اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بإعلان الوزير الأول الفرنسي جان مارك ايرو عن اصلاح جبائي، وبالتقرير الصادر حول وحدة الألمانيتين وكذا المفاوضات الجارية حول تشكيل الائتلاف الحاكم بألمانيا، وأيضا بالمفاوضات الخاصة بالملف النووي الإيراني. ففي فرنسا، واصلت الصحف اهتمامها بإعلان الوزير الأول جان مارك ايرو عن إصلاح جبائيº حيث كتبت صحيفة (لوموند) أنها "مناورة غريبة لصرف الأنظار"، مضيفة أن جان مارك أيرو منح لنفسه من خلالها هدنة مع الأغلبية. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (ليبراسيون) لأهداف السياسة التقشفية، معتبرة أنه إذا كانت الصرامة ضرورية من أجل تحقيق توازن المالية العامة، فإنها لا يمكن أن تشكل لوحدها سياسة اقتصادية.
وأضافت أنه في غياب مشاريع كبرى للتنمية، تظل سياسة التقشف جاثمة على الاقتصاد وتغذي بالتالي الاحتجاجات والشعبوية.
ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن إعلان جان مارك أيرو عن فتح نقاش واسع حول الجبايات يشكل خطوة سياسية قوية، لكنها أشارت إلى أنه إذا كانت لدى الوزير الأول نية لطمأنة الفرنسيين عبر طرحه لهذه المبادرة فإنه قد يكون أخطأ الهدف.
وفي ألمانيا، اعتبرت صحيفة (دي فولكشتيمه) الألمانية، بخصوص التقرير السنوي حول تقييم الوحدة الألمانية، أنه بعد مرور 23 سنة على الوحدة فإن الجميع يأمل في التقريب بين غرب وشرق ألمانيا أكثر، لكن الواقع، غير ذلكº إذ أن المسافة ما تزال تفصلهما في قطاعات حيوية، وفي القوة الاقتصادية، مشيرة إلى ضرورة العمل من أجل تقليص الهوة وجعل شرق البلاد يلحق بركب غربها.
وكتبت صحيفة (فيسر كورير) أنه "بعد مرور عقدين من الزمن على توحيد ألمانيا، يبدو أنها مقسمة مرة أخرى إلى قسمين، سواء في سوق الشغل أو الاقتصاد أو التعليم، معتبرة أن الفجوة تتفاقم بين الشمال والجنوب عندما يكون الاقتصاد مزدهرا وهو ما يبرز جليا في بعد الولايات على حساب أخرى.
أما صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن)، فأبرزت أنه يمكن استخلاص عدة استنتاجات من التقرير، جميعها تؤكد على أن الشرق يحتاج إلى برامج وآفاق اقتصادية واعدة للشباب، لكن عن طريق الحكومة الفيدرالية والميزانية العامة للدولة.
وفي هذا الصدد، سجلت (لاندستسايتونغ) أن التقرير يلخص التطورات التي حصلت منذ التئام الوحدة، خاصة توقيف الهجرة من الشرق إلى الغرب وغير ذلك، إلا أن التقرير عن حالة الوحدة لم يأت بجديد بل يشبه سلفه.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات الجارية بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، ترى صحيفة (دي فيلت) أن المفاوضات من المفروض أن تستهدف القضايا بشكل أكثر دقة، مشيرة إلى أنه بعد الضغوطات التي مارسها الاشتراكيون منذ بداية هذه المفاوضات يتعين توضيح الأمور بعد أن أشرفت على نهايتها.
ومن جانب آخر، اهتمت الصحف بالمفاوضات الجارية بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون حول الملف النووي الإيراني، بعد الجولة السابقة بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب ألمانيا).
وأضافت أن النص الذي يجري التفاوض بشأنه سيكون مؤقتا يمتد على ست سنواتº ويقضي بالحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة على طهران.
وفي روسيا، كتبت صحيفة (ترود) تحت عنوان "الرئيس الروسي يوقع على وثيقة الأمن الاجتماعي" أن هذه الوثيقة، التي تصف وضع الأمن الاجتماعي في روسيا بأنه غير مستقر، تعرض مجموعة من الآراء حول تأمين الأمن الاجتماعي بصفته جزءا من الأمن القومي لروسيا الاتحادية.
ويتعلق عدم استقرار الأمن الاجتماعي، تضيف الصحيفة، بالموقف المعقد والمستوى العالي من المخاطر الإرهابية وهجرة المواطنين الأجانب والأشخاص بلا جنسية إلى روسيا الاتحادية بطريقة غير مشروعة.
وتطرقت صحيفة (نيزفيسيميا غازيتا ) للجولة الثالثة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بين الوسطاء الدوليين الستة والوفد الإيراني التي بدأت بجنيف، استكمالا للمناقشات حول اتفاقية إطار والتي من المنتظر، بحسب الصحيفة، أن تكون "خطوة أولى مهمة مبدئيا في سبيل توقيع اتفاقية طويلة الأمد تؤمن تطوير البرنامج النووي الإيراني في الاتجاه السلمي وتزيل إمكانية تصنيع السلاح النووي من قبل إيران".
وعلى صعيد آخر، نقلت صحيفة (ايزفيستيا) عن رئيس مركز دراسة النزاعات في الشرق الأوسط ألكسندر شوميلين، قوله إن "إيقاف المساعدة العسكرية لمصر ناجم عن الضغط الذي يمارسه الكونغرس الأمريكي على الإدارة"، مضيفة، بحسب ما يروج على لسان كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة قد تعاونت بنجاح مع النظام العسكري لحسني مبارك، فإنه لا داعي الآن لأن تسيء علاقاتها مع ممثلي النظام الجديد.