامس الجمعة،اهتمامها بتطورات الأزمة السورية، ومستجدات القضية الفلسطينية،إضافة إلى تسليطها الأضواء على الشأن السياسي والأمني في بعض الدول العربية. فتحت عنوان " عقد مؤتمر جنيف 2 مستحيل" نقلت صحيفة "الأهرام" المصرية عن منذر ماخوس،سفير ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية ، في باريس قوله أن "انعقاد مؤتمر جنيف 2 بات مهمة مستحيلة"، مسجلا أن الأطراف الدولية تسعى الى عقد مفاوضات بين المعارضة والنظام ، بينما الشعب السوري يطالب بالتخلص من نظام الرئيس بشار الأسد،معتبرا أن الأزمة لا تنحصر في صراع على السلطة أو حدود أو مكتسبات اقتصادية، بل الأزمة السورية محددة وحلها الوحيد يتمثل في رحيل بشار الأسد ونظامه إلى الأبد. أما جريدة "الأخبار" فأبرزت إعلان روسيا استعدادها لاستضافة لقاء غير رسمي بين ممثلين عن النظام السوري، وآخرين عن المعارضة قبل مؤتمر السلام حول سورية المرتقب عقده بجنيف في موعد لم يحدد بعد. وأشارت الصحيفة من جهة أخرى،إلى مسودة وثيقة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية،أفادت أمس أن مفتشي المنظمة تحققوا من أحد موقعين كان قد تعذر دخولهما في سورية،وذلك من خلال فحص لقطات كاميرات ميدانيا. وسلطت الصحف الأردنية الضوء على اجتماع قيادة أركان الثورة السورية قبل يومين في اسطنبول، مع قادة الفصائل السورية المسلحة الرئيسة،فكتبت صحيفة (الغد) في هذا الشأن أنه "قد يكون بمثابة نقطة تحول مهمة وأساسية لإنقاذ الثورة السورية، ورد الاعتبار للأهداف الرئيسة التي قامت من أجلها، لكن تحقيق هدف الاجتماع، ومهمة اللجنة التي انبثقت عنه، لن يكون سهلا في توحيد الفصائل المقاتلة (باستثناء القاعدة) على أرض الواقع، وجبر الخلافات والاختلافات الشاسعة بينها وبين الائتلاف الوطني في الخارج". وحول جهود وزير الخارجية الأمريكي لانقاذ مفاوضات السلام، اعتبرت صحيفة (الدستور)، أن جون كيري "المõدرك لانتفاء الجدية الإسرائيلية في السير الحثيث على درب السلام والحل النهائي، يعرف تمام المعرفة، أن من دون ضغط أمريكي جدي على اسرائيل، لن يكون هناك تقدم من أي نوع، وهذا ما لا يريد كيري أن يحرق أصابعه بناره، لا يرغب في ذلك ولا يقوى عليه إن هو رغب".
وأضافت في مقال بعنوان "وعود كيري وعطاياه"، أنه "لذلك يعتمد كيري في وساطته دبلوماسية شراء الوقت وإطلاق الوعود التي لا يضمن إنفاذها ... يخاطب كل فريق بما يتصدر قائمة أولوياته ومخاوفه ... يغدق على الإسرائيليين وعود حفظ الأمن والتفوق ... ويداعب الفلسطينيين القلقين على ما تبقى لهم من قدسهم وضفتهم بأحاديث مقتضبة عن الاستيطان غير الشرعي وعرض حفنة من الدولارات ... فالمهم أن يتسمر الفلسطينيون حول مائدة المفاوضات حتى الربيع القادم".
أما الصحف العربية الصادرة من لندن،فتابعت من جهتها تطورات المشهد السياسي والعسكري في سورية، حيث أبرزت صحيفة (الحياة) شروع الائتلاف الوطني السوري المعارض مساء اليوم في اجتماعاته باسطنبول لبحث الموقف من مؤتمر (جنيف 2)، مشيرة إلى أن المعارضة تتجه الى المشاركة بمحددات تتعلق بتوافر ضمانات لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة خلال الربع الأول من العام المقبل.
وعلى الصعيد الميداني، كتبت صحيفة (القدس العربي) عن شروع بعض الجماعات المقاتلة في سورية في التوصل بصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الأكتاف من طراز (مانبادس)، مما أضحى يثير مخاوف الغرب من إمكانية وقوع هذه الأسلحة بأيدي مقاتلي القاعدة أو الجماعات المرتبطة بها.
