"الحرب مع روسيا: لماذا واشنطن غير محمية"، عنوان مقال ميخائيل خوداريونوك، في "غازيتا رو"، حول عجز الولاياتالمتحدة عن حماية مواقعها الاستراتيجية في حال نشوب حرب مع روسيا. وجاء في المقال: اعترفت الولاياتالمتحدة بالعجز أمام السلاح الروسي والصيني. فوفقا لقائد قيادة الشمال في الجيش الأمريكي، الجنرال تيرينس أوشونيسي، في حال نشوب حرب مفاجئة فلن تتمكن الولاياتالمتحدة من حماية أراضيها. أطروحات الجنرال أوشونيسي، تكرر ما سبقه إليه الرئيس السابق لهيئة أركان الدفاع الجوي الروسي، الجنرال إيغور مالتسييف، في حديثه ل"غازيتا رو". حينها، قال: "انتهى ذلك الزمن الذي كانت فيه الولاياتالمتحدة محمية بمحيطين، ولم نكن نستطيع الوصول إليها إلا عبر الفضاء". وأضاف: "فإذا ما نشرنا كمية كافية من الطيران الضارب في تشوكوتكا، فبإمكاننا استهداف قسما هاما من أراضي الولاياتالمتحدة، من دون اللجوء إلى الفضاء..". بمعنى آخر، تواجه أمريكا اليوم وضعا جيواستراتيجياً جديدا. الدفاع عن أجواء الولاياتالمتحدة اليوم، منوط فقط بالطيران المقاتل.. فأمريكا لا تنشر منظومات دفاع جوي إلا خارج حدودها أثناء قيامها بمهمات قتالية في نزاعات محلية، هنا وهناك. وأما مجموعات الدفاع الصاروخي عن القارة الأمريكية فقادرة على صد صواريخ بالستية مفردة لا أكثر. الأمريكيون، بحاجة عمليا إلى تأسيس فضاء معلوماتي موحد وقيادة موحدة في مجال الدفاع الجوفضائي. ومن هنا يأتي قلق الجنرال أوشونيسي. أي أن الخصمين الجيوسياسيين- روسيا والصين- لديهما السلاح الذي تفتقر إليه الولاياتالمتحدة. فليس هناك منظومات دفاع جوي لحماية حتى المراكز الإدارية والاقتصادية الأهم في البلاد، وأما المقاتلات فقادرة على تأمين دفاع فقط على المحاور الرئيسية.. ذلك كله، على خلفية تطوير روسيا والصين، بوتائر كبيرة، أسلحة فرط صوتية، لا يوجد حتى الآن دفاعات صاروخية فاعلة ضدها لدى أحد، ومن غير الواضح متى يمكن أن تظهر مثل هذه الدفاعات.