وأوضحت الصحيفة أن اهتمام أجهزة الاستخبارات الغربية بهذه الأسلحة ناجم عن خشيتها من استخدامها في ضرب طائرات مدنية، بالنظر إلى أن سهولة حملها تمكن المقاتلين من فرصة للتمركز قريبا من أي مطار ومن ثم ضرب الطائرات المدنية والتي كانت وتظل هدفا محبذا للقاعدة والجماعات الموالية لها.
أما يومية (الشرق الأوسط) فكتبت عن إعلان جماعة الإخوان المسلمين في سورية انتهاء المشاورات السياسية بين مختلف مكوناتها لإطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم (الحزب الوطني للعدالة والدستور)، المعروف اختصارا باسم (وعد)،مشيرة إلى أنه سيجري يوم الثلاثاء المقبل باسطنبول الإعلان رسميا عن ميلاد الحزب الذي أسندت رئاسته للدكتور محمد وليد، وهو طبيب عيون من محافظة اللاذقية،على أن تتولى شخصية مسيحية منصب نائب الرئيس.
وارتباطا بالشأن الفلسطيني، فقد انصب اهتمام الصحف القطرية بتداعيات اغتيال الزعيم ياسر عرفات حيث ،شددت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها على ضرورة "ألا تمر نتائج تحاليل الخبراء السويسريين لعينات من رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والتي أكدت وفاته مسموما بمادة البولونيوم 210، دون أن يتبع ذلك اجراءات فلسطينية مدعومة عربيا للتوصل إلى الجهة التي كانت وراء اغتيال رمز القضية الفلسطينية وملاحقتها دوليا على اعتبار ان ما جرى جريمة ضد الانسانية."
وأكدت الصحيفة أن " العرب مطالبون اليوم باستخدام كل أوراق الضغط المتاحة لديهم لدعم التحرك الفلسطيني، حتى يتم وضع حد لحالات الإفلات من العقاب التي شهدتها جرائم مماثلة ضد القادة والرموز الفلسطينيين، رغم اعتراف الجاني في كل مرة بجريمته تلميحا وتصريحا"،متسائلة " هل نشهد تحركا فاعلا في كل محفل دولي من أجل كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة¿ أم أن دم الشهيد سيذهب سدى".
واهتمت الصحف القطرية أيضا بالخلاف المصري الاثيوبي حول تقاسم الثروات المائية للنيل،فلاحظت صحيفة ( العرب) في تعليق لها ان الاجتماع الثلاثي الذي انعقد مؤخرا بالخرطوم،وضم وزراء الري والموارد المائية في كل من السودان ومصر وإثيوبيا ،لم يحرز تقدما في هذا الاشكال ،إذ لا زالت مصر تعترض على مشروع سد النهضة الإثيوبي، لكونه سيؤثر سلبا على حقها المكتسب في مياه النيل، ويلحق ضررا كبيرا بمصالحها.
وتناولت الصحف الإماراتية،الجنوح الإسرائيلي نحو التطرف،فكتبت صحيفة(البيان) تحت عنوان "إسرائيل والجنوح نحو التطرف "،أن حكم البراءة الذي أصدرته المحكمة الإسرائيلية لصالح الزعيم اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان أول أمس، يشكل صفعة جديدة لعملية السلام وللجهود الأمريكية، التي تكللت باستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل أشهر قليلة، مضيفة أن براءة ليبرمان تعني عودته بقوة إلى الحكومة الإسرائيلية، وسيحاول من موقع القوي إفشال المحادثات مع الجانب الفلسطيني، في مجتمع سياسي إسرائيلي يجنح نحو المزيد من التطرف.
من جانبها كتبت صحيفة "الخليج " في مقال افتتاحي أن أنظار الكثير من المؤسسات العلمية تتجه نحو الفضاء البعيد ،بحثا عن كواكب يمكن العيش فيها، والبعض منها يفكøر في المساعدة على خلق كوكب شبيه بالكرة الأرضية ، هذا النوع من التفكير قد لا يكون بائسا ، لو كانت كرتنا الأرضية بخير،ولو كان مستقبلها ليس محملا باحتمالات الكوارث التي قد تنتج بفعل الإنسان لا رغما عنه ، إنه نوع من الهروب من الواقع الذي يخفق العالم في تصحيحه".
وترى اليومية أن البشرية لم تكن مدركة لمخاطر أنماط العيش التي اخترعتها لنفسها على الكرة الأرضية، لكن لم يعد هناك جهل بهذه المخاطر، وما قد تقود إليه من كوارث ومصائب، وهي تعرف أيضا أن الطريق لتجنب ذلك ممكن تقنيا وماديا . ومع ذلك، فبالرغم من كل الإدراك، وكل التصريحات، وكل الوعود، إلا أن الوصول إلى هدف تجنøب الكوارث يزداد بعدا عاما بعد آخر" .
واهتمت الصحف السودانية والبحرينيةواللبنانية بقضايا تخص الشأن الداخلي بهذه الأقطار ومن ضمنها بتداعيات الاستفتاء الاحادي الجانب الذي نظم مؤخرا بمنطقة آبيي الحدودية المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان،وعلاقات بعض دول الخليج مع محيطها الإقليمي.
وهكذا كتبت صحيفة (الانتباهة) السودانية أن رئيس دولة جنوب السودان سلفاكيرميارديت قرر ارسال مبعوث شخصي له الى الرئيس البشير في الايام المقبلة لمناقشة الوضع في آبيي في أعقاب الاستفتاء غير الرسمي الذي نظمته عشائر قبيلة دينكانوك نهاية الشهر الماضي واعلنوا ضم المنطقة الى دولة الجنوب ، مشيرة الى أن وفدا من القبيلة المذكورة سلم مذكرة تتعلق بنتائج الاستفتاء الى سلفاكير الذي أكد ان الاعتراف بالنتيجة يكون عبراتفاق مع الرئيس عمر البشير.
ومن جهتها كتبت صحيفة( المجهر السياسي) أن مجلس الوزراء بدولة الجنوب سيناقش اليوم الجمعة نتائج الاستفتاء الاحادي الجانب الاخير في أفق عرضه على انظار المجلس التشريعي القومي للدولة الوليدة، مشيرة الى اختتام وفد عن مجلس السلم والامن الافريقي لزيارة قام بها للمنطقة التقى خلالها بالقيادات الاهلية بقبيلتي دينكانوك الموالية للجنوب،والمسيرية الموالية للسودان.
اما صحيفة ( اخبار اليوم) فقد نقلت عن مصادر بقبيلة المسيرية قولها ان هذه الاخيرة ستشرع خلال الاسابيع القادمة في تنظيم استفتاء كرد عملي على استفتاء دينكانوك الاحادي ، مشيرة الى قيادات أخرى تفضل حتى الان التمسك بمضامين البرتكول الموقع بين البلدين بهذا الخصوص ،تجنبا لمزيد من التوتر الذي خيم من جديد على المنطقة جراء المبادرة الاخيرة للدينكانوك.
وأبرزت صحف (الوطن) و(الوسط) و(البلاد) و(الأيام) و(أخبار الخليج) البحرينية، فحوى الحديث الذي أجرته صحيفة (الكويتية) الكويتية مع وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد ال خليفة،والذي أكد فيه تطلع بلاده لخطوات عملية في تحسين العلاقة مع إيران، ليس فقط مع البحرين، ولكن مع جميع دول المنطقة.
وأشارت الصحف إلى أن وزير الخارجية أوضح، من جهة أخرى، أن شيعة البحرين يحصلون على حقوقهم كاملة في المجتمع البحريني، ووصلوا لأعلى السلطات، مبرزا أن "هناك من حاول خلق الجفاء بين المواطنين السنة والشيعة بالبحرين وخلق الشرخ بينهم، لكنه لم ينجح في ذلك".
وخصصت جل الصحف اللبنانية،ومن ضمنها (الأخبار)،و(السفير)،و(النهار)،و(المستقبل)تعليقاتها للزيارة المرتقبة للرئيس ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية الاثنين المقبل،حيث أشارت الى أن الرئيس سليمان سيلتقي في الرياض، إضافة إلى الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، مضيفة أن سليمان سيطرح في محادثاته ملفين أساسيين، يتعلق الأول بالعلاقات الثنائية بين البلدين، "خصوصا وأن المملكة حريصة على الوقوف دائما إلى جانب لبنان سياسيا واقتصاديا ، سواء من خلال مواقفها السياسية الداعمة للبنان ودعم اقتصاده بأوجه عدة ، أو من خلال احتضانها العديد من الشركات والمغتربين اللبنانيين الذين يعملون فوق أراضيها".
أما الشق الثاني فيتعلق بالملف السياسي، حيث سيشرح الرئيس سليمان موضوع تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، والذي يترجم من خلال "إعلان بعبدا" والاتفاق على ضرورة تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمة السورية والصراعات الإقليمية، كما سيتطرق إلى ملف النازحين السوريين والعبء الذي يشكلونه على الدولة والاقتصاد اللبناني، وإمكانية مساعدة المملكة للبنان في التصدي لهذا الملف ودعمه لتأمين حاجات النازحين.